لغة الحب التي لم يتحدث عنها جيري تشابمان في كتابه لغات الحب                       الحرية أولا وقبل كل شيء 

لغة الحرية
حين قرات الكتاب وحاضرت فيه عدة مرات وبعد أن اجريت عدة استشارات لأناس يملكون نفس لغة الحب التي لم يذكرها الكاتب في كتاب لغات الحب الخمسة  و التي اجملها في الوقت و التشجيع و المساعدة و الهدية و الاتصال البدني . قلت تبين لي ان اضيف هذه اللغة على اللغات التي ذكرها الدكتور جيري تشابمان .ربما قد يعود عدم تمكنه من ذكرها هو استمتاعهم المطلق بالحرية الشخصية ذكروا كانوا ام اناثا.
بيد أن في مجتمعاتنا العربية و الإسلامية  ،انقلب لدينا مفهوم القوامة الوارد في القرآن الكريم الى التحكم الكامل في عنصر الأنثى وحرمانها من حقها في الحرية واتخاذ القرار في العيش بالأسلوب الذي يناسبها تحت يافطة الدين او التقاليد والعادات ،
 مما أدى إلى ظهور   أسرا فيها أسرى وسجناء عوض أفراد يتمتعون بكامل حريتهم، واصبحت القيمة الأولى التي تحلم بها كل أنثى هي الاستمتاع بالحرية. 
و جعل هؤلاء الذكور من الأنثى مستغلين ضعفها ،أمة لا تملك حق التعبير عن ذاتها وإن فعلت فهي تعد عديمة الحياء. ومن ذلك التعبير عن الحب عن الرغبة الجنسية عن الرغبة في الحرية في اتخاذ القرار الذي يناسب ملكاتها. فحرمت باسم الدين من الغناء و المسرح وفي بعض الأحيان حتى من الدراسة او إتمامها ومن أشياء كثيرة تتنوع بتنوع الاماكن والأزمنة.
و اصبح آداء وظيفتها في بيتها سلاح يشهر في وجهها كلما حاولت اثبات ذاتها. ونقلوها بذلك من انسان ولدته أمه حرا الى أمة لا حول ولاقوة لها .
فحتى لو وجدت هذه الأنثى كل ما تتمناه في زوجها،بعد حين، تجد نفسها غير قادرة على الاستمرار في علاقتها الزوجية لفقدانها حريتها،خصوصا اذا نشأت في بيئة كانت تتمتع فيها بكامل حريتها.
فيبقى رجاؤها الأول هو الحصول على ذلك الحق المسلوب مهما كلفها الأمر. 
الغريب في الأمر أنهم يشرعنون هذا السجن ويعتبرون مطالبة الأنثى بحريتها خروجا عن طاعة الله والله بريء مما يفعلون.  
في حين أنه لو منحت هذه الأنثى حريتها لأبدعت في مهامها وسيرت حياتها وأسرتها بشكل أفضل من المطلوب.
والغريب أنه حتى ابعد الناس عنها يتدخل في حريتها لمجرد أنها انثى. ، ولأنهم يعتبرونها مملوكة فالكل يعتبرها ناقصة عقل و دين اذا تصرفت بشكل تظهر من خلاله انها تملك كامل الحق في توجيه حياتها في الاتجاه الذي يروق لها. 
والشيء الذي قد لا يستوعبه بعض الذكور ان الحرية حق وحاجة من الحاجات الاساسية التي تحقق التوازن النفسي لدى الانسان بصفة عامة، الا اذا استثنين الاناث من جنس البشر و هذا هو الظاهر. فالاعتراف بإنسانية المرأة وانتمائها لجنس البشر اعتراف بحريتها شاء الذكر أم أبى . والغريب في الأمر اننا نجد حتى الذين يدافعون عن هذا الكيان الضعيف لا يستطيعون منحه حريته اذا تعلق الأمر بدائرته،وهذا ما يجعلني اطرح عدة تساؤلات عن هذا الموضوع؟    من فكر في سلبها حريتها ومتى تم ذلك وكيف والى متى ستظل هذه الأنثى تنتظر فتاوى من الذكور في قضايا تعتبر هي محورها؟
طبعا كل واحدة منا تتحمل مسؤولية ترسيخ هذا الواقع المرير.وكل انسانة منحها الله من الملكات والعقل ما يدفعها لصناعة الواقع الذي ترغب في عيشه.لكن هذا لا يكفي لأن امامنا أجيال قادمة ستعاني ويلات ما عانيناه او اكثر ان لم نترك لهن أثرا تقتفينه .
 باستطاعة كل من قرأ هذه السطور ان يبتكر ويتعلم ويستنبط أحكاما تحمي للأنثى حريتها ، فالتربية على الحرية تعلم تحمل المسؤولية ومن ثم العيش بوعي بدل الإسقاط والأعذار الواهية واللولوية نسبة إلى لولولو.

قد يعتقد البعض أنني تناولت الموضوع من وجهة نظر نسوانية ،لكن الأمر غير ذلك تماما،ان حديثي عن لغة الحب المتمثل في الحرية يشمل أيضا بعض الذكور،بحيث أن فئة لا يستهان بها من الشباب الذين عاشوا الحرية على جميع الأصعدة،يجدون صعوبة كبيرة في اتخاذ قرار الزواج على اعتبار أنه مجال يحصر حريته بشكل من الأشكال. وفي تعبير بعض الأزواج في دورة تدريبية عن اركان الحياة الزوجية،  حين طلبت منهم مدح زوجاتهم بما يرونه سببا لحبهم لهن اجاب بعض الأزواج بأن السبب الرئيسي لتعلقه بزوجته أنها لا تتدخل في شؤونه وتترك المجال لعمل اي شيء بحرية. وليس هذا الكلام بهين .
ففي غياب الحرية لا يمكن الحديث عن الحب لأن العلاقة الزوجية آنذاك يصبح فيها الاستضعاف والاستكبار ويستشري فيها الخوف بدلا من الحب. ولا فرق هنا بين الجنسين فكل يحتاج إلى الحرية أولا ثم المشاعر الأخرى ثانيا،لأنه في  غيابها يغيب كل شيء،
يغيب التعبير الصريح عن المشاعر عن مكنونات النفس البشرية خوفا من العقاب وقد يكون هذا العقاب فراقا او حرمانا من الحقوق الأخرى . 
وهذا ما يدفع غالبيتهم لاختيار الصمت   او منهج الاندماج الذاتي كحل يتمثل في بعض أنواع الادمان بدءاً بالنوم، التدخين،الكسل،العجز وانتهاء بأشكال أخرى اكثر سوءاً . او في احيان أخرى قد تظهر بعض الأشكال من حيل الدفاع النفسي الإيجابية من ابداع في مجال من مجالات الفن بشتى اشكاله.
لكن تبقى الحاجة إلى الحرية كبركان داخلي ينتظر النقطة التي ستفجره ليبلغ صدى نيرانه القريب والبعيد،.اللهم إلا إذا صرف المرء نظره عنها باستيراد أفكار وقناعات تعدل لديه مفهوم الحرية لإرضاء الطرف المستعبِد، وضمان الحقوق الإنسانية الأخرى.
ولو علم كل انسان مستكبر على حبيبه  ما يتسببه في بيولوجيا الآخر لاستحيا من صنيعه. ، فكل مجهوداته الفيزيولوجية نظرا لإحساسه بعدم الأمان تعمل على تنشيط نظام الحماية لديه بدل نظام النمو.  وشتان بين النظامين . وما سلوك المستعبَد للعنف والقهر مع الأبناء او الزبناء في العمل الا دليل التوتر وعدم التوازن النفسي الذي يشعر به،واجزم انك لو سألته لماذا يتصرف حيال المشكلات بعصبية لاستشكل عليه الأمر ولانعدمت لديه الإجابة. فلو كان يعلم السبب لأوقف سلسلة الدراما الحياتية التي يعيشها

المصدر: من وحي التجربة فتيحة سبط
  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 962 مشاهدة
نشرت فى 2 إبريل 2016 بواسطة fatihasibt

عدد زيارات الموقع

13,060