موقع الدكتور ناصر علي محمد أحمد برقي

 

رواية مشّوقة تشبه شريط سينمائي، يصنعه ويديره القارئ بنفسه من خلال الكلمة، وعبر تشغيل تصوّره لكل ما يجري داخل سيناريو متكامل، يتحرك ويصبح جاهزاً للعرض ما أن يبدأ بقراءته.

من خلال هذه المجموعة التي تشكّل طاقم العمل في أحد البنوك، يكتشف القارئ صفات كل النماذج البشرية الممكنة، من "ريهام" الموظفة التي تتوق إلى الحب والتي "لم تكن كسولة ولا مهملة ولا مقصرة، ولكنها كانت فقط فاقدة للحماس لكل شيء ولأي شيء.."، إلى "مشيرة" الموظفة التي ستعكس بصفتها امرأة متزوجة وأم، مشاكل صعوبة التوفيق بين العمل والبيت والزوج، إلى د.هاني الإنسان المستغل والوصولي والذي يعرف كيف يتعامل مع المرأة، إلى الأرملة أماني التي تعيش علاقة حب مع رجل متزوج، إلى "عبد الرحمن" الرجل الشريف، وغيرها الكثير من الشخصيات اللازمة لحبك شبكة من العلاقات الإنسانية المتنوعة، من الخيّر إلى المحتال، إلى الساذج والحالم ، ستجتمع جميعها في حدث يوم خاص، يكشف عن ما هو مستور في شخصياتهم، ويضعهم في مواجهة قاسية مع أنفسهم، "يوم واحد.. غيّر من حياتهم جميعاً.. إلا من لم يجد بداخله القدرة على التغيير".

من خلال هذه الحبكة الروائية التي تنحصر بعلاقات هذه الشخصيات فيما بينها، وبكشف حقائق كل منها في هذا اليوم الخاص، تطرح الكاتبة مواضيع متعددة: العلاقات بين الزوجين داخل مؤسسة الزواج، وعلاقة الأهل بالأولاد، وتضحية الأم، ثم العلاقات خارج الزواج، للعازبين والمطلقين والأرامل، كما تتطرق إلى موضوع الغربة وحياة الاغتراب، وإلى مظاهر مجتمع تتنازع فيه سيادة التقاليد، مع الحاجة إلى التطور والتحديث.

ومن أجواء الرواية

خرج د. هاني من البنك مرتبكاً، صحيح أن جميع النساء اللاتي عرفهن يغدقن عليه بالهدايا، ولكنه لم يأخذ أموالا من أي منهن من قبل، لقد غازل تلك الفتاة لأنه يغازل كل الفتيات التي تقابله، فهو بعد أن طلبت زوجته الطلاق، لم يعد يسعده شيء أكثر من أن يتأكد من انه يستطيع الحصول على أي امرأة يريدها، هو لا يعلم لماذا مد يده ليمسك بيد ريهام هذا الصباح، ولكنه كان على يقين بأنها لن تصده، ربما لان نظرتها كانت ممتلئة بالرغبة، أو لشعوره أن الغزال الكبير يسهل صيده، فكان متأكدا أنه سيحصل منها على لقاء ساخن أو على الأقل على موعد غرامي، وحتى إن لم تستجب له، فكانت متعة اللحظة تكفيه، فهو صياد مخضرم يستهويه الصيد حتى لو لم يحصل على الفريسة من أول محاولة، ولكن الشيء الذي لم يتوقعه أبدا هو أن يحصل منها على أموال، أتكون بلهاء؟ أم أن الأموال أموال البنك توزعها على من يعجبها، إنه لم يقابل شيئا كهذا من قبل، فتاة تقدم مالاً لشخص لا تعرفه، إنها فعلا غريبة!

 

 

المصدر: للكاتبة أمل صديق عفيفي

التحميلات المرفقة

barki

مع خالص الود دكتور " ناصر علي محمد أحمد برقي "

  • Currently 105/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
35 تصويتات / 417 مشاهدة
نشرت فى 16 يونيو 2010 بواسطة barki

ابحث

تسجيل الدخول

الدكتور ناصر علي محمد أحمد برقي

barki
هذا الموقع ... موقع الدكتور ناصر علي محمد أحمد برقي »

عدد زيارات الموقع

93,473