المــــوقـــع الــرســـــمى الـخـــــــاص ب " الدكتوره/ فــــاطمــة محـــمد عبد الحمـــيد"

موقع متخصص فى " العلوم التربويه " علم الإقتصاد المنزلى " الصحه النفسيه" التنميه البشريه "

نحن كبشر معرضون في هذه الحياة لضغوط عصبية ونفسية كثيرة ، واذا كان قدرنا ان نكون من فئة شعوب العالم الثالث ، ومن فئة العرب والمسلمين المعرضين دوما لأطماع الصهيونية والاستعمار بأنماطه القديمة والجديدة ، ناهيك عن ضغوط الحياة الهائلة والتغييرات والتداعيات الهائلة التي رافقت وما زالت ما يسمى ربيعنا العربي البائس – الهائج ، وبالرغم من ذلك فهذه ليست أسباب وجيهة لكي نبقى دوما متشنجين متوترين ، فنوائب الدهر والحياة كثيرة ، وعلى الانسان أن يحافظ على التوازن بين قدراته الجسمية والعصبية والعقلية لكي ينجح باجتياز رحلة الحياة بالقليل من المعاناة والأمراض ، ولنلاحظ ببساطة أننا شعب " متجهم ومكشر " ونضغط على أعصابنا أحيانا اكثر من اللازم ، كما اننا نفتقد في حالات كثيرة لروح "الدعابة والمرح والفكاهة " والتي ليست لها علاقة " بالتهكم والتجريح والتهريج "، معتقدين خاطئين أنها تضر وجاهتنا العتيدة وقوة شخصيتنا والصورة الصارمة المطلوبة لمظهرنا ... وهذا خطأ : فالمرح والفكاهة وحتى السخرية والنقد ، تعتبر أسلحة نفسية قد تساعد على مواجهة الاخفاقات والاحبااطات والوجاهات المزيفة ، وقد تسمو بنا لآفاق رفيعة من السلوك الراقي البعيد عن التفاهات...وهي كفيلة بتزويدنا بقدرات نقدية ذاتية تجعلنا نتامل مواطن العيب والتشنج في سلوكنا وتصرفاتنا ، ونكشف عن مواطن الغرور والزيف والعظمة الوهمية ! وقد قرأت كتابا عن الاسترخاء وفنونه ، واريد ان يشاركني القارىء متعة الاطلاع على خفايا هذا الفن الرفيع ، الذي نحن بأمس الحاجة لممارسته في حياتنا اليومية : يعرف الاسترخاء بأنه حالة نفسية وجسدية تؤمن للانسان طمأنينة كاملة ، وهو نوعان متكاملان، الاسترخاء الجسدي التدريجي والاسترخاء النفسي او العقلي . يعتقد معظم الناس ان الاسترخاء يكون بسماع الموسيقى والأغاني او في مشاهدة بعض البرامج التلفزيونية أو القراءة الهادئة ، وهذه وسائل لتمرير الوقت وقد تساعد على الاسترخاء أحيانا ولكنها ليست فعالة ، ولو استعرضنا قائمة الأشخاص اللذين يلزمهم الاسترخاء لوجدنا أنفسنا بشكل او بآخر ضمن أحد البنود التالية :

? الشخص الذي لا يستغني عن التقدير والمكافأة

? الشخص الذي يفعل امورا كثيرة في الوقت ذاته

? الشخص الذي يحتاج دوما للربح والتحفيز

? الشخص الذي يحمل يومه فوق المستطاع

? الشخص الذي يميل بشكل مفرط للمزاحمة

? الشخص الذي يعمل أكثر من اللازم وساعات اضافية

? الشخص الذي يكون هاجسه العجلة

? الشخص الذي يلتزم بمشاريع عديدة ذات مهل محددة

? الشخص الذي يفقد صبره اذا كان هناك تاخير

? الشخص الذي يشعر بأهميته ويعاني من تضخم "الأنا"

? ونلاحظ أن التوتر العصبي يظهر في السلوكيات التالية :

صر الأسنان وقضم الأظافر واللعب بالشعر واغلاق الفم بقوة ، العزلة وعدم الاطمئنان للناس وفقدان الثقة بالأصدقاء ، عدم الارتياح لمسرات الحياة ، الشعور بالتعب المزمن والغضب لأسباب تافهة لا تستحق الانفعال ، كما نلاحظ تفشي مظاهر الحساسية المرضية ، وليس هناك أسهل من اثارة شخص متوتر الأعصاب !

وعلى عكس الاعتقاد السائد فكثرة النوم لا تزيل الارهاق والتعب ، أما من ينام عميقا ست لسبع ساعات يوميا ، فسيشعر بقدر كاف من القوة والنشاط . يؤدي الاجهاد العصبي والتوتر الدائم للذبحة القلبية والقرحة الهضمية ، وهناك تقنيات سهلة يمكن تبنيها لمقاومة الاجهاد والتوتر منها : اسلوب استرخاء الأطراف واسلوب التمطي المعروف ( كالقطة ) ، الاستقامة في الوقوف والجلوس ، وليكن شعارنا اليومي : العقل سيد الحواس ، والتنفس يسيطر على العقل ، فلماذا لا نزيد من فاعلية تنفسنا العميق ؟! ثم يتطرق الكتاب لثلاثة عومل رخيصة ومتوفرة تساعدنا على الاسترخاء وتقوية الجسم وهي الضوء والهواء والشمس ، فالحمامات الهوائية الصباحية القصيرة لا تتطلب منا الا التنفس العميق ، وكذلك المشي في الربيع والخريف صباحا وعصرا ، واستغلال النسمات المسائية الرائعة قي أجواء الصيف للمشي بدلا من الجلوس في المقاهي وتدخين الأرجيلة او السجائر ... وهناك سلوكيات استرخاء بسيطة تكمن بالصمت والتأمل والتنزه في المناطق الخضراء ، ولن ننسى دور الاستحمام البارد او الفاتر والساخن ، رفع الرجلين لأعلى اثناء الجلوس على الأرائك في المنازل والتدليك والتعرق ، تربية بعض الحيوانات المنزلية الأليفة ومحاولة التواصل معها ، واود بنهاية هذه المقالة التركيز على نوعين من الاسترخاء نظرا للفوائد الجمة التي يمكن ان تجنى من تطبيقهما :

• الايحاء الذاتي ويعني طلب الهدؤ والاحساس بالثقل والدفء ، ويتمثل في حالاته المتطورة بادراك دقات القلب والتنفس بالشهيق والزفير ، وقد يتوصل الانسان بعد ممارسته لفترة معينة لاسترخاء تام واستعادة للسلام الذاتي والهدؤ الداخلي وللسيطرة على النفس .

• العلاج بالموسيقى ، وهو يختلف عن مجرد السماع اليومي للموسيقى والأغاني ، وتشمل مجالات العلاج بالموسيقى والسيطرة على الانفعالات والمشاعر ، وتتطور لتتجاوز الشعور بالألم ، وقد أثبت العلاج الموسيقي نجاعته في الوقاية من الاضرابات النفسية والعاطفية .

• لقد اقتبسنا من الغرب على مدى العقود " موسيقى وأغاني الديسكو الزاعقة " التي تصم الآذان وتوتر الأبدان ، وحولناها لضجيج وزعيق محلي ، يسمح لكل مدعي غناء او موسيقى أن يصول ويجول ساعات وهو يصرخ ويطبل امام اجهزة الصوت الألكترونية ، حتى يزعج الخلق والعباد المساكين ويصيب الجميع بالصداع والتوتر ، وبدا احيانا وكان عامة الناس لا يملكون بمعظمهم ذائقة موسيقية راقية ، وانتشرت كذلك أصناف الأغاني الشعبية الهابطة وأنواع الموسيقى "المعدنية " الشيطانية وكذلك صنوف موسيقى وأغاني "الراب" ( الغربية والعربية ) ، ونسينا الموشحات الاندلسية الراقية وكلاسيكيات الغناء العربي الساحرة الشجية ( كعبد الوهاب وام كلثوم وعبد الحليم وفريد الأطرش ...الخ ) ، ولم نقتبس من الغرب حبه وشغفه بألوان الموسيقى الكلاسيكية الرائعة ( كسينفونيات باخ وبتهوفن وفاجنر وموسارت وشايكوفسكي وغيرهم ) ، وكادت الموسيقى في غمرة انحسار الذائقة الموسيقة الراقية (التي أصبحت حكرا للنخبة) أن تتحول كوسيلة ازعاج وارهاق عصبي !

المصدر: اعداد/د. فاطمه محمد
fatmaazhri

"إذا بلغت القمة فوجه نظرك إلى السفح لترى من عاونك فى الصعود إليها وانظر إلى السماء ليثبت الله أقدامك عليها".

  • Currently 3/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 341 مشاهدة
نشرت فى 16 مايو 2014 بواسطة fatmaazhri

ساحة النقاش

د / فاطمة محمد

fatmaazhri
الباحثه فى العلوم التربوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

660,387

الطموح والأمل عنوانى

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :

أيها الناس احتسبوا أعمالكم .. فإن من احتسب عمله .. كُتب له أجر عمله وأجر حسبته


سُئل الإمام أحمد :

متى يجد العبد طعم الراحة ؟

فقال : عند أول قدم يضعها في الجنة !!


قال مالك إبن دينار :

اتخذ طاعة الله تجارة تأتيك الارباح من غير بضاعة ..


قال وهيب بن الورد:

إن استطعـــت ألا يسبقـــك الى الله أحـــد فافعــــــل


قال عمر بن عبد العزيز :

إن الليل والنهار يعملان فيك

فاعمل أنت فيهما .


قال الزهري رحمه الله :

مــا عُـــبـِد الله بشيء أفضل من العلم


قال لقمان لابنه:يابني!....اياك وكثرة النوم والكسل والضجر,فأنك اذا كسلت لم تؤد حقاً,واذا ضجرت لم تصبر على حق. 


كن على حذر: 
من الكريم اذا اهنته,ومن العاقل اذا احرجته,ومن اللئيم اذا اكرمته,ومن الاحمق اذا مازحته. 


 قال علي رضي الله عنه((البر ثلاثه:المنطق والنظر والصمت,فمن كان منطقه في غير ذكرٍ فقد لغا,ومن كان نظره في غير اعتبارٍ فقد سهاً,ومن كان
صمته في غير تفكر فقد لها)) 


ﻟِﻜُﻞّ ﺇﻧْﺴَﺎﻥ ﻧَﺎﺟِﺢ ﻗِﺼَّﺔ ﻣُﺆْﻟِﻤَﺔ ؛ ﻭَﻟﻜُﻞّ ﻗِﺼَّﺔ ﻣُﺆْﻟِﻤَﺔ ﻧِﻬَﺎﻳَﺔ ﻧَﺎﺟِﺤَﺔ
ﻟِﺬﺍ ﺗَﻘَﺒَّﻞ ﺍﻷ‌ﻟﻢْ ﻭﺍﺳْﺘَﻌِﺪْ ﻟﻠﻨّﺠَﺎﺡ""