العوامل المؤدية لإيقاع الإساءة:-
تشير العديد من الدراسات إلي تعرض فئة المعاقين بوجه عام والمعاقين ذهنيابوجه خاص إلي أنماط مختلفة من الإيذاء البدني والنفسي، وتشير كذلك إلي أن أسباب تعرض هذه الفئة للإيذاء إما تتعلق بخصائص الأسرة أو الطفل أو بكليهما معاً .
- الخصائص الأسرية المؤدية إلى إيقاع العنف البدني والنفسي على الإبن المعاق
توجد بعض العوامل الاجتماعية والثقافية المرتبطة بالأسرة تؤدي إلى تعرض الابن المعاق للإيذاء البدني من أهمها:
- انخفاض المستوي الاجتماعي للأسرة .
- العزلة الاجتماعية أو انسحاب الأسرة من التفاعل الاجتماعي والذي يميل إلي الزيادة بتقدم عمر الطفل .
- النظرة الغير واقعية لمستقبل الابن .
- نظرة المجتمع السلبية للإعاقة وللمعاق .
- المعتقدات الثقافية المرتبطة بالإعاقة العقلية والتي غالباً ما تؤدي إلي ارتباط الإعاقة العقلية بمفهوم الوصمة الاجتماعية .
- انخفاض مستوي الدعم الاجتماعي داخل وخارج الأسرة مما يسبب ضغوطاً ومشكلات وتوترات زائدة تقع على عاتق الأسرة .
- كذلك يتأثر احتمال تعرض الطفل للإساءة بسبب تعرض الأبوين أو احدهما لإساءة المعاملة في مرحلة الطفولة أو مشاهدتهم للعنف الأسرى ، ونعني بها أن يكون الآباء قد تعرضوا هم أنفسهم إلي العنف والإساءة في طفولتهم مما يجعلهم أكثر ميلاً واستعداداً إلي إسقاط تجاربهم السلبية على أطفالهم وبوجه خاص آباء الأطفال المعاقين .
- كما يؤثر انخفاض المستوي الاقتصادي الاجتماعي للأسرة مثل البطالة ، الفقر .
- العزلة الاجتماعية بصورة مباشرة أو غير مباشرة علي حدوث إساءة معاملة الأطفال من خلال تأثيرها السلبي علي الصحة النفسية للآباء .
- تزيد بعض خصائص الطفل مثل ( النوع ، العمر ) من احتمال التعرض لإساءة المعاملة بل وتكرار التعرض لها،فصغار الأطفال والإناث ذوي الحالات المزاجية أو المشكلات السلوكية أكثر عرضة لإساءة المعاملة والإهمال.
- كما أن الوضع الاجتماعي للأسرة ونعني بها حدة المشاكل والخلافات الأسرية بين الزوجين يؤدي لزيادة الضغط والتوتر داخل المنزل مما قد يؤدي إلي إيجاد مواقف انفعالية وتوترات تدفع الآباء إلي تفريغ شحنات الغضب في أبنائهم وبالتالي وقوعهم في دائرة الإيذاء والعنف البدني، وإذا كان هذا الأمر يتم مع الأطفال الأصحاء الأسوياء فإنه من المتوقع أن تزيد احتمالية إيقاع الإساءة البدنية على الطفل المعاق ذهنيا لا سيما وأن كلا من الأبوين يحمل الآخر المسئولية عن الإعاقة الخاصة بالطفل
الخصائص العقلية والسلوكية للمعاق المؤدية لإيقاع الإساءة البدنية عليه :-
توجد بعض الخصائص العقلية للطفل المعاق ذهنيا تعتبر من العوامل المسئولة عن إيقاع الإساءة البدنية والنفسية على الطفل المعاق ، فقد أثبتت العديد من الأبحاث النفسية والتربوية أن المعاقين ذهنيا يتعرضون للإساءة أكثر من غيرهم من الأطفال لوجود عدة عوامل تساعد على الإساءة .
- تعرض هذه الفئة للإساءة ومنها:-
- إن المعاقين ذهنيا أقل قدرة على الدفاع عن أنفسهم مادياً .
- أنهم أقل قدرة على تفسير حقيقة الإساءة.
- إن هذه الفئة غير قادرة على التفرقة بين الاتصال المادي المناسب وغير المناسب سواء نفسي أو جنسي.
- إن هذه الفئة أكثر اعتماداً على الآخرين للمساعدة أو الرعاية ولذلك يكونوا أكثر ثقة في الآخرين وتكون ترجمتهم للاعتماد والثقة هو الخضوع والاستجابة.
- - أساليب التنشئة الاجتماعية القائمة على الإساءة النفسية للطفل المعاق :
توجه العديد من السلوكيات الخاطئة من قبل أسرة المعاق إليه والتي تؤثر سلباً على صحته النفسية، هذا وقد عرفت اللجنة الدولية لوقاية الطفل من الإساءة في الولايات المتحدة الأمريكية الإساءة الانفعالية أو النفسية بأنها عبارة عن متطلبات أبوية زائدة عدوانية غير معقولة والتي تفرض توقعات أكبر من قدرات الطفل المعاق، وقد تظهر الإساءة العاطفية عن طريق تعذيب ثابت دائم أو استخفاف أو هجمات على الطفل، وقد تتضمن أيضاً الفشل في توفير الرعاية السليمة اللازمة لنمو الطفل وذلك يكون ناتج عن عدم وجود حب ورعاية وإرشاد كاف لهذه الأسرة، ويعتبر النبذ والرفض العاطفي للأطفال المعاقين من أهم صور هذه الإساءة النفسية ويأخذ هذا النبذ النفسي شكلاً من عدم الاهتمام باحتياجات هؤلاء الأطفال الجسمية والانفعالية وقد يظهر في كراهية الطفل وإهماله أو الإسراف في تهديده والسخرية منه أوعدم القدرة على إمداده بالحب والرعاية.
صور الإيذاء النفسي للطفل المعاق ذهنيا :-
يؤدي نبذ الأبوين للطفل إلى ظهور سلوكيات متنوعة وغير مرغوب فيها كالعدوان والعنف والعناد وقد يصيب شخصيته بأضرار قد لا يصبح من السهل علاجها .
- الازدراء : -
وهو نوع من السلوك يجمع بين الرفض والذل، فمثلاً يرفض أحد الوالدين مساعدة الطفل ويرفض الطفل نفسه وأيضاً قد يناديانه بأسماء تحط من قدره بهدف إذلال الطفل.
- الإرهاب: -
ويتمثل في التهديد بالإيذاء الجسدي للطفل أو التخلي عنه إذا لم يسلك سلوكاً معيناً، أو بتعريض الطفل للعنف أو التهديد من قبل الأسرة أو تركه بمفرده في حجرة مظلمة.
- العزلة : -
وهي عزل الطفل عن من يحبهم أو تركه بمفرده فترات طويلة ومنعه من التفاعلات مع الزملاء أو الكبار داخل وخارج الأسرة.
- الاستغلال والفساد:-
يتضمن هذا النوع تشجيع الانحراف أو لعب دوراً هاماً فى انحراف الطفل مثل تعليمه سلوكاً إجرامياً أو إشراكه فى أعمال إجرامية.
- إهمال الأسرة لردود أفعال الطفل العاطفية :-
وتتضمن إهمالاً لمحاولات الابن المعاق التفاعل عاطفياً على الأبوين بحيث تشعر الأسرة الابن بأنه غير مرغوب فيه عاطفياً .
هو سلوك ظاهر من الأسرة نحو الابن المعاق يجعله يعتقد أنه غير محبوب أو غير مرغوب فيه أو لا قيمة له وهو سلوك خاطئ يهدد أمان الطفل ويتركه فريسة للشعور بانعدام الثقة في نفسه أو في الآخرين .
- صور نبذ الوالدين للطفل انفعالياً:-
تكرار لإشارة لنواحي النقص (العقلي والبدني) لديه ، العقاب الشديد والاستجابات السلبية مثل (الاحتقار- والاشمئزاز - السخرية - التأنيب المستمر- التهديد بالعقاب أوالضرب - العزل وحيداً- التفرقة بينه وبين أخوته فى المعاملة -معايرة الطفل المستمرة ومقارنته بالأطفال الآخرين (الأسوياء) ،تعمد القول بأنه طفل غير مرغوب فيه).
- الأذى الطبي (Medical Harm):-
تظهر آثار التعديات الجنسية علي الأطفال علي شكل إصابات نتيجة التعدي ، أو الإهمال ، وقد تظهر بشكل كسر عظام أو خدوش ، أو تمزق عضلي أو تشوه أو إصابات في الرأس أو الوجه أو جروح ، كما تظهر علي شكل صعوبات أو إعاقات في السمع أو النظر .
- وقاية الأطفال من إساءة المعاملة :-
يمكن التقليل من معدل حدوث الإساءة البدنية والانفعالية عن طريق المساندة الأسرية المتمثلة في تنمية مهارات التربية والرعاية الوالدية وتنمية معرفة الأسرة وتفهمها لخصائص النمو النفسي للأطفال ومساعدتهم على تبني توقعات واقعية لسلوكيات الطفل ، مساعدة الآباء على تنمية أساليب التعامل السوي مع الأبناء وتصحيح الانحرافات التي تحدث في سلوك الأطفال بطرق دورية مع ضرورة تقديم مساندة مستمرة للأسر خاصة وقت الأزمات.
ساحة النقاش