مصرنا الحبيبة

الماضي والحاضر والمستقبل

سرعة البديهة

إعداد: د. صالح هويدي

-------------------------

 

يحفظ لنا التراث العربي كثيراً من المواقف التي تكشف عن رجاحة عقل الرجال وسرعة البديهة لديهم، تلك البديهة التي كثيراً ما عادت على أصحابها بالإيجاب، وربما خلصتهم من موت محقق، بسبب قوة الحجة وعدم توقعها وهي مواقف تكشف من جهة أخرى عن تقدير العربي للذكاء الذي يدفعها إلى العفو عمن حكم عليه بالموت بدافع الإعجاب والدهشة، كما في النصوص الآتية

قام أعرابي فأنشد شعراً في مدح داود بن المهلب، فقال له داود: قد كافأناك فإن شئت على قدرنا وإن شئت على قدرك؟ فقال الأعرابي: بل على قدري يا أمير المؤمنين، فأمر له بالمال، فاستهجن موقفه أحد الحاضرين وقال له: يا أعرابي أتحتكم على قدر نفسك ولا تحتكم على قدر الأمير وفيه كسب لك؟ فقال الأعرابي: نعم أحتكم على قدري لأنه ليس في مال الأمير ما يفي بقدره

روي أن هارون الأعور كان يهودياً، فأسلم وحسن إسلامه، وحفظ النحو مثلما حفظ القرآن وضبطه، فناظره رجل في مسألة يوماً، فغلبه هارون، فحار المغلوب ولم يدر ما يصنع، فقال له: أنت كنت يهودياً فأسلمت، فقال له هارون: أفبئس ما صنعت؟.. فغلبه أيضاً

 

فروق لغوية

الفرق بين التبذير والإسراف: أن التبذير هو إنفاق للمال في غير موضعه، وهو ضرب من الإتلاف. أما الإسراف فهو إنفاق للمال مع تجاوز الحد على ما ينبغي

 

في الأخلاق

يمثل الشاعر صوت المجتمع ونبضه الصادق، إذ يسجل حركاته وسكناته وسلوك أفراده. لذا تختلف مواقف الشعراء واللوحات التي يرسمونها لحركة المجتمعات وسلوك أفرادها، كما في البيتين التاليين

 

ما الناسُ إلا مع الدنيا وصاحبِها فكلما انقلبتْ يوماً به انقلبوا

يعظّموهُ أخا الدنيا فإنْ وثبتْ يوماً عليهِ بما لا يشتهي وثبوا

 

يعيب الشاعر هنا تقلب الناس في مواقفهم من الآخرين، تبعاً لأحوال كل منهم ووجاهته، فإن كانت الدنيا ضاحكة لهم، وكانت أمورهم ميسرة وكلمتهم نافذة وصيتهم ذائعاً عظّموهم وساروا في ركابهم، حتى إذا ما قلبت لهم الدنيا ظهر المِجَنّ وكشفت لهم عن وجه آخر، وزالت مكانتهم انقلبوا عليهم ونسوهم. وهو شعر لا شك يهدف إلى وعظ الناس ودعوتهم إلى نبذ الازدواجية والوقوف من الناس - حاكمين ومحكومين- موقفاً صادقاً واحداً، بعيداً عن ازدواجية المواقف

 

فوائد لغوية

يخطئ بعضنا حين يقول: علق الرجل يافِطة فوق داره، وهي من الكلمات المحدثة التي دخلت لغتنا، إذ الصواب أن يقال: علق الرجل لافِتة فوق داره

يخطئ كثير منا حين يستعمل حرف الجر (على) قائلاً: جلس الطالب على يمين زميله، والصواب أن يقال: جلس الطالب (عن) يمين زميله

من الألفاظ التي يستوي فيها التذكير والتأنيث، لفظتا (العرب) و(الطريق، فنقول: فاقت العرب أمماً كثيرة في الكرم. مثلما نقول: فاق العرب سواهم في استجارة المظلوم

ونقول: سرت في الطريق الزراعي الجميل، أو: سرت في الطريق الزراعية الجميلة

 

 

المصدر: د. صالح هويدي
belovedegypt

مصرنا الحبيبة @AmanySh_M

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 470 مشاهدة

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

635,764

عن الموقع

الموقع ملتقى ثقافي يهتم بالثقافة والمعرفة في كافة مجالات التنمية المجتمعية ويهتم بأن تظل مصرنا الحبيبة بلدآ يحتذى به في القوة والصمود وأن تشرق عليها دائمآ شمس الثقافة والمعرفة والتقدم والرقي

وليعلو صوتها قوياّ ليسمعه القاصي والداني قائلة

إنما أنا مصر باقية

مصرالحضارة والعراقة

مصرالكنانة  

 مصر كنانة الله في أرضه