عماد هلال
إن كنا نحيا عصر التكنولوجيا والأدوات الرقمية، فربما نكون على أعتاب أنواع أدبية تحمل نفس الجينات الرقمية والتكنولوجية، فقد يكون هناك الرواية الرقمية والقصة الرقمية وأيضاً الشعر الرقمي بتعبيرات وصور ومفردات وتركيبات تنتمي إلى عصر الآلام والمعاناة العصرية إلى حد الهوس، وها هو الديوان الأول للشاعر رمضان عيسى الليموني.
إنه ديوان ينسجم مع طبيعة العصر والحياة التي يعيشها الإنسان بكل تأزماتها وأسئلتها المتفجرة بالدهشة والشعور بالمرارة والحيرة الوجودية المستمرة.إن الشاعر يصنع فضاءات دائرية عبر نصوص الديوان بالامتثال إلى حدّ الدهشة الدائمة والأسئلة التي يطرحها والتي تنتمي إلى العالم السقراطي الملح في معرفة الذات والوجود في أعلى مستوياته، ولا يتوقف تيار الوعي في جميع نصوص الديوان كما وصفها الشاعر عن الإعلان عن رقصات الدهشة والحيرة في ومضات مكثّفة تتكشف في مقامات الحيرة والصمت التي تنتمي إلى النوازع الصوفية التي تذهب بأهلها إلى المعرفة الباطنة والتماهي مع النص/ الوجود والذي يصنعه الشاعر بتراكيب ودلالات لها طابعها التأملي الواضح والتي تبحث هي الأخرى عن ذاتها وحيزها الفضائي الشعري والوجودي.
إن رمضان عيسى الليموني في ديوانه "مأوى المرغوب فيه" يعزف أنشودته في الحياة نافذاً بأعضائه وهواجسه ليكشف عن بوحه المكتوم عبر التساؤلات وفيض الدهشة والبحث عن ذلك المرغوب في الوجود.
عماد هلال، كاتب وناقد أدبي
عدد زيارات الموقع