موقع علمي للأستاذ الدكتور حسام محمود زكي علي أستاذ ورئيس قسم الصحة النفسية بكلية التربية جامعة المنيا

 

<!--

<!--<!--التفاؤل والتشاؤم والصحة النفسية                                                                                    قبل الكلام عن العلاقة بين التفاؤل ـ التشاؤم والصحة النفسية ، يجب التعرف ولو بالشكل البسيط على مفهوم الصحة النفسية ، فهي قدرة الفرد على التوافق بين نفسه والمجتمع الذي هو فيه لحيا حياة خالية من التأزم والاضطراب . ( أحمد 1999 : 16 )           أو أنها (الصحة النفسية) تمثل حالة خلو الانسان من جميع الامراض النفسية أو العقلية ،  ومن رأي ( Guttentag  1980 ) أنها تمثل قدرة الفرد العقلية للقيام بالشكل الفعال على تأدية النشاطات والفعاليات بالشكل الايجابي ، ( أي إقامة علاقات جيدة مع الاخرين كالقدرة على التكيف مع متغيرات الحياة) ، وفي نفس الوقت يمكن إعتبارها حالة من التوازن بين جميع مرافق الحياة ( الاجتماعية ، المادية ، الروحية ) كما وتعتبرحسب رأي( Bakal. 1979) مقياساً ومؤشراً للطريقة التي يمكن أن نتعامل بها مع واقعنا اليومي وكيفية إيجاد الحلول والخيارات الملائمة لذلك ،  فالصحة النفسية تعتبر من المكونات الاساسية للشعور بالسعادة والهناء إذ ترتبط إرتباطاً وثيقاً بالسعادة وتعتبر واحداً من أسبابها الرئيسية .( الهر 2008 :39)                                                                              وقد بينت بعض الدراسات عن وجود معامل إرتباط إيجابي متوسط بين الاثنين( الصحة النفسية والسعادة ) وهذا الارتباط كان أقوى عند الاناث منه عند الذكور .  (أرجايل 1993 : 237 )          ليس هذا فحسب بل توجد علاقة إرتباط إيجابية كذلك بين التفاؤل والسعادة  ، أما التشاؤم فله علاقة إرتباط سلبية بينه وبين كل من الصحة النفسية والسعادة . (عبد الخالق   1998" ب " )                                      وأظهرت بعض الدراسات عن وجود إرتباطات إيجابية بين كل من الاكتئاب والتشاؤم ، فالميول التشاؤمية تعتبر أحد أعراض الاكتئاب ، فزيادتها تؤدي الى اليأس والاكتئاب ، فاليأس يحتوي على حالة من الفقدان الكمي الانفعالي للرغبة وهذا يتأتى من خلال إعتقاد الشخص بأن سبب مشاعره الحزينة والمتشائمة ترجع الى ذاته ، كما ويعتقد بأنه ليس بأمكان أي شخص أن يساعده في ذلك . ( رضوان 2000)         ويشير كل من  Engel & Schmal.1978  الى إن هناك فرق بين كل من مشاعر التشاؤم ، اليأس والاكتئاب ، حيث أعتبروا أن مشاعر التشاؤم واليأس إكتئاباً وإنها أيضاً تمثل شرطاً مبدئياً للاكتئاب ، وأن اليأس يمثل عند الفرد طور الانتقال بين الصحة والمرض .(  Engel & Schmal 1978: 263 )    فتتأثر كل من هذه المشاعر( التفاؤل ، التشاؤم ، الاكتئاب ، السعادة ، اليأس )  بأحداث ربما تكون صغيرة وبسيطة لتحدث حالة من التغير في مزاج الشخص سلباً أو إيجاباً وحسب طبيعة ذلك الحدث ، فالايجابي منها يؤدي الى الشعور بالتفاؤل وتعديل في المزاج العام للشخص مما يجعله يشعر بأن هذا اليوم هو يوم تفاؤل ومسرة وسعد ويكون تصرفه طول هذا اليوم هو الاخر يتجه نحو التفاؤل وقد تتحقق كثير من الاشياء الايجابية له ، وفي الوقت نفسه يعرف هذا الشخص بقرارة نفسه إن هذا الحدث البسيط الذي مر به لم يكن له إرتباط بأي شكل من الاشكال بمزاجه وتفاؤله ، بل هناك إقتران قد حدث بين الحدث البسيط والمزاج ، إذ إن المزاج يتأثر ويتغير سريعاً بفعل هذا الحدث سلباً ام إيجاباً ولو كانت أشياء بسيطة.( إبراهيم 1998: 294)            والدراسه الامريكية لـ ( Isen 1984 ) أثبتت ذلك، من خلال دراسة مجموعة من الباحثين لعينة عشوائية من الاشخاص المارة في أحد المراكز التجارية ، إذ قام الباحثون بألقاء أوراق نقدية من فئة 100 دولار في أماكن مختلفة من المركز التجاري ، وبعد مرور نصف ساعة من العثور على الاوراق النقدية هذه قام الباحثون بأيقاف مجموعة عشوائية من الاشخاص المارة ومن ضمنهم الاشخاص الذين عثروا على المبلغ ، وتم توجيه مجموعة من ألاسئلة لهم منها عن الحياة الزوجية ، الرضا عن حياتهم العملية ، النظرة نحو المستقبل ، الامكانية المادية ، الرغبة في شراء أشياء جديدة ، تغيرات ترفيهية أو رحلات أسرية .   فقد تبين من خلال الاجابات إن الاشخاص الذين عثروا على المبلغ مقارنة بالاخرين كانت مشاعرهم إيجابية بعيدة عن التشاؤم ، وقد بينوا أنهم أكثر سعادة في حياتهم الزوجية ، أكثر تفاؤلاً وأكثر تطلعاً للمستقبل وأنهم يعانون من مشاكل أقل في حياتهم العملية ، وهذا ما يثبت تأثير الاحداث الصغيرة والبسيطة في تغيير مزاج الشخص ، فحدث صغير كهذا يثير تغيرات مزاجية مؤقتة أو قد يكون أثره دائم ،  ولتفسير ذلك هو إن هذا الحدث ( البسيط ) يمكن أن يساهم في جعل  العقل البشري يميل الى حالة التعميم من حادث جزئي الى مجموعة من الاحداث والرؤى ذات الصلة المباشرة أوغيرالمباشرة بذلك الحدث . ( المصدر السابق 1998 : 295 )                                                                                                   ويرى الباحث إن الذي يتغير هنا هو أسلوب التفكير ، إذ يتغير بطريقة تجعل من رؤيتنا للحاضر القريب وللمستقبل نفس النظرة المتولدة لحظة تغيير المزاج بفعل تأثير ذلك الحدث سلباً أم إيجاباً ويكون شعورنا هو شعور تلك اللحظات ، إن الاحداث الصغيرة المؤثرة هذه ليس لها نفس التأثير عند الاشخاص جميعاً ،  فهناك إختلاف من شخص لاخر ، فالحدث السار عند شخص قد لايمثل حدثاُ ساراً عند أخر، وكذلك الاحداث السلبية عند البعض تجدها ليس لها نفس التأثير لدى البعض الاخر من الاشخاص .                      فالحالة المزاجية للشخص يكون لها تأثير واضح على حياة وتطلعات الفرد للحاضر والمستقبل ، فكثرة الضغوط النفسية من مصادرها المختلفة تؤثر على الحالة المزاجية للشخص فنجد في بعض الاحيان قد يلجأ بعض الاشخاص الى إستخدام بعض العقاقير أو المخدرات أو الكحول، محاولة منهم  للعلاج الذاتي وتعديل الحالة المزاجية السيئة لهم لجعلها بحالة إيجابية حسب تصورهم وهذا غير صحيح ، ولكن من الناحية السلبية الاكيدة فقد يصل بهؤلاء الاشخاص الى حالة الادمان ومن ثم الاصابة بالاضطرابات العقلية والجسمية وربما تصل بهم الى الموت .  والافضل من ذلك أن يلجأ الشخص الى إستخدام الاساليب الصحيحة والتي من شأنها أن تخفف من وطئة تلك الضغوط التي يتعرض اليها ، وذلك من خلال قراءة القرأن ، الصلاة ، مشاهدة الافلام المريحة والممتعة ، سماع موسيقى هادئة، الاسترخاء ، تبادل الزيارات مع الاخرين، الرياضة، الاختلاط بالسعداء والمتفائلين من الناس .( المصدر نفسه : 296 )                                                              

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1576 مشاهدة
نشرت فى 12 ديسمبر 2014 بواسطة dr-hossam-zaki

د.حسام محمود زكي علي

dr-hossam-zaki
موقع شامل متنوع كما يركز على عرض الجانب النفسي السيكولوجي في بعض جوانب الحياة مع الاهتمام بالجانب الإيجابي والتركيز على كيفية تنمية الشخصية وهو لله عز وجل ولا نهدف من ورائه للربح المادي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

482,470