بقلم:  د/على مهران هشام

------------------- 

فى عام 1983 أستيقظ العالم على وجود ثقب فى طبقة الاوزون فوق القطب المتجمد الجنوبى واعلنت الأقمار أن الثقب يعنى اختفاء كمية من غاز الاوزون تقدر بحوالى 40% وطبقة الاوزون تقع فى غلاف الاستراتوسفير الذى يصل سمكه حوالى 15 كم وارتفاعه عن سطح الارض بحوالى 50 كم .الاوزون هو غاز شفاف يتكون من ثلاث ذرات أوكسجين وهو ذو رائحة مميزة ويعتبر الدرع الواقى الذى يحمى الكائنات الحية وغير الحية على سطح الارض وذلك بامتصاصه حوالى 99% من الاشعة فوق البنفسجية الضارة .إن الاخطار البيئية المتلاحقة على كوكب الارض والمتمثلة فى التغيرالمناخى وسخونة الكون واحتمال تعرض العديد من المدن الشاطئية لكوارث الفيضانات بل الغرق وكذلك ازدياد مناطق التصحر والمجاعات وتقلص الغابات والمناطق الخضراء و النقص فى المحاصيل الزراعية وتلوثها وشيوع الفقر ايضا وشح المياه وندرة الامطار والجور على الثروة السمكية والحيوانية والداجنة وما نتج عنها من امراض كثيرة على الانسان وحدوث اختلال فى التوازن البيئة الطبيعى والفطري .البيئة فى حاجة الى اصلاح وعلاج وتشافى من هذه السلوكيات البشرية الخاطئة والناتجة عن المنفعة المادية وعدم مراعاة المتطلبات البيئية عن الاضطلاع بأعمال التنمية او الاستثمارات التكنولوجية وخاصة تخليق المواد الكيميائية .

 على كل حال ,ان حماية  طبقة الاوزون  يتطلب التقليل من التفجيرات النووية واحلال السلام بدلا عن الحروب والنزاعات المسلحة والتقليل من غازات المصانع والمبيدات الحشرية ومواد الهيدروكلورفلوركربون المستخدمة فى اجهزة التكييف والمواد المستخدمة فى بخاخات العطور والادوية وغيرها والتثقيف البيئى لأستخدام مواد صديقة للبيئة سواء فى الحياة اليومية او الطاقة او المشروعات التنموية . ,لقد تدنت نسبة الاكسجين ((اكسير الحياة)) فى الجو من 50% فى بداية الخليفة الى 10% حاليا فى بعض المدن العالية التلوث وقد اتجه العلماء حديثا الى توظيف الاوزون فى التداوي وعلاج الامراض المستعصية حيث ان الاوزون قاتل للبكتيريا والفيروسات والفطريات والخلايا السرطانية كما انه ينشط الجهاز المناعى للجسم اضافة الى ان ذراته الثلاث النقية تقلل الالام وتهدىء الاعصاب ويساعد على افراز كثير من الانزيمات الهامة لعمل خلايا الجسم وبالطبع فإن الاوزون ينشط خلايا الجسم الطبيعية عن طريق اكسدة المادة الغذائية .وقد نال العالم الالمانى "انوفاز بورج" جائزة نوبل فى الطب عام 1931م وعام 1944م لابحاثه فى استخدام الاوزون فى علاج الامراض الخبيثة .ومنذ انشاء الاتحاد العالمى للاوزون فى عام 1974م ولا تزال الابحاث تتوالى للاستفادة منه فى مجالات عدة سواء طبية او صناعية ومن دول العالم التى تقر العلاج بالاوزون :المانيا وانجلترا وفرنسا وروسيا وايطاليا و25 ولاية امريكية واليابان والمكسيك ودول اخري تصل إلى 22 دولة .أما فى مصر فقد وافقت وزارة الصحة فى عام 1999م على استيراد اجهزة الاوزون واستخدامه كوسيلة علاجية مساعدة ومن الامراض التى يعالجها الاوزون :الالتهاب الكبدى والايدز واضطراب المناعة والروماتيزم وبعض امراض القلب والشرايين والكوليستيرول والتهاب الجلد والربو والحروق والاورام الخبيثة .وخلاصة القول ,الاوزون ضرورى لحماية صحة البيئة وتجديد النشاط والحيوية والصحة المستدامة للانسان وهو اسرع بأكثر من ثلاثة الاف مرة فى الكلور فى قتل البكتيريا والفيروسات وخاصة عند تعقيم مياه الشرب .                                                                والله المستعان,,,,,