مشاكل التغذية كثيرة الحدوث في أطفال متلازمة داون في جميع مراحل حياتهم وخصوصاً في السنة الأولى من العمر مما يؤدي إلى عدم نمو الطفل سوءاً في الطول أو الوزن، وهو ما يؤثر على نموه الحركي والفكري، تلك تحدث لأسباب متعددة تختلف من طفل لآخر، كما تظهر بدرجات متفاوتة بين طفل لآخر.
- سوء التغذية
سوء التغذية لا يعني نقص الوزن ولكن عدم حصول الطفل على احتياجاته الغذائية السليمة، مما يؤدي إلى نقص الكثير من المعادن والفيتامينات وغيرها، فالغذاء المتوازن يحتوى على جميع ما يحتاجه الطفل، وأطفال متلازمة داون كغيرهم من الأطفال قد يحدث لديهم نقص في الغذاء كما سوء التغذية، فيجب متابعة حالتهم.
- أسباب ضعف التغذية والنمو:
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى ضعف التغذية أو النمو، وقد يجد الوالدين صعوبة في التعامل مع الطفل، وعدم أخذ الطفل لرضعته خلال وقت معقول، مما يجعلهم يملون ويضجرون من طول مدة الرضاعة ونوم الطفل المتكرر خلالها، لذى فمن الأهمية ملاحظة الوالدين لطفلهم، كما متابعة الحالة مع الطبيب، ومن أهم الأسباب:
-
ارتخاء العضلات:-
أطفال متلازمة داون لديهم ارتخاء عام في عضلات الجسم عامة بنسب متفاوتة، والرضاعة تحتاج إلى أن تكون عضلات الفم قوية للقيام بالمص والمضغ، ,أن تكون عضلات البلعوم قوية للقيام بالبلع، وارتخاء عضلات الفم والبلعوم تؤدي إلى ضعف الرضاعة والأكل والإجهاد السريع.
- كثرة النوم:-
الطفل المولود حديثاً ينام أغلب ساعات اليوم، يستيقظ عند الجوع بالبكاء لتناول وجبته الغذائية ثم يخلد للنوم مرة أخرى، وتقل مدة النوم في اليوم الواحد مع التقدم في العمر، ولكن أطفال متلازمة داون ينام مثل الأطفال الآخرين أو أكثر قليلاً، ولا يستيقظ عند الجوع أو يعبر عنه بالبكاء، لذى فقد تعتقد الأم بعدم احتياجه للرضاعة.
- قلة البكاء:-
عدم بكاء الطفل لا يعني عدم الجوع، فعلى الوالدين الانتباه لتلك النقطة.
- الإمساك:-
يكثر حصول الإمساك لدى أطفال متلازمة داون مما يؤدي إلى امتلاء الأحشاء ومن ثم عدم الرغبة في الرضاعة أو الأكل.
- عيوب القلب الخلقية:-
تصيب نصف أطفال متلازمة داون ، وهذه العيوب أنواع متعددة، بعضها بسيط لا يؤثر على الطفل ورضاعته، والبعض الآخر يؤدي إلى الإجهاد السريع للطفل ومن ثم إلى ضعف الرضاعة، ووجود بعض العيوب القلبية يؤدي إلى استهلاك كبير في الطاقة الجسمية ومن ثم عدم النمو بالشكل الطبيعي.
- مشاكل التنفس:-
تزداد نسبة المشاكل التنفسية لدى أطفال متلازمة داون لأسباب متعددة منها عيوب الأنف وكثرة انسداده، عيوب الرئة الخلقية، تكرر الالتهابات في الجهاز التنفسي، كل تلك الأسباب تؤدي إلى صعوبة في التنفس وزيادة الإجهاد عند الرضاعة أو الأكل، مما يؤدي إلى ضعف الرضاعة وكميتها، كما أنها تزيد من استهلاك الطاقة المخزونة في الجسم مما يؤدي إلى ضعف النمو.
- لماذا صعوبة الأكل والبلع ؟
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى صعوبة المضغ والبلع ومنها:
- عدم انطباق الفم عند المص والمضغ والبلع
- ضمور الفك والوجنتين
- صغر حجم الفم ( كبر حجم اللسان مقارنة بالفكين )
- ضعف التحكم في عضلات اللسان والشفاه
- ارتخاء في عضلات اللسان
- ضعف عضلات البلعوم والقدرة على البلع
- عدم التوازن بين المضغ والبلع
- تضخم اللحمية واللوزتين
- مشاكل الأسنان(شكل الأسنان وحجمها)
- لماذا يتكرر الإمساك ؟
الإمساك لدى أطفال متلازمة داون كثيرة الحدوث وذلك ناتج عن العديد من الأسباب منها:
- قلة حركة الأمعاء
- قلة الحركة
- قلة الأكل ونوعيته
حدوث الإمساك يضايق الطفل كما قد يؤدي إلى قلة الشهية، وقد يؤدي إلى الأستفراغ، لذلك يجب عدم تجاهلها وزيارة الطبيب لمتابعة الحالة.
- يعتمد العلاج على:
- تغيير نوعية الأكل بزيادة الألياف
- استخدام بعض الأدوية التي تزيد حركة الأمعاء
- استخدام الملينات ( تحت أشراف الطبيب)
- استخدام بعض المساعدات مثل تحميلة الجليسرين وبعض الأدوية الأخرى
- استبعاد بعض الحالات المرضية مثل استبعاد حالة هيرشسبرنج ( وهي حالة نقص الموصلات العصبية لعضلات الشرج )
- التأكد من تحليل الغدة الدرقية ( نقص الغدة الدرقية يؤدي للإمساك )
- زيادة الوزن:
إذا كان نقص الوزن مشكلة، فإن زيادة الوزن عن الحد الطبيعي مشكلة هي الأخرى، فزيادة الوزن تؤدي إلى الكثير من المشاكل على المدى البعيد، ومما
- يساعد على حدوث السمنة:
- قلة الحركة( فالغذاء الذي نستهلكه يستخدم لإنتاج الطاقة لأداء المجهود الحركي، وكمية قليلة للنمو، والزيادة عن ذلك يخزنه الجسم للضرورة والاحتياج، ومع قلة حركة الطفل فإن الاستهلاك يقل ومن ثم زيادة المخزون والسمنة).
- زيادة التغذية( وذلك من خلال زيادة كمية الغذاء كماً وكيفاً، وخصوصاً زيادة السكريات في الغذاء في المراحل السنية الأولى، واستخدام الأغذية السريعة - السندوتشات والهمبرغر- في المراحل العمرية التالية).
- نقص التمثيل الغذائي( لقد أثبتت الدراسات التي أجريت على أطفال متلازمة داون نقص التمثيل الغذائي، وهو ما يؤدي إلى السمنة وزيادة الوزن عن الحد الطبيعي).
- كيف يمكن متابعة تغذية الطفل ؟
لمتابعة نمو الطفل يقوم الطبيب برسم الطول والوزن ومحيط الرأس للطفل في ورقة المتابعة، وحيث أن أطفال متلازمة داون مميزون فقد تم وضع ورقة خاصة للمتابعة، لمقارنتهم مع أقرانهم وليس مع الأطفال الآخرين، وقد لوحظ أنه عند رسمهم على النموذج العادي فقد يوضعون في المكان الخطأ ومن ثم فقد يقوم الطبيب بأجراء التحاليل بدون داع، لذى ننوه بأهمية رسم مقاييس الطول والوزن ومحيط الرأس على النموذج الخاص بهم ( يوجد النموذج للأولاد والبنات لكل مرحلة عمرية)
- كيفية مساعدة الطفل الرضيع؟
من أخطر المشاكل التي تواجه والدي الطفل هي صعوبات التغذية التي تبدأ مع الطفل منذ اليوم الأول بعد الولادة، فالبعض منهم لا يملكون القدرة على الرضاعة والمص، وآخرون يصيبهم الإجهاد بعد مدة قصيرة، بالإضافة إلى طول مدة النوم وقلة البكاء وعدم الإحساس بالجوع، كلها تؤدي إلى الحصول على كمية ضئيلة من الغذاء، مما يؤدي لضعف النمو وسوء التغذية، لذى
- ننصح الوالدين بالاهتمام بالتغذية كماً ونوعاً، والانتباه للنقاط التالية:
- الرضاعة الطبيعية هي الأفضل، وبإمكان الأم معرفة كمية الرضاعة من خلال قوة المص ومدة الرضاعة، كما نمو الطفل وكمية التبول والتبرز.
- على الأم مساعدة الطفل بوضع الحلمة داخل الفم بيد، ومسك الثدي باليد الأخرى والضغط عليه برفق لإنزال الحليب
- زيادة عدد مرات الرضاعة لتكون كل ساعتين بدلاً من ثلاث ساعات
- تكريع الطفل قبل كل رضاعة وبعدها
- تنظيف إنسداد الأنف باستخدام الشفاطة
- في حال استخدام الرضاعة الصناعية لابد من ملاحظة مقياس الحليب وكميته، وأن تكون حلمة الرضاعة مناسبة
- متابعة التبول، فقلة التبول قد تعني الجفاف، وهو ما يعني قلة الرضاعة
- متابعة التبرز، فالإمساك قد يؤدي لقلة التغذية
- مرحلة الفطام:-
تبدأ مرحلة الفطام لكل الأطفال في عمر الستة أشهر من خلال إدخال الأطعمة الصلبة في طعام الطفل، وتكمن أهمية تلك المرحلة في تعويد الطفل على المضغ والبلع لتلك المواد، وتمتد تلك المرحلة إلى نهاية السنة الأولى لتكون الأغذية الصلبة بعد ذلك هي الأساس في الغذاء.
أطفال متلازمة داون لدى البعض منهم ضعف في عضلات الوجه والفكين، عدم الانطباق الجيد للفكين، ضعف المضغ والبلع، وهو ما يؤدي إلى قلة كمية الغذاء، كما نلاحظ أن البعض منهم يقبل الأنواع السهلة المضغ، أنواع محددة من الأغذية مثل السكريات والنشويات، وهو ما يؤدي إلى سوء التغذية.
- لمساعدة هؤلاء الأطفال ننصح الوالدين بما يلي:-
- البدء المبكر في أدخال الأغذية الصلبة في غذاء الطفل ( مثل السيريلاك ) من عمر الستة أشهر
- زيادة عدد مرات التغذية الصلبة إلى ثلاث مرات يومياً عند أكمال السنة الأولى على الأقل.
- يتم تقديم الطعام عندما يكون الطفل جائعًا ليكون عاملاً محفزاً للتعاون
- ملاعبة الطفل ومناغاته قبل أعطاء الطعام
- تقوم الأم بوضع الطفل في حجرها
- وضع الطعام داخل الفم وخارجه وتحريكه ( زيادة الأحاسيس )
- يلاحظ في جميع الأطفال أن الطفل لا يبتلع سوى كمية قلية من الغذاء والباقي يتم خروجه، ولكن مع التدريب وزيادة العمر تزداد كمية الغذاء التي يتم بلعها.
- لمساعدة الطفل على المضغ والبلع يتم وضع الطعام داخل الفم، وتقوم الأم بإغلاق الفم وتدليك الخدود، فقد تساعد على المضغ.
- يتم أدخال العديد من الأغذية بالتدريج مثل الخضروات ( البطاطس، الكوسة، الجزر) والفاكهة، ثم الأطعمة الأخرى مثل الشوربة ، الأرز، البيض، وغيرها.
- تكون الأغذية الصلبة مهروسة بطريقة جيدة
- يتم أدخال كل نوع لمدة معينة ( أسبوع ) قبل أدخال نوعاً آخر.
- التغذية الذاتية:
- وهو أن يقوم الطفل بتغذية نفسه بنفسه وعدم الأعتماد على الأم، وتلك تحتاج إلى وجود القدرات الحركية والتواصل البصري الفكري، وعادة ما يتم ذلك في السنة الثانية من العمر.
- البداية من خلال تعويد الطفل على التغذية الذاتية من خلال المرضعة ( الرضاعة)
- البدء في التدريب على التغذية الذاتية مع انتهاء السنة الأولى من العمر
- يجب استخدام الأدوات المناسبة والسهلة الإمساك مثل الكأس، الملعقة
- على الأم الجلوس خلف الطفل لمساعدته على تحريك يديه
- تقوم الأم بوضع أصابع الطفل في طبق الطعام وتوجيهها لفمه، ثم تعويده ليقوم بها بنفسه.
- تقوم الأم بمساعدة الطفل على أمساك كوب الماء ومن ثم توجيهه لفمه للشرب.
- يتم تعويد الطفل على الإمساك بالأغذية الصلبة وتوجيهها للفم
- في مرحلة تالية يتم تعويد الطفل على الإمساك بالملعقة، وبعد ذلك كيفية توجيهها للفم.
ساحة النقاش