حب الله سبحانه وتعالي اصل دين الاسلام بكماله يكمل الايمان وهذا الحب ينبغي ان يترجم الي حسن اتباع وطاعة للاوامر واجتناب للنواهي .
يقول الدكتور يوسف صلاح الدين _ مدرس بكلية الشريعة والقانون جامعة الازهر_ الناس يتفاوتون في حب الله بتفاوت اعمالهم التي تقربهم الي الله عز وجل ،فقد قال سبحانه وتعالي في الحديث القدسي ( من تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا ، ومن تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا ، ومن اتاني يمشي اتيته هرولة .. رواه البخاري .
ويضيف ان سبل الوصول لهذا الحب الالهي تتمثل في قراءة القرآن بتدبر فالقرآن هو مرآة الله في الارض ، وهو الميزان الذي يعرف الانسان نفسه ويعرف كثرة الايمان من عدمه وهنا يقول ابن مسعود رضي الله تعالي عنه ( لا تسالوا الناس عن انفسكم اسالوا انفسكم عنكم وعن القرآن )
وياتي بعد ذلك ذكر الله دائما وابدا ففيه طرد للشيطان وولاية للرحمن وطاعة وبع عن كل ما يغضب الخالق سبحانه وتعالي ، والتقرب اليه بالنوافل بعد الفرائض .
ويشير الي ان حب الله هو السبيل للكمال وايمان المؤمن فعن انس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان ، ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ، وان يحب المرء لا يحبه الا لله ، وان يكره ان يعود في الكفر كما يكره ان يقذف في النار .
وهذا الحديث يبين حقيقة مفادها ان الايمان كالثمرة كلما اكتمل نموها ونضوجها زادت حلاوتها ، ثم بين ثلاث علامات من علامات الايمان اولاها : ان يكون حب الله تعالي وحب رسوله صلي الله عليه وسلم مقدما علي حب غيرهما .
ويوضح ان القرآن الكريم عدد خصال ما يحبهم الله سبحانه وتعالي ، فالله يحب التوابين ويحب المتطهرين ويحب المتقين ويحب الصابرين ويحب المتوكلين ويحب المقسطين ويحب المحسنين ولذا فعلي العبد ان ينمي علاقته بربه وان يحاول جاهدا ان يتصف بهذه الصفات التي تقربه من الخالق عز وجل وتقوي في نفسه محبته فاذا قويت هذه المحبة اصبح ممن يستحقون حب الله ورضوانه .
ساحة النقاش