أهمية الرمال السوداء في الاستثمار التعديني والصناعي في مصر
دكتور عبدالعاطي بدر سالمانخبير جيولوجي
الرمال السوداء عبارة عن رواسب فتاتية جاءت من أعالي نهر النيل نتيجة لعمليات التغيرات الصخرية والتعرية الجوية وتم نقلها عبر نهر النيل لتترسب علي شاطئ البحر الأبيض المتوسط شمال الدلتا من غرب رشيد حتي مدينة العريش بشمال سيناء.
تمثل الرمال السوداء ثروة هائلة لمصر حيث أنها تحتوي علي العديد من المعادن الاقتصادية مثل الروتيل والإلمنيت والزركون والمونازيت والماجنيتيت وغيرها. بالنسبة للروتيل والإلمينيت فهما يستخرج منهما أكسيد التيتانيوم الذي يستخدم في صناعة البويات ويدخل في العديد من الصناعات الأخري. أما المونازيت والزركون فهما يحتويان علي نسبة ضئيلة من العناصر المشعة مثل الثوريوم واليورانيوم ، كما يوجد بمعدن المونازيت بعض العناصر الأرضية النادرة والتي تستخدم في العديد من الصناعات الاستراتيجية، كذلك يستخرج من معدن الزركون عنصر الزركونيوم الذي يستخدم في صناعة أغلفة الوقود النووي وفي العديد من الصناعات النووية والاستراتيجية الأخري، أما الزركون نفسه فإنه يستخدم أيضا في صناعة السراميك وبعض الأدوات الصحية.
وتجدر الإشارة إلي أن هيئة المواد النووية قد أنشأت وحدات لإنتاج عينات صناعية من معادن الرمال السوداء وطرحتها في السوق المحلي وكان الطلب عليها كبيرا ، لذلك فإن إقامة مصنع لإنتاج المعادن الاقتصادية من تلك الرمال سوف يكون مصدرا هاما للإضافة إلي الدخل القومي.
يوجد بهيئة المواد النووية مخطط لاستغلال المعادن الاقتصادية في الرمال السوداء، فقد تم إجراء العديد من الدراسات عليها ةتم تقييمها وقد اعتمد هذا التقييم من أكبر بيوت الخبرة العالمية، وقد تم عرضها في مناقصة عالمية للاستغلال قبل قيام الثورة ، ولنه كان المتقدم عرض وحيد فرؤي أن يعاد طرحها في مناقصة عالمية أخري وسوف يتم ذلك في القريب العاجل.
أما عن محتوي الرمال السوداء من المعادن المشعة فهي تحتوي علي معدني المونازيت والزركون وبهما نسبة قليلة من العناصر المشعة مثل الثوريوم واليورانيوم، لذلك سميت بالرمال المشعة. أما معدن المونازيت فيوجد به عناصر أرضية نادرة لها أهمية بالغة في النواحي الاستراتيجية. والجدير بالذكر أنه إذا ماتم استغلالها سوف يساهم ذلك في تقليل الأخطار البيئية الخاصة من الإشعاعات المنبعثة من تلك الرمال والتي يمكن أن تضر بالبيئة إذا وجدت بتركيزات كبيرة.
النظام السابق كان لايدير انتباها كبيرا إلي العديد من المشروعات القومية، بل وقام ببيع الشركات والمصانع المختلفة والأراضي وجرف جميع مقومات النجاح وتقدم مصر. بالنسبة للرمال السوداء فهي تتبع هيئة المواد النووية، وكانت الهيئة تهتم بدراستها وتقييمها منذعدة سنوات، وتعرف مسئوليتها تجاه هذا المشروع الهام منذ عدة سنوات. وتجدر الإشارة إلي أن هيئة المواد النووية قد قامت برسم خرائط تفصيلية لخامات الرمال السوداء من رشيد حتي العريش وقدرت الاحتياطيات المؤكدة في بعض المواقع بعض حفر مئات الآبار وتحليل آلاف العينات لتقدير المعادن الاقتصادية في تلك الرمال، كذلك أنشأت وحدات لإنتاج عينات صناعية من معادن الرمال السوداء وطرحتها في السوق المحلي وكان الطلب عليها كبيرا ، لذلك فإن إقامة مصنع لإنتاج المعادن الاقتصادية من تلك الرمال سوف يكون مصدرا هاما للإضافة إلي الدخل القومي. ربما كان الروتين الحكومي وضعف الميزانيات المخصصة هي السبب الرئيسي لتأخر تنفيذ المشروع، ولكنه سوف يري النور في القريب العاجل إا ماستقرت الأحوال في مصر.
ويسعدني هنا أن أنوه عن مشروع العصر لتنمية مصر، هذا المشروع أعمل عليه منذ عام 2007 بمجهود شخصي منفردا دون تمويل من أحد أو من أي جهة حكومية لأنني أشعر أنه علي كل ذي فكر أمانة تجاه مصر العزيزة . وحيث أن الأراضي الصحراوية والجبال تبلغ أكثر من 95% من مساحة مصروبها العديد من الثروات الطبيعية، فكان واجبي كجيولوجي أن أفكر في كيفية استخدام الجيولوجيا في تنمية المجتمع المصري، ومن هنا جاءت فكرة هذا المشروع وهو - باختصار شديد - استغلال الطرق الرئيسية (المحاور) في سيناء والصحراء الشرقية والصحراء الغربية لإقامة مراكز للاستثمار التعديني والصناعي علي تلك المحاور. تعتمد أنشطة تلك المراكز علي الثروات الطبيعية القريبة من تلك المحاور مثل الخامات المعنية والصخور الاقتصادية والبترول والغاز. تلك المراكز تتحول في المستقبل إلي مدن مليونية تنتشر في صحاري مصر. وهذا المشروع يمثا فكرا للتخطيط المستقبلي لمصر حيث أن سكانها يتركزون في أقل من 5 % من مساحتها والباقي صحاري وجبال بها الثروات الطبيعية. سوف يستوعب هذا المشروع ملايين العمالة وينقل مصر نقلة إقتصادية عظيمة مما يرفع مستوي الدخل القومي والذي يعود بالخير إلي الإنسان المصري الصابر الكريم. كذلك سوف يساعد هذا المشروع علي تقوية الأمن القومي لمصر حيث أن تعمير صحاريها وخاصة سيناء سوف يقف حجر عثرة أمام كل من تسول له نفسة بالاعتداء علي مصر
أما عن مستقبل مصر الاقتصادي فإنني أراه واعدا ، حيث أن موقعها الجغرافي مناسب وبها خامات اقتصادية كبيرة إذا ما استغلت بطريقة جيدة سوف ترفع اقتصاديات مصر رفعة كبيرة، ولكي يكون هناك مستقبل رائع لمصر فإنه يلزم مايلي:
1- الاعتماد علي أهل الخبرة وليس أهل الثقة، والإخلاص في العمل
2- وضوح الرؤيا وتحديد الهدف ووضع المخطط لتنفيذ الهدف
3- الإدارة السليمة المنضبطة والعادلة
4- تدريب دوري لكل المستويات لتحسين الأداء
5- تغيير نظام التعليم من النوعي التلقيني إلي النوع الابتكاري وتحفيز المفكرين والمخترعين وإزالة العوائق الروتينية من طريقهم.
ساحة النقاش