قال تعالي : ( يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ) يعني اخشو الله واطيعوه  ولتنظر نفس ما قدمت اي ماذا عملت ليوم القيامة ، ومعني هذه الاية تصدقوا واعملوا بالطاعة لتجدوا ثوابها يوم القيامة واتقوا الله ان الله خبير بالعباد  وبما تعملون من الخير والشر وقد قال الفقيه ابو الليث علامة خوف الله تعالي تظهر في سبعة اشياء :-

اولها : لسانه

فيمنعه من الكذب والغيبة والنميمة والبهتان وكلام الفضول ويجعله مشغولا بذكر الله تعالي وتلاوة القران ومذاكرة العلم .

ثانيها : قلبه

فيخرج منه العداوة والبهتان والحسد ، لان الحسد يمحو الحسنات ، كما قال صلي الله عليه وسلم : الحسد ياكل الحسنات كما تاكل النار الحطب .

ثالثها : نظره

فلا ينظر الي الحرام من الاكل والشرب والكسوة وغيرها ولا الي الدنيا بالرغبة ، بل يكون نظره علي وجه الاعتبار ولا ينظر الي ما لا يحل له ، كما قال صلي الله عليه وسلم : من ملا عينه من الحرام ملا الله تعالي يوم القيامة عينه من النار .

رابعها : بطنه

فلا يدخل بطنه حراما فانه اثم كبير كما قال صلي الله عليه وسلم : اذا وقعت لقمة من الحرام في بطن ابن ادم لعنه كل ملك في الارض والسماء ما دامت تلك اللقمة في بطنه وان مات علي تلك الحالة فماواه جهنم .

خامسها : يده

فلا يمد يده الي الحرام بل يمدها الي ما فيه طاعة الله تعالي .

سادسها : قدمه

فلا يمشي في معصية الله بل يمشي في طاعته ورضاه والي صحبة العلماء والصلحاء .

سابعها : طاعته

فيجعل طاعته خالصة لوجه الله تعالي ويخاف من الرياء والنفاق ، فاذا فعل ذلك فهو من الذين قال الله تعالي في حقهم : ( والاخرة عند ربك للمتقين )

يروي الامام ابو حامد الغزالي : بينما داود عليه السلام جالس في صومعته يتلو الزبور اذ راي دودة حمراء في التراب فقال في نفسه ما اراد الله في هذه الدودة ، فاذن الله للدودة فتكلمت فقالت : ( يا نبي الله اما نهاري فالهمني ربي ان اقول في كل يوم سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر الف مرة ، اما ليلي فالهمني ربي ان اقول في كل ليلة ( اللهم صلي علي محمد النبي الامي وعلي اله وصحبه وسلم الف مرة ، فانت ما تقول حتي استفيد منك ؟ فندم داود عليه السلام علي احتقاره للدودة وخاف من الله تعالي وتاب اليه وتوكل عليه .