أ.د/ صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي Prof. S.A. El-Safty

كلية الزراعة جامعة عين شمس- موقع علمي متخصص في علوم الدواجن - مقالات علمية وثقافية Faculty of Agric

بعض أساسيات تربية الأرانب

د/صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي

 

مساكن الأرانب

          تهيئ الأرانب البرية المسكن المناسب لها من خلال حفر الأرض والعيش في الجحور، أما في حالة التربية التجارية لقطعان الأرانب فإنه من الأهمية بمكان الاهتمام بإعداد المسكن الملائم لها ولصغارها والذي يضمن التخلص الآمن من البول والذبل والعناية بالصغار الناتجة وسهولة التلقيح وتجنب الإصابة بالأمراض المختلفة.

 حظائر الأرانب

           يجب أن ُيراعى في حظائر الأرانب أن تكون ذات أرضية أسمنية مائلة لأحد جوانب العنبر لتسمح بكسح البول والذبل المتساقط من أقفاص التربية، كما يجب أن تكون جدران الحظائر من الطوب (الأحمر أو الأسمنتي) وأن تُمثل الشبابيك الموجودة بها حوالي 30% من مساحة الأرضية وذلك للسماح بمُعدلات تهوية جيدة، كما يجب أن تكون أسقف الحظائر مصنوعة من الخرسانة المُسلحة أو من مادة الأسبستوس المُعرج وذلك لحجب أشعة الشمس المباشرة عن الأقفاص. يُفضل في حالة تربية الخلفات (الصغار) مع أمهاتها عزل كل من الأسقف والجدران جيداً، وذلك لتوفير جواً دافئاً في الشتاء وتجنباً لإصابة الصغار بنزلات البرد والتي تُسبب ارتفاع نسب النفوق بشكل كبير خلال تلك المرحلة العُمرية.

 أهمية تهوية حظائر الأرانب

          تلعب تهوية حظائر الأرانب دوراً هاماً في نجاح عملية التربية والحصول على النتائج المرغوبة، فمن المعلوم زيادة مُعدلات التبول والتبرز في الأرانب، والذي يُسبب بالتبعية زيادة رائحة الأمونيا الضارة المُسببة للكثير من الإشكاليات، علاوة على ارتفاع نسب الرطوبة وما يُصاحبها من عدوى مرضية مُحتملة، لذا فإنه يجب توفير مراوح شفط أو دفع هواء توفر 5 م3 هواء متجدد في الساعة لكل كيلوجرام وزن حي، وذلك في الحظائر المقفلة ذات الأقفاص متعددة الأدوار (البطاريات)، أما في حالة التربية في أقفاص ذات الدور الواحد، فإن المراوح المُستخدمة يجب أن توفر هواء بمُعدل 30- 40 مرة صيفاً، 5- 10 مرة شتاءاً.

 أهمية درجة حرارة حظائر الأرانب

          تجدر الإشارة إلى أن الأرانب من الحيوانات التي تتحمل درجات الحرارة المنخفضة ولا تتحمل درجات الحرارة المرتفعة، وذلك بطبيعة الحال لأن الفرو المُغطي لأجسامها يحميها من الحرارة المنخفضة، أما في حالة ارتفاع درجات حرارة المسكن عن 28°م فإن الحيوانات تبدأ في الشعور بما يُسمى بالإجهاد الحراري، والذي إذا استمر لبضع ساعات قد يُسبب ارتفاع نسب النفوق بشكل كبير كلما زادت درجة حرارة المسكن. تُعتبر درجات الحرارة المُثلى لتربية الأرانب هي التي تتراوح بين 18- 24 °م، حيث يُصاحبها أفضل مُعدلات أداء للحيوانات.

 التخلص من البول والزبل

          يُعتبر تصريف البول والزبل في حظائر الأرانب من العمليات الهامة والضرورية للحفاظ على أعلى درجات الآمن الحيوي والرعاية الصحية للقطيع المُربى. يجب أن تكون أرضية الحظيرة من الأسمنت، حتى لا يتم امتصاص بول الأرانب، كما يجب أن تحتفظ الأرضية بميل يسمح بانزلاق البول المتساقط من أقفاص الأرانب تجاه مجرى الصرف، حيث يُستعمل في ذلك خراطيم مياه لدفع المُخلفات بعيداً عن الأقفاص في اتجاه مجرى الصرف.

 في حالة تربية الأرانب في أقفاص متعددة الطوابق (بطاريات) فإنه يتم عمل مُسطحات مائلة أسفل كل طابق تنزلق عليها المُخلفات ثم يتم كسحها بعد ذلك بعيداً عن الأقفاص في اتجاه مجرى الصرف. في حالة البطاريات المزودة بسير يتحرك آلياً تحت الأقفاص لكل طابق (دور) فإن المُخلفات يتم سحبها إلى حوض خارج الحظيرة لتجميع البول والزبل.      

تربية الأرانب في الأقفاص

          يتم تربية الأرانب في أقفاص خشبية أو معدنية أو في بناء من الطوب ذو أرضية من الخشب أو السلك. يُفضل في التربية التجارية للأرانب استخدام الأقفاص المعدنية السلكية لتجنب المشاكل التي قد تنشأ نتيجة التربية في أقفاص خشبية والتي من أهمها:

1-      حجب الألواح الخشبية المصنوع منها الأقفاص الهواء مما يؤدي إلى سوء التهوية داخل القفص وزيادة نسبة كل من الأمونيا وثاني أكسيد الكربون والرطوبة.

2-      امتصاص الألواح الخشبية لبول الأرانب مما يزيد من فرص العدوى خصوصاً عدوى الكوكسيديا.

3-      صعوبة تطهير الأقفاص الخشبية ونظافتها.

4-      صعوبة مراقبة الأرانب داخل الأقفاص الخشبية ومتابعة حالتها الصحية.           

 مميزات الأقفاص المعدنية (البوكسات)

1-     العُمر الافتراضي لها طويل يصل إلى عِدة سنوات.

2-     تُستخدم تحت ظروف الطقس المختلفة.

3-     تشغل مساحة أقل من الأرض مقارنة بالأقفاص الخشبية.

4-     نظام الشُرب لا يتطلب جهداً مستمراً في عمليات الغسيل والتطهير والتعبئة، نظراً لتوفر الماء المُتجدد باستمرار عن طريق خزانات المياه ونظام الشُرب الآلي.

5-     تسمح الأرضية السلكية للأقفاص بنزول كل البول والزبل على الأرض وبذلك يتم تجنب العدوى المرضية.

6-     سهولة غسيلها وتطيرها.   

 أنواع أقفاص الأرانب

أقفاص الأرانب البالغة

          يتم تربية الأرانب البالغة منفردة في أقفاص ذات أبعاد 100- 150سم طول، 50- 70 سم عرض، 40- 60 سم ارتفاع، ويتم تقسيم القفص إلى الثلث والثلثين، حيث يُستخدم الثلث لمبيت الأرانب أو يُعرف بعُش الولادة ورعاية الولدة (الخلفة)، أما ثلثي القفص فيُستخدم كملعب ومكان للتغذية والشُرب. وقد لا يُقسم القفص كما سبق ويُستعمل في تلك الحالة صندوق خشبي للمبيت ورعاية الخلفة بأبعاد 50X30X30 سم، وتكون أرضيته من السلك وله باب يفتح لباقي القفص، كما يُراعي وضع فرشة من القش أو التبن في عُش الولادة لتدفئة الخلفة المولودة.

 

 

أقفاص الأرانب الصغيرة (البدارى)

          يتم تربية الأرانب المفطومة (أكثر من عُمر شهر) والتي تُربى إما بغرض التسمين أو بغرض الإحلال والاستبدال لقطعان الأمهات، ويمكن تربيتها بأقفاص الأمهات وحينئذ يسع القفص الواحد لعدد من 7- 10 أرنب، حيث يُخصص لكل أرنب مساحة 35X35 سم من مساحة الأرضية.

 بطاريات الأرانب

          تُشبه بطاريات الأرانب بطاريات الدجاج البياض إلى حد كبير، فهي مزودة بالمعالف والمساقي وأماكن لوضع أو تعليق العلف الأخضر. وتتكون البطاريات من عدة طوابق، ويُزود كل دور بأرضية خاصة به للتخلص من البول والزبل، وتوضع تلك البطاريات في حظائر مفتوحة أو مغلقة حسب نظام التربية، مع مراعاة ضبط وتنظيم معدلات التهوية وعزل الأسقف والجدران جيداً.   

 معالف الأرانب

          يتم وضع العلف الجاف للأرانب في معالف معدنية أو أواني فُخارية، ولكن لا تُفضل الأواني الفخارية نظراً لسهولة انقلابها مع حركة الأرانب المُستمرة داخل القفص، ويتم تعليق العلف الأخضر على أحد جوانب القفص أو في مكان ثابت على القفص، ويُفضل بشكل عام تقديم الغذاء على شكل أقراص أو ما يُعرف بالمُصبعات لتقليل مُعدلات الفقد في العلف والتي تزيد مع استعمال مساحيق الأعلاف. يتم تثبيت المعالف المعدنية في جدار القفص، على أن تكون فتحتها خارج القفص لتسهيل وضع العليقة بها، كما يُراعى أن لا تكون حافة المعلفة من الداخل كي لا تُسبب تسلخ رقبة الأرانب وإزالة ما بها من شعر. 

مساقي الأرانب

          تتعدد أنظمة الشُرب في الأرانب، فقد تُستعمل الأواني الفخارية والتي توضع وتُثبت في أحد جوانب القفص، ولكن قد تنقلب وينسكب ما بها من ماء بين الحين والأخر، لذا يجب ملاحظتها باستمرار وملئها عند اللزوم. وقد تُستخدم مساقي عل شكل زجاجة مقلوبة يخرج منها أنبوب يمكن للأرنب أن يسحب مياه الشرب منه بسهولة، أو تكون المسقى على شكل صمام أو حلمة يتم تركيبها على مواسير مياه الشُرب، حيث يتم دفع مياه الشُرب فيها عند ضغط الأرنب عليه بفمه، أو قد تكون المسقى على شكل لسانين ينساب من بينها الماء عندما يُطبق الأرنب عليها بأسنانه.

 تداول الأرانب

يُراعي عدم مسك الأرنب من أذنيه أو أرجله منعاً للإضرار به، كما يُراعى عدم نقل الأرانب عند الفطام من تحت الأم إلى أماكن أخرى باليد، ولكن يتم ذلك بإلاستعانه بسلة خاصة مصنوعة من البلاستيك تُستخدم في نقل الأرانب الكبيرة أو الصغيرة، وعند تداول الأرانب أو نقلها يجب مسكها بطريقة صحيحة، ففي حالة الأرانب المفطومة تُمسك من منطقة الحوض، أما في حالة الأرانب الكبيرة يتم مسك الأرنب من الجلد أعلى الكتفين باليد اليمنى بحيث يلتف الإبهام حول أسفل الأذنين ويلتقي بالسبابة التي تشترك مع باقي الأصابع في مسك الأرنب من جلد الكتفين ثم يرفع باليد اليسرى من أسفل الظهر.

 

تقليم الأظافر

          حبا الله عز وجل الأرانب بأظافر قوية سريعة النمو، والتي تستعملها في حفر الجحور والأنفاق لتكون بيوتاً لها، أما عند تربية الأرانب في الأقفاص أو البطاريات فإن نمو تلك الأظافر بشكل كبير يُعيق من حركة الأرنب داخل الأقفاص، لذا يجب قص تلك الأظافر Clipping nails مع مراعاة عدم القص الجائر والذي قد يُسبب النزيف والالتهابات، حيث يتم قصها في حدود ربع بوصة فقط.

   الإضاءة المناسبة في حظائر الأرانب

          تُمثل الإضاءة للأرانب أهمية كبيرة مثلها في ذلك مثل الطيور الداجنة، حيث تؤثر على خصوبة كل من الذكور والإناث، وتحتاج الأرانب إلى 14 ساعة ضوئية يومياً للحصول على أفضل نسب للخصوبة، لذا من الأهمية بمكان مراعاة ذلك خلال شهور السنة قصيرة النهار كما هو حادث في فصل الشتاء، حيث يتم زيادة عدد ساعات الإضاءة باستعمال الضوء الصناعي، كما يجب مراعاة أنه نظراً لطبيعة الأرانب كحيوان يألف العيش في الجحور، لذا فإنه شديد الحساسية للإضاءة القوية، ولذلك فإنه يجب أن لا تزيد شدة الإضاءة المُستخدمة عن 3 وات/ م2. 

 

المصدر: صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي (2012)- الدليل في إنتاج الدواجن الزراعية- جامعة سبها- ليبيا

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,112,004