تعد مواقع الزواج من ضمن قائمة المواقع الأكثر زواراً، المعروف والمعلن عنه أنها وجدت من أجل تقريب المسافات بين الراغبين في الزواج رجالاً ونساءً، وبعض المواقع تضع في صفحتها الأولى قصصاً تثبت أهداف الموقع ونجاحه في تحقيق هذه الأهداف من خلال عرض قصص الزواج التي تمت بفضل الموقع، إلا أن هناك مواقع وأقوال تحذر من هذه المواقع لانعدام المصداقية من الزائرين وللوقوف على الوضع تم توزيع عدة أسئلة على بعض المواقع الالكترونية لسؤال الجمهور من النوعين عن دور وجدوى هذه المواقع؟، ولماذا لا تتبناها جهات رسمية موثوقة لتحقق الهدف منها؟..
زوجة ثانية
في البداية يذكر أبو طلال وهو رجل متزوج ومشترك في أكثر من موقع للزواج أن اشتراكه بحثاً عن زوجة أخرى وهو حريص على أن تبقى المسألة سراً، وقال: أنا على يقين أن معظم الزائرات لمواقع الزواج على دراية كاملة بأن من يشترك في هذه المواقع ليس جاداً في فتح بيت وتحمل مسئولية؛ وانه يبحث عن التجديد والترفيه ولكن بالحلال، فمثلاً أنا أود بامرأة أخرى وحقيقة أن زوجتي امرأة جيدة متوفر فيها كل الصفات التي يتمناها أي رجل ولكني وبنصيحة زملائي الذين جربوا قبلي أبحث عن زوجة أتزوجها سراً تحت أي مسمى من مسميات الزيجات الموجودة لدينا. واضاف أن زملائي أكدوا لي وجود زائرات كثر؛ وطلبهن يشابه طلبي؛ فهن لا يردن زيجات دائمة بسبب أعمالهن وظروفهن ويرغبن في "زواج سري" وأنا هذا طلبي!..
طلبات مبطنة!
وشاطرة الرأي أبو نواف، مؤكداً على أن النسبة العظمى من زائرات المواقع تكون هذه طلباتهن، وقال: حسب تجربتي مع مجموعة من الزائرات تأكدت أن أغلبهن لا يردن زواجاً دائماً كونهن أمهات وعاملات؛ ولكن المشكلة أن المرأة لا تعلن عن رغبتها الصريحة منذ البداية، حيث تضع شروط وطلبات ومع الأخذ والعطاء معها تكتشف أموراً مختلفة عما هي طلبته، وحسب تبرير بعضهن أنهن يضعن هذه الشروط حتى لا يفقدن احترام الزائرين من الرجال، فهن لا يعلن رغبتهن في الزواج المسيار، وقليلات اللائي يطلبن زواجاً كاملاً وأتصور أن التي ترغب بزواج كامل لن تجده عن طريق هذه المواقع.
التعرف على الرجال!
بينما يقول رائد وهو شاب عازب أن هناك نساء يدخلن المواقع من اجل التعرف على مجموعة كبيرة من الرجال؛ زاعمات أنهن يردن أن يخترن الرجل المناسب لهن وتحادث هذا وذاك وفي نهاية المطاف لا يعجبها أحد لذا فأنا أتشكك من هؤلاء النساء ..
الكذب والمراوغة
وفيما يخص مسألة الكذب من الرجال في مثل هذه المواقع أكد أبو نايف أن النساء الزائرات لا يختلفن كثيراً في هذه المسألة، وقال: كثير من الزائرات لا يضعن أعمارهن الحقيقة، ولا يضعن نسبهن العائلي الصحيح، ويكذبن في كثير من المعلومات، فلماذا تغضب المرأة عندما لا يضع الرجل معلوماته الصحيحة؟، مؤكداً على أن مسألة الزواج تبقى لدينا بأسلوب واحد ومتعارف عليه أما عن طريق الأهل أو المعارف وهي الطريقة الآمنة والمطمئنة لكلا الأطراف؛ وخلاف هذه الوسائل في الغالب لا تنجح كون أساساً غير سليمة!.
البحث عن الترفيه
"نورة" مطلقة، تقول: بعد عدة محاولات في مواقع الزواج اكتشفت أن المرأة التي تزور هذه المواقع لا يحترمها الزوار الرجال مهما كانت صادقة ويعتقدون أنها تماثلهم في البحث عن التسلية والترفيه، لذا يجدها البعض فرصة لاستغلال حاجة المرأة للزواج والنساء مختلفات منهن من تقع فعلاً عند أول كلمة لطيفة وعذبة وهناك من تستطيع حماية نفسها من هذه الشباك؛ ولكني قررت أن لا أعاود الزيارة لأي موقع حتى يحترم الرجل المرأة ويعرف أن المجتمع الضيق الذي تعيش فيه المرأة هو السبب في لجؤها لمثل هذه المواقع!!.
الوعي والتقنية
وتذكر فاتن وهي مديرة مدرسة للمرحلة الثانوية "مطلقة وأم لفتاة" أنها لم تجد رجلاً واحداً صادقاً في مواقع الزواج التي انضمت إليها؛ رغم أن هذه المواقع فتحت من اجل إيجاد طريقة حديثة للتعارف بين الطرفين، وقالت: نحن نعتقد أن من يستخدم التقنيات لابد أن يكون على درجة معينة من الوعي، إلا أنني اكتشفت العكس.وتؤيدها سارة أخصائية علاج طبيعي؛ قائلة: دخلت أكثر من موقع زواج ووضعت مواصفاتي الحقيقة وطلباتي ووجدت عدداً كبيراً من طلبات الرجال وبمواصفات ممتازة، وعندما بدأت بمراسلتهم تفاجأت بالأقوال والكلام الذي يقولونه وكيف أن كل واحد لديه تصور معين عن هذه الفتاة التي طلبت زوجاً، ويعتقدون أن طلب الزواج مجرد قناع للحصول على أي رجل للتسلية.
مسألة معقدة!
الاخصائية النفسية منال الحربي، قالت: إن التعامل مع هذه المواقع مثلها مثل غيرها، فالتعامل مع المرأة يواجه إشكالية لدينا دائماً، وهناك الشك والريبة ومقاييس الأدب والاحترام نتيجة هذه التغيرات التي نعيشها أصبحت غير واضحة وغير محددة؛ حتى الرجال أنفسهم أصبح لديهم عدم اتزان وتحديد للمواقف، لذلك فهم يحتاجون وقتاً كي يعتادوا ويعتبروا أن هذه المواقع من الأمور التي قد تسهل في تعرف الرجال بالنساء لتحقيق هدف الزواج، وان من فيها ليس بالضرورة أن يكون سيئاً الأخلاق وخلافه.
ساحة النقاش