أ.د/ صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي Prof. S.A. El-Safty

كلية الزراعة جامعة عين شمس- موقع علمي متخصص في علوم الدواجن - مقالات علمية وثقافية Faculty of Agric

الإستسقاء (الإنتفاخ المائي) في دجاج اللحم خلال موسم الشتاء

Ascites (Water Belly) in Broiler Chickens during Winter Season

د/صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي

الاستسقاء أو ما يُسمى بالإنتفاخ المائي حالة تحدث لدجاج اللحم سريع النمو نتيجة لتراكم السوائل في التجويف البطني، وتُعد هذه الظاهرة أحد أهم الظواهر التي تواجه صناعة الدواجن حول العالم. تحدث هذه الظاهرة بشكل كبير في المناطق المرتفعة عن سطح البحر، وخاصة خلال موسم الشتاء والأجواء الباردة. يرتبط حدوث هذه الظاهرة بنقص الأوكسجين وسوء التهوية وبعض المُسببات المُعقدة للأمراض التنفسية. تتراوح نسبة الأفراد المُصابة عادة بين 1- 5%، ونسبة النفوق بين 1- 2%، ولكنها قد ترتفع لتصل إلى 30% في المُرتفعات. يتم تغذية قطعان التسمين خلال موسم الشتاء على علائق مُرتفعة المُحتوى من الطاقة لكي تفي بإحتياجاتها الغذائية، ويتسم دجاج اللحم سريع النمو بإرتفاع مُعدل التمثيل القاعدي Basal metabolic rate لتمثيل تلك الطاقة المرتفعة بالعليقة، لذا فإن أجسامها في هذه الحالة تحتاج إلى المزيد من الأوكسجين لإتمام تلك العملية الحيوية، وفي هذه الحالة تزداد حركة الدورة الدموية لطلب المزيد من الدم عبر القلب والرئتين للحفاظ على وظائف الجسم في حالتها الطبيعية، نتيجة لزيادة التمثيل القاعدي وارتفاع طاقة العليقة. يؤدي هذا الطلب الفسيولوجي المُتزايد، إلى زيادة ضغط الشريان الرئوي. تجدر الإشارة إلى الرئتين في الطيور لها قدرة ضئيلة على التمدد، كما أن الشعيرات الدموية الرئوية ليست لها القدرة على التعامل مع التدفق الزائد للدم أو زيادة ضغط الدم، ونتيجة لذلك يزداد الضغط في الكبد مما يؤدي إلى ارتشاح وتسرب السوائل الدموية منه عدا خلايا كرات الدم الحمراء إلى داخل التجويف البطني ليتم تكوين الإستسقاء أو ما يُعرف بالإنتفاخ المائي.

الأسباب التي ربما تُسبب الإستسقاء:

1-    في الوقت الحالي فإن دجاج اللحم ينمو بشكل أسرع، مع تناوله لكميات اقل من الغذاء. في نفس الوقت لا يتناسب مُعدل نمو كل من القلب والرئتين من ناحية الحجم مع المُعدلات المُتسارعة لنمو كل من وزن الجسم وكمية لحم الصدر. حيث يعني النمو السريع للطائر زيادة الحاجة إلى الأوكسجين، مما يلزم معه مُضاعفة عمل كل من القلب والرئتين.  

2-    أي شيء يُسبب بدوره نقص في كمية الأكسجين اللازمة للرئتين سوف يؤدي إلى صعوبة عمل القلب. تُعد كل من أمراض الرئتين وسوء التهوية أهم الأشياء المؤثرة في عمل القلب. السبب الرئيسي لنقص الأوكسجين:

أ‌-       وجود كميات كبيرة من الأمونيا داخل مسكن الطيور، مما يؤدي إلى عدم قدرة الطيور على الحصول على الكميات الكافية من الأوكسجين، نتيجة لإستنشاقها هواء مُشبع بالأمونيا، وبالتالي تنخفض بشدة نسبة الأوكسجين في الدم.

ب‌-  إستنشاق الطيور لذرات الغبار داخل المسكن، وبقاء أشكال مُختلفة منها داخل الأكياس الهوائية، وخاصة الأكياس الهوائية الصدرية، حيث يبقى الهواء بها فترات أطول، فإن هذا يؤدي إلى صعوبة في عملية التنفس ومن ثم نقص كميات الأوكسجين في الدم.

ت‌-  وجود مُستويات مُرتفعة من ثاني أكسيد الكربون داخل مسكن الدواجن، وذلك نتيجة إلى إما تزاحم الطيور، وسوء التهوية، منع الهواء النقي البارد خلال الشتاء بإستخدام الستائر أو نتيجة لغياب مراوح الشفط المُناسبة مما ينتج عنه نقص أوكسجين الدم في الطيور.   

3-    زيادة مُستويات الصوديوم في الماء أو الملح في الغذاء يؤدي إلى زيادة ضغط الدم في الرئتين. العديد من مصانع الأعلاف لا تزال تستخدم مسحوق السمك ذو المُستويات المرتفعة من الصوديوم. تجدر الإشارة إلى أن مُستوايات الصوديوم الأعلى من 400 جزء في المليون ربما تُسبب المشاكل لقطعان التسمين.

4-    الأماكن المُرتفعة عن سطح البحر تُسبب فشل القلب وحدوث الإستسقاء.

5-     الإصابة بالبرد من المشاكل كثيرة الحدوث في القطعان صغيرة العدد، وقد تتسبب في زيادة تدفق الدم خلال الرئتين.

علامات الإستسقاء

1-    زيادة مُعدلات اللهث غالباً ما يتم مُلاحظته في الطيور التي تُعاني من حدوث الإستسقاء، حتى في غياب الإجهاد الحراري.

2-     غالباً ما يُلازم عملية اللهث صوت قرقرة Gurgling sound.

3-    ربما تظهر على الطيور التي تُعاني من الإستسقاء Ascitic birds تحول لون الجلد للون الأزرق نتيجة لنقص الأكسجين.

4-    يبدو علي الطيور التي تُعاني من تلك الظاهرة التعب سريعاً وغالباً ما تموت مُرتمية على البطن.

5-    مُعظم حالات النفوق تبدأ عند عُمر حوالي 3 أسابيع.

6-    عند فتح البطن فإن كميات كبيرة من السوائل والمواد الهلامية تتدفق نحو الخارج.

7-    تبدو الرئتين في الطيور المُتأثرة بالظاهرة شاحبة أو مائلة للون الرمادي. كما تبدو الرئتين محتقنتين والكبد مُتضخماً.

8-    زيادة سُمك الجانب الأيمن لعضلة القلب وتباطأ في حركة البطين.

9-     تزايد وجود العقيدات الغضروفية ميكروسكوبية الحجم بالرئتين.

10-        تموت الطيور أحياناً نتيجة للكميات الكبيرة من الدم والسوائل بالرئتين، قبل وجود كميات كبيرة من تلك السوائل في التجويف البطني للطائر.

تحديد الظاهرة  

للتفريق بين حالة النفوق المُفاجىء في دجاج اللحم وعرض الإلتهاب البكتيري لعضلة القلب، فإنه يُمكن تقدير وفحص عينة من عضلة القلب.  

كيف يُمكن الحد من ظاهرة الإستسقاء؟

·        الحفاظ على جودة الهواء وتجديده باستمرار. في الشهور الباردة، من الأفضل الإمداد بالتدفئة مع الحفاظ على حركة الهواء بدلاً من غلق فتحات التهوية وتقليل تدفق الهواء المُتجدد، كمُحاولة للإحتفاظ بحرارة المسكن.

·        تغيير الفرشة والتعامل معها للحد من إنبعاث الأمونيا. مُعاملة الفرشة تُعد شيئاً ضرورياً للحد من حدوث الإستسقاء.

·         تحديد الغذاء، والتغذية على المساحيق العلفية، أو استخدام العلائق مُنخفضة الطاقة والبروتين.

·        التأكد من مُستوى الصوديوم في الماء، وعند ارتفاع مُستواه فإنه يجب حينئذ البحث عن مصدر بديل لمياه الشرب ذو صفات جيدة خلال الثلاثة أو الأربعة أسابيع الأولى من العُمر.  

·        استبدال مساحيق الأسماك بالأحماض الأمنية الأخرى المُصنعة مثل الأرجينين، مع أهمية التأكيد على أن مُستوى الصوديوم الأعلى من 400 جزء في المليون ربما يُسبب بعض المشاكل في دجاج اللحم.

·        يجب الإنتباه أن حرارة التحضين تُعد أمراً هاماً لتقليل ظاهرة الإستسقاء.

·        تجنب الظروف التي تُشجع على ظهور الأمراض التنفسية.

·        اختيار السلالات التي تُقاوم عدوى الأمراض التنفسية وراثياً.   

وأخيراً فإن الإدارة السليمة لقطيع التسمين تلعب دوراً هاماً في تجنب عدوى الأمراض المُختلفة وخاصة الأمراض التنفسية.

المصدر: المصدر: Engormix.com تاريخ النشر: 19/12/2011
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 7802 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,113,274