داليا السيد حسين علي حسنين

بسم الله الرحمن الرحيم| مجموعة متنوعة من المحتوى العلمي.. علما نافعا.. إخلاصا لله رب العالمين.

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

والحمد لله رب العالمين

 .

في التكنولوجيا والتعامل معها

 

بسم الله الرحمن الرحيم

.

كثيرا ما يكون هناك رسالة تقدمها لنا التكنولوجيا عن غير قصد

سبحان الله

.

مع الكم الهائل من المعلومات، وكذلك التقنيات المتعددة في معالجة المعلومات وما يتزامن معه من قضايا تتعلق بالخصوصية وأمن المعلومات سواء على المستوى الفردي أو الجماعي >>> تقدم لنا التكنولوجيا رسالة تعتبر دافع يوجهنا الله سبحانه وتعالى ويرينا بحكمته علم كثير وغزير نستقي منه طرق قد تعتبر حتمية في العمل في هذا المجال أو في هذا النمط من الحياة- وتقوم هذه الطرق على كيفية التعامل مع هذه التكنولوجيا بدءا من التعرف عليها وإنتهاءا إلى أعلى درجات الحماية منها- ويمكن أن تتمثل هذه الطرق فيما يلي:

.

1- أهمية التفكير السليم المستقيم- الذي يقوم على فهم الواقع وربطه بأقدار الله سبحانه وتعالى، والتمييز بين الصالح والطالح في المعلومات التي يتلقاها الإنسان من كافة حواسه سمعا وبصرا ولمسا وحديثا أو حتى مذاقا ورائحة من خلال الأدوات أو المواد التي يستخدمها نتاج علوم التكنولوجيا المختلفة، وتحديد الطريق في التعامل معه.

وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى في آية كريمة تجمع بين المستوى الإجتماعي البشري والمستوى الكوني العلمي: "أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ." الروم8

.

2- أهمية القراءة، وإختيار المادة المقروءة بعناية لتحقيق الهدف في رؤية خيارات الطريق الصحيح أكثر وضوحا- فالقراءة تفتح قنوات وطرق لا حصر لها لكي يختار منها الإنسان ويتعلم ويميز، فيتمكن من الإستخدام الصحيح للأدوات التكنولوجية التي بين يديه، فلا يضيع عمره ووقته بدون إستفادة، بل تكون كل دقيقة لديه هي عبادة لله سبحانه وتعالى في إستخدام هذه الدقيقة بطريقة صحيحة سواء بالحصول على معلومة مفيدة- أو التفكير في عظة بشكل قوي- أو البحث عن حل لمشكلة- أو إيجاد طريق لعمل جماعي- أو إيجاد طرق لمساعدة المحتاج معنويا أو ماديا- أو إتخاذ قرار حيوي- إدارة وقت/ جهد/ مهارة/ علم...

وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى في آية كريمة تحثنا على القراءة بإسم الله ربنا جل وعلا لتكون إختيار سليم ولكي يعطي أعلى ناتج مثمر فعليا- ويأتي على رأس القراءة قراءة وتلاوة القرءان الكريم ثم السنة النبوية المطهرة ثم كافة العلوم النافعة التي تقوي وتفيد حياة الإنسان وتفيد قدراته العقلية والجسدية: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ." العلق1

.

3- أهمية العلم والتعلم، من خلال المسارات المنظمة سواء رسمية أو غير رسمية (كالتعليم الرسمي، وكالتدريب والتعليم غير الرسمي- على الترتيب)- فالعلم يعطي للإنسان منهجية إيمان وفكر وتطبيق وعمل لأنه ينظم المعلومات في مجال بعينه لكي يتمكن الفرد من إستخدام هذا العلم فيما يفيد حياته التي يعبد فيها الله سبحانه وتعالى، فيحافظ على نفسه وعلى أفراد مجتمعه الصغير ومجتمعه الكبير، ويحافظ على أرضه وعلى سماءه >> لكي يرتقي كإنسان عابد لله سبحانه وتعالى قوي يجمع كافة أجزاء مسئولياته فلا تتشتت منها شيء.

وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى: "شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ." آل عمران18 >> فالعلم يقترن بالعدل، فمن يعلم أو يتعلم يكون لديه أدوات الحكم السليم العادل على الأمور بما لديه من تقوى الله سبحانه وتعالى وبما لديه من أمانة علم أعطاه الله سبحانه وتعالى إياها لكي يحسن إستخدامها والتواصل بها مع غيره من الناس... ويشل ذلك علم الدين والكون بما فيه.

كذلك يقترن العلم مع نزع الهوى أو الحيرة أو الضبابية التي نجدها في بعض قرارات الناس والحكم على الأمور حولهم سواء على مستوى صغير أو غيره، فيقول الله سبحانه وتعالى: "وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ." الرعد37

.

4- أهمية الإستقلال في التفكير والحكم، مع أهمية العمل الجماعي وإلتزام مجتمع الحياة أو العمل كنوع من الوحدة القوية والترابط، لأن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان بداية بفطرة مستقيمة نقية (كل الإنسان- كل على حدة)- هذه الفطرة إذا سارت وفقا للطريق المستقيم وفي الطريق المستقيم الواضح الذي حدده خالقها جل وعلا لها دون أن تكون تابعا للغير الذي يضللها ويجعلها تنحرف عن هذه الإستقامة >> سوف تكون أعلى إنتاجية وأعلى عمل وعبادة ورقي، وبالتالي أفضل مصير في جنة الله سبحانه وتعالى وسعادة في الدارين- لذلك تأتي أهمية أن تسأل نفسك: ماذا تريد؟ هل بالفعل أنت تريد هذا الطريق من داخلك أنت (وليس من داخل غيرك)؟- لأن إرادتك هنا سوف تحدد مصيرك وطريقك، لأنك تبعا لما تريد سوف تفكر وتتكلم وتتصرف وتتخذ القرارات في شتى أمور حياتك... وكلما إتفقت إرادتك مع ما يرضي الله سبحانه وتعالى كلما كنت أكثر إستقامة وكنت أقوي وأشد سيرا على صراط الله المستقيم... والعكس صحيح.. فهناك بيننا درجات وكذلك دركات.

وفي هذا يقول رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا إمعة، تقولون إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا. رواه الترمذي

فأنت تختلف عن غيرك- ومتطلباتك تختلف عن غيرك- وردود فعلك وقبولك للأشياء أيضا تختلف عن غيرك لأنك تعالج المعلومات التي في عقلك بشكل مختلف عن غيرك... والإتلاف هنا يقصد به درجات التنوع داخل المقبول وكذلك درجات الإختلاف مع غير المقبول

.وإن كنا جميعا نتفق في أمور أساسية نجتمع عليها لكي نتعاون نحو الأفضل، لكننا لا يجب أبدا أن نجتمع على أمور سلبية ولا على أمور قد تضعف من قدراتنا وأوقاتنا وجهودنا.

(مثلا، دوما يكون بيننا درجات في تفاصيل الأمور- مثل كميات الطعام قد تتشابه بين البعض لكنها لا تتطابق، وقد تصل لدى البعض إلى حد مبالغ غير مقبول لكن المقبول فيها متنوع- لذلك لكل إنسان طبيعته التي عليها أن يعرفها لكي يتصالح معها ويستخدمها بشكل أفضل لأنها نعمة من المولى عز وجل)

.

وهذا يتطلب أن تخطط لحياتك- والذي يبدأ بالتخطيط ليومك.

ولو نقطة واحدة في كل واحدة مما يلي:

- ماذا تريد أن تفعل هذا اليوم؟

- كيف تريد أن تشغله بأمور مفيدة؟

تلك الأمور سيكون بالطبع للتكنولوجيا جانب فيها، لكن في حدود أنت تحددها وتحكمها

- هل تحدد ما هي الصفحات التي تراها يوميا على مواقع التواصل الإجتماعي؟

- هل تحسن إختيار تلك الصفحات بحيث تكون مفيدة موثوقة غير مضيعة لوقتك وعمرك؟

تحديد الصفحات والإهتمامات شيء مهم جدا لأنه يؤثر على تفكيرك وتوجهاتك، وبالتالي على كلامك وتصرفاتك>>> فكلما إخترت صفحات مفيدة نافعة علمية ومحتوى قيم، كلما أثريت فكرك وكلامك وتصرفاتك وبالتالي زادت منفعتك لنفسك وللآخرين حولك في إطار ما يرضي الله سبحانه وتعالى وعلى صراطه المستقيم

- حدد، ما الذي تشاركه مع غيرك، وما الذي لا تشاركه معه؟

حفظا لخصوصيتك- فلكل جانب في حياة الإنسان صورة معينة للمشاركة مع الآخرين (الإفشاء) تتدرج في درجات متنوعة بين المفتوح والمغلق

- إذا تعرضت لمشكلة تتعلق بإستخدام التكنولوجيا، فما هو الطريق من أجل حلها؟

- حدد، ما هي تلك المشكلات التي تقابلها في ذلك؟

عليك أن تفكر وتتخذ الطريق الصحيح في الحل- فهناك الكلمة، وهناك الفعل، وهناك المستوى الشخصي والمستوى الثنائي والمستوى الجماعي، وهناك المستوى الهاديء والمستوى الحاد....

- ما هي وسائلك لحفظ أمن معلوماتك ومعلومات مجتمعك الصغير والكبير؟

- ما هي الحواجز التي ترى وضعها لحماية معلوماتك أو نفسك عندما تستخدم التكنولوجيا؟ لأن حياة الفرد الواحد ومتطلباتها تختلف عن حياة غيره

هل هي أمور تتعلق بمدى وعيك وفهمك (حماية معنوية تشمل فهم/ وعي/ طريقة تعامل محددة/ تنظيم الإستخدام/ عدم إستجابة لتصرفات أو محتوى مشوش/ مع من تتعامل؟/ كيف تتغلب على نقطة ضعفك؟)، أم هي أمور تتعلق بأدوات مادية تستخدمها في أمنك (برامج/ منع إختراق/ أجهزة معينة لا تسمح بمجالات غير مفيدة مثل أجهزة قراءة الكتب/ مكونات الجهاز الذكي (هاتف أو حاسوب) الصلبة مثل الكاميرا والميكروفون)

.

اللهم إهدنا لما تحبه وترضاه في كل شيء

سبحان من خَلَقَ وقَدَّرَ وأعطى كل شيء... سبحان الله العظيم

.

#نحو_رضا_الله_نسعى

#التكنولوجيا

#أمن_المعلومات

 

 

daliaelsayed18

داليا السيد حسين علي حسنين | كاتب ومترجم ومصمم | عملت في مجال التحاليل الطبية، والبحث العلمي، والكيمياء والكيمياء الحيوية، والتدريب، والترجمة، والكتابة ... بفضل الله تعالى | حاصلة على بكالوريوس علوم- ودبلوم السياسات الإدارية لغير التجاريين. الحمد لله رب العالمين. أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمد رسول الله.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 256 مشاهدة

داليا السيد حسين علي حسنين

daliaelsayed18
بسم الله الرحمن الرحيم مرحبا بكم... أهلا وسهلا الموقع يقدم محتوى علمي علما نافعا إخلاصا لله رب العالمين أتمنى أعلى إستفادة لكم ويمكنكم أيضا الأإتراك بالنشرة البريدية هنا: https://gohodhod.com/@daliaelsayed في أمان الله. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

27,291