د علي اسماعيل للطب النفسي والاستشارات النفسية والزوجية والاجتماعية وللتنمية البشرية

موقع يهتم بتبسيط العلوم النفسية للعامة وللمتخصصين من خلال عرض حالات وفيديوهات وابحاث

authentication required

<!--

<!--<!--<!--

العشرة ام الحب

جاءني صديق خمسيني متزوج منذ اكثر من عشرين عاما ، يعاني من فتور في علاقته الزوجية العاطفية والحميمية ، مدعيا أنه متفاعل مع زوجته في الأمور العامة ويستأنس معها ويناقشها ، لكنه لا ينجذب للحديث معها ولا يشتاق إليه إذا خرج من المنزل أو غابت هي عنه. ويري صديقي أن حياته فاشلة ولا يمنع إنهيارها إلا عشرة السنين فقط ، رغم أنه لا ينكر حب زوجته له واهتمامها به ورغبتها في إسعاده ، لكن مرت حياتهما بفترة أخيرة من المشكلات التي عصفت بحبها من قلبه وبرغبته فيها من نفسه وأصبح لا يستمتع معها استمتاعه السابق رغم أنه يجاهد ألا يخبرها بهذا. وسألني هل ينفصل عنها ويكتفي بذكرياته الحلوة معها ، أم يستمر في حياة مملة من وجهة نظره ولا ينتظر منها إنفراجه.

كعادتنا الأطباء النفسيين لا نعطي من يستشيرنا حلا بل نناقش معه مميزات وعيوب بدائله ونحاول معه أن نبحث عن بديل ثالث قد يكون غائبا عنه.

من وجهة نظري أري أن الأزواج والزوجات العرب يهدرون معظم طاقتهم في تجنب خسارة شريك الحياة لا المحافظة عليه واسعاده ، فالزوجات مثلا يهدرن جل وقتهن في منع الزوج من المغامرات العاطفية من خلال مراقبة جواله وحساباته الاليكترونية والتدخل في علاقاته بالجنس الآخر وربما تهديد من تقترب من زوجها ، وتنسي في هذا التوقيت أن هذا لن يمنع الزوج بل سيجعله أكثر حرصاً علي إخفاء ما يدينه فقط ، فلو بذلت الزوجة نفس هذا الجهد في زيادة تعلق زوجها بها دون الاهتمام بما يفعل من خلف ظهرها لنجحت في جذبه وقضت علي تمرده وحافظت علي سعادتهما.

والزوج دائما ما يبحث عن سعادته الشخصية وتأخذ أولويه في حياته ، ويري أن من حقه الاستمتاع بوقته مع من يحب أو من يهوي ، لكنه يبذل نفس الجهد في إخفاء هذا لأنه يعلم أن المجتمع حوله سيرفض ذلك أو أنه سيواجه بالعقبات والمشكلات ، فيؤثر الخطأ علي الصواب ، والهروب بديلا عن المواجهة ، فتتفاقم المشكلات وتتعمق الجراح ويصلا في النهاية إلي الفشل إما بالصمت الزواجي والاستمرار في علاقة غير مشبعة ، أو الصدام الذي يعقبه طلاق أو تقبل للأمر الواقع بعد أن ضاعت طاقة الطرفيين ودخلا في مراحل الكأبة.

صديقي يعيش ما سردته سابقا ، ووصل إلي مرحلة الطلاق الصامت ، فهل يجدي الآن المصارحة والمكاشفة ، هل سيتفهم كلا الطرفيين احتياج الآخر ويلبيه.

المجتمع الغربي أكثر وعيا ورغبة في الحياة والاستمتاع من المجتمع الشرقي ، فهو يؤدي ما عليه ويأخذ ما يرغبه دون هلع من مواقف اجتماعية أو شخصية ، ناجحون في ادارة خلافاتهم لأنهم يحترمون المشاعر ، ولا يستجدون من الآخر الحياة بلا متعة.

صديق في حيرة وأنا معه ، هل يترك زوجته التي يري أنها بلا عيب سوي أن مشاعره تجاهها أصبحت سلبية ، هل يستمر في علاقة غير مشبعة بدعوي الانسانية والعشرة والمجتمع والأولاد وعوامل متعددة أخرجها مجتمع يعشق لعبة الضحية ، أم يبحث عن متعته سرا ، أم جهرا ، هل سيفيده العلاج الزواجي .

أسئلة حائرة ، تدور في فلك لا نهائي ، هل الفرد أهم أم الأسرة؟

عجز صديقي عن إيجاد بديل يريحه وعجزت أنا عن مساعدته ، فهل هناك من يلبي النداء.

 

المصدر: مقال شخصي
dralysmail

علي إسماعيل استاذ م. بطب الازهر /استشاري KJO / رئيس CME

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 315 مشاهدة
نشرت فى 19 مايو 2015 بواسطة dralysmail

ساحة النقاش

دكتور علي اسماعيل للطب النفسي و الاستشارات النفسية والتنمية البشرية والمشكلات الزوجية والاجتماعية

dralysmail
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

110,457