إعلم أخي الحبيب أن حب رسول الله صلى الله عليه يسكن في قلوبنا فإن تطاول عليه السفهاء الجهلاء ما يزيدنا هذا التطاول إلا حبا ويقينا وتمسكا بكتاب الله وسنته فالله وعدنا بحفظ كتابه وحفظ نبيه فقال تعالي " إنا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون" وقال في حق نبيه "إنا كفيناك المستهزئين" وقال لنبيه "واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا" فإن كانت عين الله ترعاه فمن يستطيع أن ينال من رسول الله صلى الله عليه وسلم. بأبي وأمي أنت يا خير الورى *** وصلاة ربي والسلام معطرايا خاتم الرسل الكرام محمد *** بالوحي والقرآن كنت مطهرالك يا رسول الله صدق محبة *** وبفيضها شهد اللسان وعبرالك يا رسول الله صدق محبة *** فاقت محبة من على وجه الثرىلك يا رسول الله صدق محبة *** لا تنتهي أبدا ولن تتغيراإن محبة محمد- صلى الله عليه وسلم- فرض لازم على كل مسلم حباً صادقاً مخلصاً؛ لأن الله -تبارك وتعالى- قال:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} فكفى بهذا حضاً وتنبيهاً ودلالة على إلزام محبته ووجوب فرضها وعظم خطرها واستحقاقه لها صلى الله عليه وسلم بأبي أنت وأمي يا رسول الله. فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"فالرسول صلى الله عليه وسلم يستحق المحبة العظيمة بعد محبة الله عزوجل كيف لا وهو من أرانا الله به طريق الخير من طريق الشر كيف لا وهو من عرفنا بالله عزوجل كيف لا وهو من بسببه اهتدينا إلى الإسلام أفيكون أحد أعظم محبة بعد الله منه. جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه- إلى النبي صلى الله عليه وسلم- فقال: "لأنت أحبَّ إلي من كل شيء إلا من نفسي التي بين جنبي" فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه" . فقال عمر: " والذي أنزل عليك الكتاب لأنت أحب إلي من نفس التي بين جنبي". فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم-: "الآن يا عمر" فحب النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن يكون أعظم حب بعد حب الله تبارك وتعالى أعظم من حب الولد والوالد وأعظم من حب الوالدة والإخوة ومن حب المال والدنيا وأعظم من حب الزوجة بل أعظم من حب النفس فإذا لم يكن هذا هو واقع محبة النبي في قلب المسلم فإنه لا يذوق حلاوة سنته قال سهل: "من لم ير ولاية الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأحوال ويرى نفسه في ملكه صلى الله عليه وسلم- لا يذوق حلاوة سنته، لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال:" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه". إن محبة محمد صلى الله عليه وسلم طريق إلى الجنة وبوابة إلى حب الله عزوجل وعبور إلى منازل الجنان ودليل كبير على إيمان المرء وإخلاصه لله وذلك بتطبيق محبة الرسول صلى الله عليه وسلم في امتثال أوامره واجتناب نواهيه فاتباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم أكبر دليل وأعظم برهان على صدق محبته والإخلاص في حبه ومن كانت محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم متربعة في نفسه على بقية الناس فإنه يحضى بثواب من الله عظيم جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال متى الساعة يا رسول الله قال: ما أعدتت لها قال: " ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة، ولكني أحب الله ورسوله قال: أنت مع من أحببتإذا نحن أولجنا وأنت أمامنا *** كفى بالمطايا طيب ذكرك حاديافجزاء محبته صلى الله عليه وسلم هي أن مُحِبه سيكون معه صلى الله عليه وسلم في الجنة، وسيكون قريباً منه في المنزلة والدرجة روي أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله لأنت أحب إلي من نفسي ومالي وإني لأذكرك فما أصبر حتى أجي فأنظر إليك وإني ذكرت موتي وموتك فعرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وإن دخلتها لا أراك. فأنزل الله تعالى قوله:"وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا"فدعا به فقرأها عليه يا لها من منزلة رفيعة ودرجة عالية ومكانة عظيمة إنها ثمرة محبة النبي الكريم ثمرة محبة الحبيب وطبيب القلوب من تسعد القلوب وترتاح إذا امتلأت بحبه وتسموا النفوس إذا أنست بحبه وترتاح الأجساد إذا تعبت في اتباع سنته، يقول - صلى الله عليه وسلم- : "من أحبني كان معي في الجنة" إن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ضربوا أروع الأمثلة وصدروا أبرز المشاهد وبرهنوا أعظم دليل على صدق محبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقدموا من أجله الغالي والنفيس فلم يهن عليهم شيء مقابل حب رسول الله فالمال يهون والولد والزوجة تهون بل والنفس تهون مقابل حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عجب ولا غرابة فمحبته خالطة بشاشة قلوبهم فسرت في عروقهم وجرت في شرايينهم وتشبعت بها أرواحهم وسيطرت على أفكارهم فمحمد صلى الله عليه وسلم هو أغلى شيء في حياتهم وليس أدل على ما قلته إلا قول أبي سفيان عندما قال لقومه "ما رأيت في الناس أحدًا يحب أحدًا كحب أصحاب محمدٍ محمدًا" فهذا عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول ما كان أحدٌ أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه إحدى الصحابيات من الأنصار تبرهن أحسن برهان في أصعب موقف وأشده على صدق حبها لرسول الله- صلى الله عليه وسلم فقد قتل أبوها وأخوها وزوجها يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم- ، فقالت: ما فعل رسول الله قالوا: خيراً هو بحمد الله كما تحبين. قالت: أرينه حتى أنظر إليه. فلما رأته قالت: "كل مصيبة بعدك جلل" كل مصيبة تهون وتصغر إلا مصيبتك يا رسول الله، يا الله ما أعظمها من نفوس وما أعظمه من حب صادق خالط بشاشة القلوب.أما ابن عمه وزوج بنته فقد سئل رضي الله عنه كيف كان حُبكم لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- ؟ قال: كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ. رضي الله عن صحابة رسول الله أجمعين فقد تغلغلت محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلوبهم.١١
نشرت فى 10 يونيو 2021
بواسطة cadrian
عدد زيارات الموقع
1,216