يرفض الاسلام كراهية الاشخاص ، ولكنه يدعو لكراهية الافعال السيئة  .. يقول الشيخ عبدرب النبي حسنين  من علماء الجمعية الشرعية   : البغض نوعان حسن ومذموم .. والبغض الحسن كأن يبغض الانسان المعصية والكفر والافعال المذمومة .. لا ان يبغض اصحابها .

 هذا البغض يسمي البغض في الله ..وهو اوثق عري الايمان .. والمسلم مطالب به .. والانسان عندما يبغض شخصا في الله يجب ان يقابل هذا البغض حبا .. وهو ان يحب للمذنب ان يتوب وان يرجع الي الله فان تاب واناب ورجع الي طاعة الله فان هذا البغض يتحول الي حب في الله .

وبغض المعصية في العاصي لا يمنع من اعطائه حقه في النصح والارشاد والانصاف والعدل ، فقد ورد في الاثر ان عمر بن الخطاب _ رضي الله عنه _ راي قاتل اخيه فقال له : والله لا احبك حتي تحب الارض الدم !  فقال الاعرابي القاتل : افتظلمني حقي يا امير المؤمنين؟ قال عمر : لا !

اما البغض المذموم المنهي عنه فهو بغض الصالحين والطاعة وحب الخير ..وبغض الاشخاص لا بغض افعالهم . ويضيف انه في بعض الاحيان يكون البغض قهريا فالحب لا قدرة للانسان علي اكتسابه ولا يملك التصرف فيه وانما علي الانسان ان يضبطه فلا يترجم هذا البغض الي اقوال وافعال ظاهرة تسيء للآخرين ، والاصل هو الاعتدال في الحب او البغض بحيث لا يطغي جانب علي جانب ، كما قال علي بن ابي طالب _ رضي الله عنه _ احبب حبيبك هونا ما ، فعسي ان يكون بغيضك يوما ما ، وابغض بغيضك هونا ما ، فعسي ان يكون حبيبك يوما ما .

ويشير الي ان الاسلام نهي عن التباغض قال النبي _ صلي الله عليه وسلم _ لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولاتدابروا وكونو عباد الله اخوانا ولا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث . فالتباغض يحول بين العبد وبين مغفرة الله فعن ابي هريرة _ رضي الله عنه _ ان رسول الله _ صلي الله عليه وسلم _ قال ( تفتح ابواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا الا رجلا كانت بينه وبين اخيه شحناء ) فيقال : انظروا هذين حتي يصطلحا ، انظروا هذين حتي يصطلحا ، ) .

ويضيف قد يتحول التنافس في العمل الي بغض بين الناس وهو ما يرفضه الاسلام .. فالانسان عندما يجد زميلا له في العمل متفوقا فيجب عليه الا يبغضه ولا يحسده ولكن يغبطه .. والغبطة هي ان يتمني الانسان مثل ما للمغبوط من النعمة من غير ان يتمني عنه زوالها .

اما البغض فهو كره الفعل وقد يصل بالانسان الي الحسد وهو تمني زوال النعمة من غيره .

والبغض يعمي القلوب ويطفيئ نور العبادة وهو دليل علي خبث النفس ولؤمها ويؤدي الي انشغال الانسان بالاشخاص عن العمل وهو سبب تمزيق المجتمع وتفتت كلمة المسلمين وتاخر الامة في كل المجالات الاقتصادية والعلمية والسياسية والاجتماعية  . واخيرا نسال الله ان يقينا واياكم بغض الاشخاص  وسوء العاقبة .

المصدر: جريدة الأهرام - فبراير2010
  • Currently 139/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
46 تصويتات / 679 مشاهدة
نشرت فى 30 إبريل 2010 بواسطة drrokaiataha

ساحة النقاش

دكتوره رقيه محمد طه متولي

drrokaiataha
ماجستير ودكتوراه فلسفة العلوم الزراعيه بساتين الخضر 2002 جامعه اسيوط »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

791,305