ربما تكون هناك نظرية جديدة في عالم الآثار نكتشفها إذا تأكدنا من وجود أبو الهول جديد.. أبو الهول أشهر تمثال علي وجه الأرض ليس وحده, ثمة أبو الهول ثان, أو فلنقل أم الهول, إن هناك من يؤكد وجود أبو الهول آخر.. صورة طبق الأصل.. لكن أين هو أبو الهول الثاني الأنثي؟ أين أم الهول؟!
بسام رضوان الشماع باحث أثري شاب(34 سنة) يؤكد وجوده في موقع قريب بالتوازي مع أبو الهول ولم يتبق منه إلا الجسد الأسدي, وظهره, أما الرأس والذراعين والرجلين فقد اندثرت! وبسام كما يوضح لم يطلق نظريته من خياله, أو بنات أفكاره, لأنه يدرك أن أي معلومة أثرية أو تاريخية, لابد أن يؤيدها نقش علي حجر أو نص علي ورقة بردي! وهو يقول إن لديه النص التاريخي المنقوش علي لوحة الإحصاء الموجودة بالمتحف المصري التي تؤكد وجود أبو الهول ثان, وهذه هي الحقائق التي ذكرتها اللوحة:
ـ الصاعقة هبطت علي أبو الهول الأنثي بمشيئة سمائية ربانية, لذلك لم يحاول المصري القديم ترميمه امتثالا لهذه المشيئة.
ـ ضرب أبو الهول الحالي ولم يتأثر لأنه كان مغطي بالرمال حتي رقبته وضربت شجرة جميز.
ـ مكان أبو الهول الثاني معروف ما بين أبو الهول وشجرة الجميز, وراء معبد الوادي علي بعد9 أمتار وقد حددته الأقمار الصناعية ببقعة صفراء تؤكد وجود جسد حجري طبيعي منحوت بأيد بشرية.
ـ وقبل الولوج في تفاصيل النظرية التي سوف تثير حتما زعابيب أمشير في وجه صاحبها أبادره بسؤال:
بسام رضوان
* بداية من أنت حتي تقلب موازين أشهر آثار المعمورة؟!
{ أنا باحث في الآثار أعمل مرشدا سياحيا, خريج كلية فيكتوريا وخريج سياحة وآثار, مؤلفاتي في الآثار الفرعونية12 كتابا.
* وهل سمعوا في الخارج عن نظريتك المثيرة؟
{ نعم.. فلم تمض ثلاثة أسابيع علي إطلاقها عبر الإنترنت حتي سارعت عشر إذاعات أمريكية ببثها, ورشحتها جريدة التايمز الأمريكية الدولية للفوز بجائزة أحسن موضوع ومعلومة علي شبكة الإنترنت لعام1998 وزار موقعها83 ألف شخص من مختلف دول العالم في غضون فترة وجيزة, هذا هو رد الفعل. جاءت فكرة وجود بقايا تمثال آخر لأبو الهول في منطقة الجيزة انطلاقا من فكر المصري القديم الذي كان يؤمن بالقناطر, والسيمترية المتوازية, بمعني أن ما يحدث في اليمين لابد أن يحدث في اليسار, والعكس صحيح.
ويوجد نص قديم في نصوص الأهرام, وهو من أقدم النصوص الجيرية, تم حفره علي جدران هرم أوناس بجانب هرم سقارة المدرج للملك زوسر, وفي عقيدة الفراعنة اتوم خالق الخلق يقول: أنا الأسد والأسدين, ونقش المصري القديم الأسطورة الفرعونية التي تقول: أنا الرب اتوم عندما أنتهي من خلق الكون, خلق بعده مباشرة ابن وابنة وهما علي هيئة أسد وأنثي أسد, ومن هنا ندرك أن ثمة خللا في منطقة الأهرامات بالجيزة لوجود تمثال واحد فقط لأبو الهول خاصة أننا نجد أمامه معبدا يسمي باسمه وهو معبد أبو الهول, ونري بجانبه معبدا آخر مواز له يسمي معبد الوادي, ولما كان كل معبد يكرس لعبادة رب من الأرباب, نتساءل: لماذا بني المصري القديم معبد الوادي؟ ولمن كرسه؟! المعبدان لعبادة تمثالين لأبو الهول ينظران ناحية الشرق لتحية الشمس حينما تشرق, ثم تغرب في جهة الأهرامات غربا.
إن أبو الهول الموجود حاليا بني علي قاعدة عمقها15 قدما تحت مستوي سطح الأرض, وبالتالي فمن المفترض أن يكون أبو الهول الثاني أو بقاياه موجود بنفس العمق.
* وهل يوجد المزيد من الأدلة الأثرية والتاريخية؟!
{ حتي نثبت أي نظرية لابد أن يتوافر لدينا:(1) نصوص هيروغليفية(2) مناظر أثرية(3) إثبات مادي.
أولا: وجدت بين ذراعي أبو الهول الموجود حاليا لوحة جرانيتية تم تنظيفها في عام1923 وقد نقشها الملك تحتمس الرابع وتسمي لوحة الحلم, وفي أعلاها منظر لاثنين من تماثيل أبو الهول. كما وجدت أيضا في لوحة الإحصاء المحفوظة في متحفنا المصري والمصنوعة من الحجر الجيري( عثر عليها في نفس منطقة الأهرامات) نص في غاية الأهمية ترجمه علامة الآثار المشهور الدكتور سليم حسن, والنص يقول: إن خوفو كان قد ذهب إلي منطقة راشتو وهي منطقة الجيزة الحالية, لكي يرمم تمثال أبو الهول, لكنه لم يذكر أبو الهول الثاني في المنطقة اليمني, وإذا طابقنا هذا المنظر الموجود علي لوحة الإحصاء بالمنظر المأخوذ لمنطقة أبو الهول فسوف نجد أنه يتحدث عن أبو الهول الذي أمام معبد الوادي, لأن أبو الهول الحالي يقع في الجهة اليمني لا اليسري, ولكن يثور سؤال: لماذا لم يرمم أبو الهول وهو تمثال منحوت حديثآ؟
والجواب هو: أن عملية الترميم تتم إذا كان شيء غير طبيعي قد ألم بالتمثال, ويفهم من ذلك منطقيا أن تمثال أبو الهول الآخر قد تعرض لحادث بتر رأسه وذراعيه الأماميتين, وبقية النص يقول: إن خوفو ذهب لكي يعيد طلاء( حور إم اخت), وهو اسم أبو الهول, ويرمم ما دمر فيه من قلنصوة النمس وفوقه تاج معدني وهو غطاء الرأس الذي كان يرتديه الفراعنة, وكان من المعدن الجاذب للبرق!
وإذا رجعنا إلي لوحة الحلم ونظرنا إلي أبو الهول الموجود علي اليمين, والآخر الموجود علي اليسار, وطابقنا المنظر ببعض الرسومات القديمة, نجد أن هناك كلمتين هيروغليفيتين دونهما عالم الآثار وهما بمعني دمر أو ذهب بلا رجعة, وقد ترك تحتمس الرابع نصا يؤكد أن أبو الهول الشمالي الموجود في اليسار أصابته الصاعقة ودمر, وهناك منظر فرعوني آخر لأبو الهول وهو يرتدي التاج المصنوع من المعدن, والمعروف أن المعدن جاذب للصاعقة, وبالتالي فقد دمرت الرأس وسقط هو والتاج المعدني الثقيل علي الذراعين فدمرهما!
ويقفز سؤال: وماذا عن صور أقمار وكالة ناسا الفضائية؟!
إن الوكالة أرسلت قمرا صناعيا قام ضمن مهامه برصد وتصوير طبقات أرض منطقة الأهرامات بالرادار الحراري, وسجل بالصور الملونة ما سبق أن رصده القمر( آنديفر) عام1994, وظهر فيها منظر الأهرامات الثلاثة( خوفو ـ خفرع ـ منكورع) وإذا طابقنا خريطة هيئة الآثار المصرية بهذه الصور الخاصة بقمر ناسا, نجد أن التطابق يحدث في الأهرامات الثلاثة وفي أبو الهول, وأنه تظهر إلي جواره بقعة صفراء متوازية له وعلي عمق15 قدما تحت سطح الأرض( وفقا لصورة ناسا), ولا وجود لبقعة صفراء في مكان الرأس والأذرع والأرجل.
ويضيف بسام: لقد أرسلت خطابا إلي وكالة ناسا أستفسر فيه عن ماهية البقعة الصفراء, وجاء في الرد الذي أحتفظ به ونشرته في كتابي عن أبو الهول ويقول: إنه جسد حجري مطور منحوت بأيد بشرية!!
االدخول للمقال من هنا