الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية
الإدارة العامة للتطوير والإرشاد
مادة علمية مهندس / محمد شوقي القطان
* مقدمة
تعتبر أسماك البلطي واحدة من أهم الأسماك المستزرعة على مستوى العالم، إذ تمثل المرتبة الثانية عالمياً بعد أسماك المبروك، وفي مصر تحتل أسماك البلطي المرتبة الأولى من حيث الإنتاج إذ تمثل بمفردها أكثر من ثلث الناتج المحلي (الصيد الحر والاستزراع السمكي) ، وتعتبر مصر أقدم دول العالم استزراعا للأسماك عامة وللبلطي خاصة إذ يرجع تاريخ الاستزراع السمكي في مصر إلى 2500 سنة قبل الميلاد كما تشير النقوش الفرعونية القديمة.
ومع التقدم العلمي والتكنولوجي في العصر الحديث أمكن إنتاج البلطي الأحمر الهجين من ( البلطي النيلي × البلطي الموزامبيقي) في تايوان، كذلك تمكنت الفلبين من إنتاج صنف البلطي ( GIFT ) ، وبظهور الهرمونات أمكن إنتاج البلطي وحيد الجنس (Mono sex) وتجدر الإشارة أنه قد صدر قرار وزير الزراعة واستصلاح الأراضي عام 2002 بحظر استخدام الهرمون الذكري 17 ألف مثيل تستسترون لإنتاج البلطي وحيد الجنس نظراً لأن الهرمون الذي يستخدم مصنع وليس طبيعياً وقد توقفت دول جنوب شرق أسيا والصين عن استعمال هذا الهرمون واكتفت بإنتاج وحيد الجنس بالتهجين بين البلطي النيلي والأوريا وذكور البلطي المتفوقة (Super male ) ، وأخيراً أمكن إنتاج البلطي عديد الكروموسومات (Polyploid ).
* مميزات سمكة البلطي في الاستزراع
1- سرعة معدلات النمو.
2- قابلية الاستفادة من مدى واسع من الأغذية الطبيعية والصناعية.
3- تحمل مدى واسع من الظروف البيئية الصعبة.
4- المقاومة العالية للأمراض والإجهاد.
5- القدرة على التناسل في ظروف الأسر بسهولة.
ومن السمات العامة المميزة لهذه السمكة:-
جيدة التحويل الغذائي ( 2: 1 ).
معامل الحالة 1.5 – 2.1.
السعة التحميلية (Carrying capacity) لها تفوق معظم الأسماك الأخرى.
تعتبر السمكة الشعبية الأولى في مصر حيث أنها تناسب جميع الدخول (ذات أهمية اقتصادية ).
مقبولة لدى المستهلك في جميع الأعمار والأحجام (جيدة التسويق).
* عيوب سمكة البلطي
فعيوب هذه السمكة إجمالاً تتمثل في مشكلتين رئيستين (التشتية، التفريخ العشوائي).
بالنسبة للتفريخ العشوائي (Wild spawning) : فهذه السمكة تنضج جنسياً في عمر مبكر (3- 6 أشهر) في ظروف الأسر ( الأحواض) والتي ينتج عنها كميات كبيرة من الزريعة فتنافس الأمهات على الغذاء والأكسجين وبالتالي تؤخر وصول الأسماك للحجم التسويقي وبالتالي تؤثر على معدلات النمو والإنتاج، إلا أن هذه المشكلة أمكن التغلب عليها من خلال العديد من الدراسات والأبحاث العلمية والتي تطبق بنجاح في المواقع الحقلية.
أما بالنسبة للتشتية ( Wintering ): فهذه منشأها استوائي (أسماك مياه دافئة لذا لا تتحمل انخفاض درجة الحرارة خاصة المفاجئ وبالتالي يحدث لها نفوق كلي أو جزئي يتوقف على درجة الانخفاض ومدته الباردة، وحالياً تجرى العديد من الدراسات للتغلب على هذه المشكلة إلا أنها لم تحل بشكل قاطع ولكن على الأقل تحد من معدل النفوق إلى حد ما، سوف نناقشه في هذه النشرة.
* أهم أنواع البلطي الشائعة في مصر
1- البلطي النيلي Oreochromis niloticus
وهي من الأسماك القديمة التي تستوطن جميع أجزاء نهر النيل، وتعرف في القاهرة بالبلطي الأبيض، وفي شمال الدلتا بالمشط أو الشبار، وفي الفيوم بالبلطي السلطاني ويسمى الصغير منه شويط.
2- البلطي الأوريا Oreochromis aureus
ويطلق عليه البلطي الأزرق أو الحساني ربما لأنه يميل إلى اللون الأزرق المخضر.
3- البلطي النيلي (مولوى) Sarotherodon galilaeus
وهى تعيش في معظم أجزاء النيل،وتعرف في شمال الدلتا بالبلطي عين سالم.
4- البلطي الأخضر (Tilapia zillii)
وهو منتشر في جميع أجزاء النيل والبحيرات ولا يكاد تخلو منه ترعة أو مصرف أو أي مجرى مائي علاوة على تواجده في المياه المالحة والشروب، ويطلق عليه في شمال الدلتا شبار أخضر أو خناين أو بلليمي.
* تشتية أسماك البلطي
مما لاشك فيه أن عملية التشتية من أهم العمليات المزرعية لكل الأسماك عامة وللبلطي خاصة نظراً لشدة تأثير درجات الحرارة المنخفضة عليها والتي يصاحبها عادة نفوق كلي أو جزئي وبالتالي فنجاح أو فشل الموسم الجديد يتوقف على عملية التشتية وأهم عامل مؤثر في عملية التشتية هى درجة الحرارة.
* أهمية درجة الحرارة وتأثيراتها
1- على أساس درجة الحرارة تقسم الأسماك إلى ثلاثة أقسام:-
أسماك مياه باردة من 12 – 18°م مثل السلمون والتروات.
أسماك مياه معتدلة من 18 - 24°م مثل البياض والمبروك.
أسماك مياه دافئة من 24 - 32°م مثل البلطي والقراميط.
2- وترجع أهمية درجة الحرارة إلى أن الأسماك من ذوات الدم البارد Obligate Poiklotherms أي متغيرة درجة الحرارة حيث تأخذ درجة حرارة الوسط المحيط بها وذلك لأنها لا تملك أي قدرة على التنظيم الداخلي لدرجة حرارة جسمها، وقد ثبت أن نشاط الأسماك يؤدي إلى إنتاج حرارة من جسمها تفقد في الوسط المائي وتتوقف كمية الحرارة المفقودة في الوسط على مسطح الجسم ودرجة حرارة الماء لذا فالأسماك الأصغر حجماً تكون أكثر تأثراً أثناء الشتاء ويحدث هذا التغير سريعاً عن طريق انتقال الحرارة بالتوصيل من خلال الخياشيم وجسم السمكة الخارجي نتيجة وجود مستقبلات عصبية للحرارة والبرودة بجانب بعضها على شكل نهايات عصبية حرة في الجلد كذلك وجد أن معدل التغير في درجة الحرارة يحدث بصورة أسرع في الأسماك الأصغر حجماً عن الأكبر حجماً.
3- وعلى أساس درجة الحرارة تنفصل مياه الحوض إلى طبقات حرارية Thermal Stratification فالطبقة العليا هي الطبقة الساخنة Epilimnoin والطبقة السفلى هي الطبقة الباردة Hypolimnion والطبقة الوسطي التي تقع بين الطبقتين السابقتين Thermocline وهي طبقة سريعة التأثر بدرجات الحرارة، وهذه الطبقات توجد في المياه العميقة خلال فصل الربيع وتستمر حتى الخريف بينما يتغير نظام الطبقات السابقة يومياً في المياه الضحلة Shallow وكذلك في الأحواض الصغيرة فالتقسيم الحراري يكون غير ثابت مقارنةً بالأحواض الكبيرة كذلك تؤدي التقلبات الجوية إلى اختفاء هذه الطبقات حتى في الأحواض الكبيرة والعميقة خاصة مع الرياح الشديدة أو سقوط الأمطار بغزارة.
4- لكل نوع سمكي مستوى حراري أمثل عنده يتحقق أفضل نمو بينما الخروج من هذا المستوى يحدث إجهاد حراري Thermal stress والذي يؤدي لنفوق الأسماك، ورغم أن البلطي يتحمل مدى واسع من درجات الحرارة (8 -42 ْم) إلا أن أنواعه تتباين في مدى تحملها لدرجات الحرارة المنخفضة فأقل درجة تحمل للأوريا 8 ْم – 9 ْم للزيللي والجاليلي، 11 ْم للنيلي ووحيد الجنس والبلطي الأحمر، 13 ْم للموزامبيقي، وإن كانت قدرة التحمل هذه ترتبط بدرجة الانخفاض والتدرج فيه ومدة التعرض ويتراوح التأثير من تثبيط النمو إلى فقدان الوزن ثم النفوق الكلي أو الجزئي، وفي دراسة وجد أن البلطي النيلي يتحمل 8 ْم لمدة 3 – 4 ساعات ويتحمل 12 ْم لعدة أيام ويعيش أطول على 15 ْم.
5- وانخفاض درجة الحرارة شتاءً لا يؤدي لانخفاض العمليات الحيوية والكيميائية للأسماك فقط بل لا يسمح بنمو الغذاء الطبيعي من ناحية ومن ناحية أخرى يقلل من نشاط إنزيمات Lysozyme التي (تفرز أجسام مضادة لقتل البكتريا) وكذلك تقلل من طبقة المخاط Mucus وهو (أول خط دفاعي للأسماك لما تحتويه من جلوبيولين مناعي)، وفي دراسة وجد أن درجة (14 ± 2 ْم ) تقلل من نشاط إنزيمات Lysozyme في السيرم والأمعاء وطبقة المخاط ونسبة الخلايا المناعية Lymphcytes ،Monocytes، Basophiles ، ونشاط Hemolytic ونسبة الهيماتوكريت وتركيز الهيموجلوبين وبروتينات السيرم الكلية ولكن ترفع من نسبة جلوكوز الدم في البلطي النيلي (أي انخفاض المناعة الطبيعية للأسماك).
6- ليس هناك عامل يؤثر بمفرده على تطور ونمو الأسماك كما تؤثر درجة الحرارة، فارتفاع أو انخفاض درجة الحرارة بشكل كبير يكون له تأثير سيء على الأسماك لما يسبب لها من إجهاد Stress يؤدي بالطبع إلى نفوقها والتي يكتب لها النجاة تكون عرضة للإصابة بالأمراض وضعف النمو، كذلك تؤثر درجة الحرارة على التنفس والنمو والتكاثر وكل العمليات البيوكميائية في جسم الأسماك علاوة على تأثيرها على درجة ذوبان الأوكسجين في الماء، كذلك تمتنع الأسماك عن الأكل بالارتفاع أو الانخفاض الشديد في درجة الحرارة نتيجة تأثيرها على النشاط الإنزيمي المسئول عن تحفيز معظم التفاعلات الحيوية حيث وجد أن درجة الحرارة تؤثر على عملية الهضم والامتصاص لذا يفضل وقف التغذية للبلطي عند أقل من 18 ْم لأن البلطي في هذه الحالة يكون غير قادر على هضم الأعلاف نتيجة لعدم إفرازه لإنزيمات الهضم.
7- والتعرض المفاجئ للتغير في درجة حرارة الأسماك سواء بالزيادة أو النقص في حدود 20 ْم يؤدي للنفوق بالصدمة الحرارية Thermal shock حيث تنكسر كرات الدم الحمراء ويحدث خروج للهيموجلوبين بل قد تموت الأسماك لو كان الفرق في درجات الحرارة حوالي 5 ْم عند النقل أو التذبذب في درجة الحرارة، بينما تتحمل الأسماك التغير التدريجي في درجة الحرارة حيث تم نقل أسماك من 25 – 32 ْم تدريجياً دون إجهاد، وقد وجد أن الأسماك تتحمل ارتفاع درجات بصورة أكبر من تحمل الانخفاض.
* الاحتياطات الواجب مراعاتها أثناء التشتية وتشمل:-
1- يجب أن تكون أحواض التشتية صغيرة الحجم (من ربع إلى واحد فدان) لضمان التحكم في عملية التشتية، كذلك يفضل أن يكون هنا أكثر من حوض لتشتية كل نوع من الأسماك.
2- يفضل أن تكون أحواض التشتية ذات عمق لا يقل عن 2متر، مع إنشاء قنوات داخلية حتى تهرب الأسماك إليها عند فترات البرودة الشديدة.
3- الاهتمام بعمليات الخدمة من تجفيف لدرجة التشقق والتطهير بالجير الحي والذي يتخلل التربة بعمق 3سم مما يقضي على الأطوار المتجرثمة للميكروبات المعدية خاصة فطر السابرولجنيا الذي ينتشر على أرضية لحوض في الشتاء ليصيب الأسماك المهيأة للعدوى.
4- يفضل تشتية الزريعة الناتجة من تفريخة الربيع لما تتميز به من زيادة معدل النمو والمناعة الطبيعية.
5- الاهتمام بتغذية الزريعة بعليقة صناعية مخصصة لفترة التشتية تتميز بارتفاع محتواها من الطاقة الكلية (30%بروتين+5% دهون) مع مراعاة حجم حبيبات العلف ومعدلات التغذية وعدد مرات التغذية ،وتنخفض التغذية بالتدريج عند انخفاض درجة الحرارة عن 20 ْم ثم تتوقف تماماً عند15 ْم.
6- الاهتمام ببرنامج التسميد العضوي والكيماوي والذي يوفر للزريعة الغذاء الطبيعي المفضل لها في الأعمار الصغيرة، بينما يتم إيقافه تماماً أثناء فترة التشتية نظراً لانخفاض درجة الحرارة التي لا تستطيع تحليله مما قد يسبب مرض عفونة الخياشيم Gill rot desaese .
7- مراعاة الكثافة العددية للزريعة في وحدة المساحة بما يتناسب مع الحجم المستهدف لبدء موسم التربية الجديد والذي يتوقف على نوع الاستزراع ( غير مكثف،نصف مكثف، مكثف) فكلما زاد العدد في وحدة المساحة قل الحجم.
8- يتم رفع عمود المياه لأكثر من مترين عند بدء انخفاض درجة الحرارة عن 20 ْم في شهر ديسمبر.
9- يفضل احاطة أحواض التشتية بسياج من الغاب والبوص والأشجار خاصة من الناحية الشمالية والغربية لتفادي أثر النوات الباردة أثناء الشتاء، مع تغطية جزء من الحوض بقش الأرز أو الحطب أو الغاب لعزل الصقيع عن مياه الحوض.
10- ينصح بوضع عدد من 150سمكة مبروك عادى (بوزن 50جم / سمكة) بحوض تشتية البلطي لإحداث شيء من العكارة المرغوبة نتيجة تقليبه لتربة القاع حيث ثبت أن جزيئات الطين والمواد العالقة تمتص الضوء الساقط على سطح الماء حيث وجد أن 53% من الضوء يتحول إلى حرارة خلال المتر الأول من سطح الماء وبالتالي كلما زادت العكارة زادت درجة حرارة المياه.
11- يفضل تغير جزئي للمياه في الأيام المشمسة فقط ، ويفضل أن يكون مصدر المياه أبار أو مياه جوفية لما تتميز به من ارتفاع درجة حرارتها طوال العام، كذلك يفضل أن يكون صرف الحوض قاعي.
12- ينصح بعمل برنامج وقائي ضد الأمراض الميكروبية والطفيليات، وذلك بعمل عليقة طبية بإضافة 2جم مضاد حيوي (كلورمفنيكول)/كجم عليقة صناعية للوقاية من الأمراض البكتيرية لمدة 8 أيام، وكذلك عمل مخلوط من (25 ppm فورمالين+ 0.1 ppmأخضر ملاكيت) للوقاية من الأمراض الفطرية والطفيلية،أو إضافة 0.25 ppm من المازوتين أو النيجافون أو الديبتركس للوقاية من الطفيليات وتكرر الجرعة بعد 3 أسابيع.
13- التخلص من الأسماك النافقة أولاً بأول حتى لا تكون مصدر للعدوى بحيث يتم حرقها أو دفنها، مع حساب معدل الإعاشة Survival rate في نهاية موسم التشتية (الأسماك المقدرة/ العدد الكلي) ×100. وتختلف معدلات الإعاشة حسب ظروف عملية التشتية.
* أساليب التشتية وتطبيقاتها
تعتبر عدم قدرة البلطي على تحمل درجات الحرارة المنخفضة سبباً رئيسياً في الحد من انتشاره في كثير من دول العالم، وانخفاض نظام المناعة في أسماك المياه الدافئة فترات البرد ظاهرة معروفة وتؤثر بشكل مضر على الأسماك الأصغر حجماً، وقد وجد أن الفطريات تظهر وتغطي أكثر من 50% من سطح الجسم وخاصة فطر Saprolegnia وهو شائع في البلطي أثناء انخفاض درجة الحرارة.
وقد أجريت عدة محاولات لتحسين أداء البلطي أثناء التشتية ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:-
1- أول هذه المحاولات كانت في ولاية تكساس في أمريكا حيث تم تشتية لبلطي في أحواض صغيرة مساحتها 10أكر(100م2) وعمق 3 – 4قدم مغطاة بالبلاستيك الأسود (الذي يعتبر أكثر تحملاً للتأثيرات الضارة للأشعة فوق البنفسجية ويمتص الحرارة ويعزل الأحواض عن البيئة الخارجية).
2- ثم في ولاية أوكلاهوما حيث استخدمت الصوب البلاستيك (plastic green house) لمدة 1 – 3 أشهر أثناء فصل الشتاء مع استخدام وسائل تدفئة مختلفة ومنها انتقلت إلى كثير من دول العالم كإسرائيل والصين وغيرها.... حتى انتشرت في مصر في الآونة الأخيرة.
3- الأماكن شديدة الرياح لا تصلح الصوب للتشتية حيث ظهرت وسيلة أخري هي المظلة Shed والتي تقام فوق سطح الحوض على هيئة شرائح خلال فتر التشتية فقط ثم تحل لحين الاحتياج إليها.
4- أمكن استخدام المياه الجوفية (Geothermal) والآبار لتشتية البلطي نظراً لارتفاع درجة حرارتها.
5- وفي تايوان تستخدم الأحواض العميقة المحاطة بمصدات الرياح والتي أظهرت فروق معنوية في متوسط درجات الحرارة مقارنة بالأحواض المكشوفة.
6- وفي فيتنام الشمالية يتم تشتية البلطي الموزامبيقي في أحواض عميقة مفتوحة.
7- وفي ألمانيا تستخدم الطاقة الشمسية للتشتية.
8- وفي فيتنام الشمالية ظهرت دراسة حديثة تم تشتية البلطي (أمهات وزريعة) في الهابات والتي حققت معدل إعاشة من 99.6 – 100% مقارنة بالأحواض 74.4 – 90% للأمهات، أما الزريعة الأكبر من 1جم حققت 54% معدل إعاشة أكبر من الزريعة الأصغر من 1جم 33.4% أثناء التشتية حيث وصلت درجة الحرارة إلى 10-11 ْم ويفسر ذلك أن الهابات تقلل من فرصة إصابة الأسماك بالأمراض حيث تجعلها منعزلة عن فطر السابرولجنيا المنتشر على أرضية الحوض والذي ينتهز الفرصة لمهاجمة الأسماك المهيأة للعدوى وإصابتها كذلك زيادة حجم الإصبعيات يقلل من معدل النفوق أثناء الشتاء.
9- وقد تمت محاولات أخرى لتحسين تحمل البلطي للبرودة أثناء التشتية حيث تم تغذية البلطي قبل موسم التغذية على عليقة (25% بروتين+ 5%دهون) باستخدام مخلوط من عباد الشمس وزيت السمك بنسبة 1 : 1 بمعدل 2.5 ، 2.5% وأشارت الدراسة أنها حسنت من مستوى المناعة في جسم البلطي أثناء التشتية بجانب تحسن الأداء التناسلي لها قبل التشتية.
10- كذلك تم إضافة الكارنتين بمعدل (300 – 1200 مجم/كجم علف)والذي أدى لزيادة نسبة الإعاشة للأسماك المرباة في درجة حرارة منخفضة من 9.25 – 11.5 ْم أثناء التشتية.
11- وفي مصر توجد وسيلة رئيسية لتشتية البلطي وهى تشتية البلطي في الحضانات الترابية بعد رفع منسوب المياه إلى حوالي إلى حوالي 2متر مع عمل قنوات Ditches داخلية في الحوض حتى تهرب الأسماك إليها أثناء البرودة الشديدة مع عمل سياج من الغاب والبوص على الجانب الشمالي والغربي لحماية الأحواض من الرياح الباردة أثناء النوات Gales (أنظر جدول النوات ) ويبدأ برنامج التشتية في شهر أكتوبر كبرنامج تحضين عادي،وبانخفاض درجة الحرارة تنخفض معدلات التغذية والتسميد بالتدريج حسب درجة الحرارة ( أقل من 20 ْم ) إلى أن تتوقف ( عند أقل من 15 ْم ) في شهر يناير (طوبة) مع الحذر الشديد في فترة الأربعينية ( وهى فترة 40 يوم تكون فيها أقل درجة حرارة في العام) والتي تبدأ من ديسمبر حتى يناير (1 كهيك إلى 10 طوبة) وتنتهي بالغطاس (حيث يبدأ الدفء) ، وبدخول شهر فبراير (أمشير) يقل عدد النوات الممطرة والموجات الباردة مع نشاط ملحوظ للرياح حيث تقل الخطورة على البلطي وتبدأ الأسماك في الإقبال على التغذية في الأيام الدافئة التي تزيد عن 15 ْم بمعدل 1 % من وزن الجسم، وبدخول شهر مارس يعم الدفء رغم استمرار الأمطار على الساحل الشمالي ويترتب على ذلك نشاط في البيئة المائية وتقبل الأسماك على التغذية معظم أيام هذا الشهر، وينصح بعدم تجاوز الكثافة التخزينية عن 4 طن سمك/فدان تحت أية ظروف مع مراعاة إدخال مياه متجددة على صورة تيار بطيء بأحواض التشتية ويفضل أن يكون مصدر المياه الآبار أو الينابيع نظراً لارتفاع درجة حرارتها وثباتها خلال العام ( لا تقل عن 20 ْم )، مع الحذر الشديد أثناء فترة السدة الشتوية وما يعقبها من تغير في خواص الماء (الأكسجين، الملوحة، الأمونيا الكلية والسامة، العكارة، الـ PH ....) والتي تدمر كل أنواع الأسماك خاصة المجهدة أثناء التشتية.
12- أخيرًا أظهرت الأقفاص السمكية العائمة Floating Cages على عمق 6 أمتار تحسنًا في أداء البلطي أثناء عملية التشتية ولكن سوء إدارة بعض أصحاب هذه الأقفاص أدى إلى إزالة هذه الأقفاص من نهر النيل.
ساحة النقاش