<!--
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;} </style> <![endif]-->
لملمت بأصابعها المتعبات كومة الأورق المتناثرة أمامها وتنهدت بحرقة ، فاجأتها الأسئلة مراراً لكنها كانت من ذلك النوع من الأسئلة التى بلا إجابة ، كل من يعرفها كان يعرف عنها أنها أنثى حالمة تهمس للأوراق البيضاء بقلمها الأسود الذى يعد امتداداً لأصابعها ينقل أفكارها ومشاعرها وأحاسيسها الحيرى من سطر إلى سطر تتحرك للأمام فى تناغم واضح ، كانت هناك علاقة حميمية بين ما يدور فى رأسها وما يخرج هارباً من بين أصابعها من حروف وكلمات تشكل فى النهاية فلسفة حياة .
التفت فجأة إلى إحدى الأوراق .......اغرورقت عيناها بالدموع حاولت منعها لكن دون جدوى أبت الدموع الخضوع هربت من مخدعها .....تساءلت بدهشة كيف انتهى بها المطاف إلى هذه الدائرة التى لا تنتهى ؟ بحثت عن الإجابة لكن هذا السؤال أيضا كان بلا جواب .
كانت كلما فاجأتها المشاعر سجلتها على أوراقها حتى لا تنسى أبداً
احتار عقلها بين القلوب....... واحتار قلبها بين العقول لكنها تيقنت أن ما مر بها من عواصف لا يمكن أبداً أن يرهق سفينتها ويمنعها من المسير ، فتلك العواصف فى الحقيقة لا معنى لها
سعت جاهدة فى أكثر من مرة أن تكتب يومياتها فى الحياة وعن الحياة ، حاولت أن تضع عمرها فى جملة مفيدة
، كانت تدرك جيداً معنى الخلود بالكتابة لكنها أبداً لم تستقر على عنوان لتلك المعارك التى تدور بينها وبين الكلمات يوماً بعد يوم ، لهذا الطوفان الهائج الذى يموج بين السطور تارة بالحذف وأخرى بالشطب وثالثة بالإضافة وهكذا تبقى كعادتها دائماً حائرة حين تخرج منها الكلمات بعشوائية كطفل يخرج من أحشاء أمه حين لحظة المخاض .
نظرت كثيراً إلى الورق حاولت تأجيل الكتابة أكثر من مرة لكن الكتابة قدرتها التى لا تستطيع التخلص منها ، وجدت صعوبة نفسية فى الإمساك بتلك الورقة بالذات التى تؤكد للجميع أنها مطلقة نعم مطلقة للمرة الثالثة ، قاومت وقاومت تلك الأمطار السوداء التى جرت على وجنتيها هاربة من مقلتيها ، رددت فى أعماقها سأظل أستعذب الكتابة وأشم رائحتها فأنا أكثر وضوحاً الآن مع نفسى .....إننى أحتفل بميلاد نفسى من جديد ......لا يهم كونى مطلقة .
خلقت لنفسها لا إرادياً نوعاً جديداً من المقاومة والتوازن فى آن واحد ، أدركت عن يقين أن مذاق الأيام وحلاوتها تغيرت كلما نظرت لتك الخصلات البيضاء الهاربة على جبينها حاولت أن تغرق طاقتها البكائية على عشرات الأوراق الملقاه هنا وهناك واندهشت لتلك الطاقة التى ظنت يوماً أنها خذلتها .
لم تجد صعوبة هذه المرة فى قراءة ما كتبت فقد ترجمت بحرفية شديدة لغة مشاعرها وعشرات السنين من القهر الذكورى إلى لغة جديدة عرفت الكثير من مفرداتها الآن وهى تحرث على الورق " هذيان أنثى " .
ظن كل من يعرفها أن هذه هى النهاية وأحست هى من أعماقها أنها البداية
رغم رداءة خطها أصرت على الكتابة ، انسابت الحروف تحمل داخلها كل المعانى ، جرى القلم كعادته وهى لا تعرف كيف اللحاق به ، حاورت الكلمات وحيرتها سعت منذ البداية فى تحد صريح أن تكسب قضية نفسها .
وحدهم من اغتالوا الأحلام وأجهضوا المعانى بداخلها تركوها فى مفترق الطريق ورحلوا وهم يكتبون بدموعها على أوراق عمرها " مطلقة "
تغلب اليقين على وساوسها نعم فى البداية كانت يدها مرتعشة وهى تتشبث بالقلم لكنها سرعان ما غاصت بين الكلمات وأوجزت " مطلقة .........ولكن "
ساحة النقاش