<!--<!--
الصراع الدائرة رحاه منذ مطلع القرنين الماضيين بين أطراف شتى بدا في مراحله الأولى في صورة غزو التتار والمغول، لاقتطاع مساحات من العالم وإضافتها لجغرافيا للدول المستعمرة، غير انه اخذ تدريجيا ينحو في اتجاه آخر، النفط، المال، قهر المستضعفين والسطوة كلها مبادئ يقوم عليها الاستعمار الجديد، وحتى هذا في واقع الأمر لم يعد جديدا لان الغزوات التي تدار اليوم والتي أخذت سمة "الكونية" أو "العالمية" بالإضافة إلى أخذها بكل موروث الاستعمار زادت عليه، وانتهى الأمر إلى صراع "الماء" الدور تبحث في هذه الأثناء بالموازاة مع آبار النفط على منابع للماء.
وهو ما جعل عالمنا الذي بلغ مرحلة الشيخوخة يصاب بالجفاف، وقد جفت مختلف الروافد العظيمة، وحجبت السماء قطرات المطر عن مناطق كثيرة، فيما غمرت السيول نقاط أخرى حيث أصبح من المستحيل مواصلة العيش فيها ففر أهلها في محاولة لإيجاد مناطق آمنة وبمنسوب مياه معقول، غير أن هذا الحراك هو في ذاته يحمل مشكلة غاية في الأهمية، أزمة مياه ستواجه الكون، ولن يعود معه للنفط من قيمة تذكر، الحرب الدائرة في الشرق الأوسط بحسب ما يطالعنا عليه الخبراء ليس مردها الأساسي هو الاحتلال الإسرائيلي-الفلسطيني، لكنه في وجهه الخفي نوعا ما يدور حول مصادر المياه الكبرى بين إيران وسوريا والعراق وفلسطين وإسرائيل ودول الخليج وغيرها.
هذا الصراع الذي هو اخذ في التنامي حول من تقع خارطة بلاده فوق قناة للماء، وسعي الطرف الأخرى إما بصفة ودية ظاهريا أو بطريق القوة للحصول على امتيازات ومد القنوات باتجاه بلاده للاستفادة من ثروة "الماء"، هذا ما سيحول وجهة المتصارعين في عالم الغد، وهذا أيضا ما سيجعل خارطة العالم تتقلص وتنحصر وتتمركز في ذات النقطة التي انبثق عنها العالم والإنسان، لم نأت بشيء جديد لان الكتب السماوية وحى دراسات الخبراء وتنبؤاتهم تشير إلى انحسار دائرة العلم في منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر من أكثر المناطق غنى بالمياه، وهذا يعني أن بقية العالم الذي سيصيبه الجفاف سيؤول للضمور تدريجيا.
وتصور ما سيجري خلال عقود قادمة يجعلنا نقف مشدوهين لمالنا معه، ولحالة الجفاف التي ستحل بنا مع كل ذلك، ولكن السؤال الذي يشغلني يقول "هل يمكن تلافي أزمة الجفاف القادمة؟، هل ثمة آليات يمكن الاعتماد عليها لتحقيق ذلك؟، لان ما سيحصل –لا قدر الله- سيحمل معه من الماسي والآلام الكثير لهذا العالم الذي ضيع الكثير من هذه المادة الحية على مدار القرون الماضية وحتى اللحظة ورغم صفارات الإنذار التي طلقتها جهات مختصة والشعارات التي ترفعها للاقتصاد في استهلاك الماء لكنها لم تجد، لان الأشخاص الذين يفتحون حنفياتهم في كل صباح وترد المياه إليها لا يهمهم في الغد ما إن كانوا سيستيقظون على وقع أزمة حادة "جفاف الحنفيات وجفاف المنابع ومنه جفاف لشرايين العالم بكامله"، ارج وان نبدأ بخطوة للحد من تسرب المياه عبر طرقات العالم المتعرجة والتي لا تفضي غالبا إلى البحر أو النهر فتضيع المياه بين صخور العالم القاسية
بقلم
وسيلة مكى