مصرنا الحبيبة

الماضي والحاضر والمستقبل

الحب ليس لعبا وهدايا
سالي حسن‏:‏


لا يختلف أحد علي حب الأهل لأولادهم ولكن لا يجوز أن يترجم هذا الحب إلي شراء المزيد من الألعاب والملابس

وغيرها دون أن تكون هناك حاجة إليها تلبية لرغبات الأطفال حيث تشير بعض الأبحاث إلي أن60% من الناس تشتري أشياء لا تحتاجها أثناء تسوقهم في الأسواق والمراكز التجارية, ويؤدي هذا الانفاق غير المبرر في معظم العائلات إلي أعباء مالية ومشاكل زوجية, كما أنه يؤدي إلي مزيد من التكدس في المنزل فيجعله غير مرتب وغير نظيف باستمرار وكل هذا يؤثر بالتأكيد علي الأبناء وصحتهم النفسية

وتتوالي هذه العملية لنجد الغرف مكدسة باللعب والملابس والأحذية والكتب والملاءات وغيرها, ويعتاد الطفل علي هذا النمط, والدليل علي ذلك أن أي طفل غالبا ما يلعب باللعبة الجديدة يومين إلي ثلاثة علي الأكثر ثم يزهد فيها ويبحث عن غيرها


كيف يؤثر هذا السلوك علي الطفل في الحاضر وفي المستقبل؟

يري د.فيصل يونس أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة أن هذا النوع من التربية خطأ يقع فيه الآباء والأمهات لأن الطفل لابد أن يتعامل مع الإحباط كجزء أساسي من عملية النضج والنمو, فعدم حصوله علي بعض الحاجات مفيد حيث يتعلم كيف يتعامل ويتكيف مع شعوره بالإحباط لأنه سيواجه هذا الشعور في مواقف كثيرة طوال حياته لأنه لن يحصل علي كل ما يريد دائما, كما أن الشعور بالحرمان أحيانا يساعده علي التعاطف مع الآخرين الأكثر منه احتياجا ويجرب الشعور بعدم الاشباع لبعض الوقت والذي لا يمكن أن يشعر به إذا كانت كل طلباته مجابة ولا شك أن جزء من التماسك الاجتماعي يبني علي إحساسنا بالآخرين ومحاولة مساعدتهم علي النهضة والعيش الكريم
ويوضح د.فيصل أن الآباء والأمهات قد يلجاؤن لهذا السلوك نتيجة تعرض أحدهم لكثير من الإحباط في الصغر وبالتالي لا يريد أن يواجه أبناؤه هذا الشعور, وقد يلجأ أحد الأبوين أيضا لهذا السلوك نتيجة صراعات علي اجتذاب الأبناء واكتساب محبتهم وتعاطفهم, وأحيانا لتعويض الأبناء عن غياب الأهل أو لإنشغالهم عنهم أو لشعورهم بالذنب أو لحرمان الطفل من أحد أبويهما ولكن في الحقيقة الأشياء المادية لا تعوض وجود الأهل مع أبنائهم وعن حبهم وحنانهم, كما يضيف أن بعض الآباء لديهم احساس خاص تجاه بناتهن تحديدا بألا ينقصهن شيئا خوفا عليهن من الانحراف
ويؤكد أن الأطفال ينتقل إليهم هذا السلوك بالتبعية في المستقبل لذلك لابد أن يتحكم الأبوان في تصرفاتهما ومشاعرهما من خلال إشباع بعض الحاجات لأطفالهما وعدم إشباع حاجات أخري لديهم كجزء من عملية النمو السليم حتي لو توفرت للأسرة الامكانيات المادية وظروف الحياة الرغدة

 

 

المصدر: جريدة الأهرام
belovedegypt

مصرنا الحبيبة @AmanySh_M

  • Currently 12/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
8 تصويتات / 548 مشاهدة

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

599,599

عن الموقع

الموقع ملتقى ثقافي يهتم بالثقافة والمعرفة في كافة مجالات التنمية المجتمعية ويهتم بأن تظل مصرنا الحبيبة بلدآ يحتذى به في القوة والصمود وأن تشرق عليها دائمآ شمس الثقافة والمعرفة والتقدم والرقي

وليعلو صوتها قوياّ ليسمعه القاصي والداني قائلة

إنما أنا مصر باقية

مصرالحضارة والعراقة

مصرالكنانة  

 مصر كنانة الله في أرضه