( عـالـم  البيئـة )

 

تطــويــر  العشـوائيـات

 

بقلم :                                    

د/علـى  مهــران  هشـام

 

 

العشوائيات  مناطق نشأت في غياب القانون وبعيداً عن التخطيط العام والتصميم العمراني  وأحياناً  تكون  تعديات على أملاك الدولة ، وأكثرها مناطق محرومة من المرافق الأساسية والخدمات الإنسانية والحضرية   وعادة  تفرز العديد من المشاكل التي تؤرق المجتمع وتؤثر سلبياً على زواره و أمنه وأمانه ،وتمثل تشوها وتلوثا وقبحا بصريا لجماليات العمران والمجتمع   وقد  ينتشر بين سكانها الفقر والبطالة والانحراف والجريمة والإدمان وغيرها من المشاكل الأخلاقية  والاجتماعية  والبيئية , والتي  تنشأ  أيضا

نتيجة عدم وجود رقابة أو إشراف أو حراسة أو متابعة من الجهات المحلية والحكومية وقد يكون ذلك ناتج  عن تراخ ولامبالاة  أو إهمال  أو فساد  للأجهزة المسئولة  أو كنتيجة  لغياب الضمير المهني  والمجتمعي  والديني  لدى الأجهزة الإدارية أو تواطؤ اللجان والمجالس المحلية  والشعبية    ؟!

كما أن الهجرة من الريف الفقير  في  اتجاه الحضر المبهر  وخاصة المدن الكبرى حيث تتوفر المرافق والخدمات وفرص العمل حتى ولو كانت وظائف هامشية يمثل أحد أسباب مشكلة العشوائيات في مصر.

يوجد نمطان:  من العمران العشوائي الأول هو تشييد مباني وإنشاءات على الأراضي الزراعية  لذلك  لالتزم  بقوانين  التخطيط العمراني أو تنظيم البناء  ولا تحترم التشريعات والقوانين المنظمة لأعمال البناء ( مثل :  الارتفاع وعرض الشارع – المناور – البروزات – الأحمال للكهرباء والماء - جماليات البناء  - مواقف السيارات ...الخ)

وقد تكون هذه المباني جيدة وآمنة إنشائيا ويمكن توفيق أوضاعها

أما النمط الآخر فهو الذي ينشا على حواف وأطراف  المدن وهضابها وصحاريها وفى فراغاتها الداخلية وهو الأخطر على البيئة والمجتمع  حيث المنشآت من الصفيح أو الخشب أو المزج بين الخرسانة والخشب والألمونيوم وتفتقر لجميع المرافق والخدمات الآدمية والحضرية  وتقام دون مراعاة لأية ضوابط أو معايير فنية أو هندسية أو اجتماعية أو إنسانية مما يهدد صحة و حياة الساكنين .

في دراسة  للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن مصر بها

 

1221 منطقة، منها 20 منطقة خطرة  لا تقبل التطوير  ، بينما تشمل
المحافظات التي تم إدراجها في  خطة التطوير , أسيوط  وقنا وأسوان وسوهاج والمنيا والفيوم وبنى سويف والقاهرة والإسكندرية والقليوبية والجيزة، وذلك لوجود أكثر من 600 منطقة عشوائية بها

 

يوجد  حوالي    20 ﻤﻠﻴﻭﻥ ﻨﺴﻤﺔ ﻴﻌﻴﺸﻭﻥ في ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻴﺔ ﻭﺘﻤﺜل ﻫﺫﻩﺍﻟﻨﺴﺒﺔ24% ﻤﻥ إجمالي ﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ 40 % ﻤﻥ إجمالي ﺴﻜﺎﻥﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺤﻀﺭﻴﺔ ،  إﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ أكثر من ٨ ﻤﻠﻴﻭﻥ ﻨﺴﻤﺔ ﻴﺴﻜﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺭﻴﻔﻴﺔ.


عموما , لمواجهة الآثار السلبية لظاهرة العشوائيات في مصر نسرد التالي :

-         المعالجة الصحية والاجتماعية  والعلمية  لارتفاع معدلات الخصوبة وانخفاض  مستويات الدخل وتحسين الظروف السكنية وارتفاع معدلات البطالة والأمية والتسرب من التعليم وتدهور الأحوال الصحية والعلاج النفسي للتفكك الاجتماعي
- الاحتواء الأبوي  للمنحرفين والضالين  والهاربين من الفضيلة والقيم النبيلة  دون اللجوء إلى القهر أو العنف أو القسر فمراعاة آدمية البشر واحترام كرامتهم يمثل جزءا  أصيلا  من المعالجة العلمية والصحية والإنسانية لسكان العشوائيات .

-        
-  تطوير الريف المصري وتقديم الحلول الناجعة  لانخفاض ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻲ الناتج عن ﺘﺂﻜل ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﻭﻤﺨﺎﻁﺭه ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ على المجتمع حيث ﺃﺩﻯ ﺯﺤﻑ ﺍﻟﻤﺒﺎﻨﻲﻭﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ والاستخدامات  ﻏﻴﺭﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﻘﺩان  ﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﻀﺨﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ في ﻤﺼﺭ ﺒﻠﻐﺕ ﺤﻭﺍﻟﻲ ﻤﻠﻴﻭﻥ ﻓﺩﺍﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﺭﺍﻀﻰ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ( بمعدل 30 ألف فدان سنويا )

-          

-         - ﺍﻟﺘﺩﻫﻭﺭ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﺍﻟﻨﺎﺘﺞ ﻋﻥ ﺍﻷﻨﺸﻁﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻭﻴﺔﺍﻟﻌﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻡ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻨﻤﻭ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻲ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺍﻷﻨﺸﻁﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺨﻁﻁﺔ والملوثة للهواء والمقلقة للنفوس والأبدان  وغياب المساحات والألوان الخضراء  ﻭﺁﺜﺎﺭﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ تدهور الخدمات وتلوث البيئة والمحط الحيوي .
-  المعالجة العاجلة لظاهرة ﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻨﻤﻁﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻲ ﻓﻲ ﻜﺎﻓﺔ ﻤﻨﺎﺤﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ

( تدهور السلوك العام – عدم احترام القوانين – عدم احترام الآخر – تدهور آداب الخطاب والحوار – غياب روح الفريق  وتغليب الخاص على العام ... )    ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔﻭﺍﻨﺨﻔﺎﺽ ﺇﻨﺘﺎﺠﻴة ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻗﻴﻤﻪ ﻭﺍﻟﺨﻠل ﻓﻲ ﻤﻨﻅﻭﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ  والنسيج ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ الممتد لآلاف السنين .

 

وخلاصة القول, فإن تطوير المناطق العشوائية يحتاج إلى منهج  تخطيطي وعلمي وأسلوب جديد يتوافق وجماليات ثورة الخامس والعشرين من يناير فلا مجال للمعالجة القهرية أو  البوليسية فنحن نتعامل مع بشر وليس حجرا أو شجر كما يجب تفعيل الثقة والشفافية بين المواطن والمسئول  أو متخذ القرار فلا  نوعد ساكن العشوائيات بوحدة سكنية لائقة ثم يجد  نفسه في خيمة أو مسكن إيواء أسوأ كثيرا مما كان عليه؟!! إضافة إلى تفعيل الاستفادة  بطاقات الشباب في هذه المناطق فهم ثروة قومية وموارد كامنة وممكنة ( فالمأثور الياباني : أبدأ بالممكن يستجيب لك المستحيل ) وتعزيز  دورهم من خلال التدريب والتوجيه وكذلك ضرورة مشاركة السكان في أعمال التطوير والتنمية  والتشجير والتجميل مثل عقد الندوات والاستبيانات  حتى يدافعوا  عن مجتمعهم ويحافظوا عليه لأنهم ساهموا وشاركوا في تطويره وتنميته.

 

والله  المستعـان ,,,,

 

http://kenanaonline.com/drmahran2020

 

 

 

 

 

 

المصدر: * د/علـى مهـران : " مجلـة العلـم " , باب عالـم البيئـة , العدد 417 , شهر يوليو 2011 م , القاهـرة , مصـــر
  • Currently 18/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 569 مشاهدة
نشرت فى 1 يوليو 2011 بواسطة drmahran2020

ساحة النقاش

د/على مهـران هشـام

drmahran2020
......بسم الله..... لمحة موجزة (C.V) 2021 البروفيسور الدكتور المهندس الشريف علي مهران هشام . Prof. Dr. Eng. Ali Mahran Hesham ## الدكتوراه من جامعة هوكايدو.. اليابان ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية... ألمانيا. 2012 ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية - جامعة خاتم المرسلين العالمية - ، بريطانيا، فبراير 2021 ** »

ابحث

عدد زيارات الموقع

651,527