نواتج التعلم
أهميتها، مجالاتها، مستوياتها د/عاطف محمد أحمد
نواتج التعلم Outcome Learning
يسعى كل مجتمع لتطوير منظومته التعليمية؛ لما لها من انعكاس مباشر على مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ويعتمد المجتمع على المؤسسات التعليمية في إعداد أبنائه، ويحدد المعنيين بالعملية التعليمية “نواتج التعلم" التي ينبغي أن يكتسبها المتعلم وتتحقق فيه مواصفات الخريج الذي يمتلك القدرة على تلبية احتياجات ذاتهم ومجتمعه.
وتشير نواتج التعلم إلى النتائج التي تسعى المؤسسة التعليمية لتحقيقها في المتعلم من خلال برامجها المختلفة، وتكون قابلة للقياس وترتبط بالمحتوى العلمي واستراتيجيات التدريس وأساليب التقويم، وتصنف إلى المعرفة والفهم والمهارات الذهنية والمهنية والعامة.
كما تعرف نواتج التعلم بأنها كل ما هو متوقع من المتعلم معرفته وفهمه ويكون قادرًا على أدائه بعد الانتهاء من مقرر دراسي أو برنامج تعليمي.
وتعرف كذلك بأنها مجموعة من المعارف والمعلومات والقدرات التي يحققها المتعلم ويكون قادرًا على أدائها؛ نتيجة لاكتسابه مجموعة معينة من الخبرات التعليمية في نهاية مقرر دراسي أو مرحلة تعليمية، وتؤدي لتغير في التحصيل الدراسي أو المواقف والاتجاهات.
أهمية نواتج التعلم:
تتجلى أهمية نواتج التعلم في مشاركتها لجميع الأطراف المعنية أو المشاركة في منظومة التعليم كالمتعلم والمعلم والمؤسسة التعليمية والمجتمع، ويمكن ايجاز أهميتها لكل مما سبق فيما يلي:
<!--أهمية نواتج التعلم للمتعلم:
<!--تحقيق تعلم أفضل، حيث تكون كل الجهود موجهة لاكتساب المتعلم نواتج التعلم المستهدفة.
<!--التعلم الذاتي، حيث يتم توجيه المتعلم في ضوء أهداف واضحة ومحددة، ويمكنه تخير الأنشطة والمهام وفقًا لميوله واستعداداته لتحقيق هذه الأهداف.
<!--التعاون المثمر بين المعلم والمتعلم مما يزيد من فرص النجاح في تحقيق الأهداف.
<!--التقويم المستمر وتطوير الأداء في سبيل أنجاز المهام المطلوبة لتحقيق النواتج المستهدفة.
<!--زيادة معدل أداء المتعلم نحو تحقيق نواتج التعلم المحددة.
<!--أهمية نواتج التعلم للمعلم:
حيث تساعد المعلم على:
<!--تخطيط وتنظيم أعماله بما يضمن تحقيق نواتج التعلم لدى المتعلم.
<!--تقييم وتحسين وتطوير المقررات الدراسية.
<!--التخطيط للأنشطة واختيار استراتيجيات التعليم والتعلم وأساليب التقويم المناسبة.
<!--متابعة ورصد مدى التقدم في تحقيق نواتج التعلم.
<!--زيادة فرص التواصل والتعاون بين المعلم وزملائه حول مناقشة نواتج التعلم وسبل تحقيقها.
<!-- تدفع المعلم نحو التنمية المهنية المستدامة، بناء على التغذية الراجعة افي ضوء نتائج التقييم المستمر لنواتج التعلم.
<!--أهمية نواتج التعلم للمؤسسة التعليمية:
تتلخص أهمية تحديد نواتج التعلم للمؤسسة التعليمية في:
<!--توحيد جهود العاملين بالمؤسسة التعليمية نحو تحقيق نواتج التعلم المستهدفة.
<!--ضمان جودة الخدمة التعليمية التي تقدمها المؤسسة التعليمية.
<!--ضمان ثقة المجتمع في المؤسسة التعليمية من حيث فاعليتها في تحقيق دورها المنوط بها.
<!--حصول المؤسسة على ثقة القيادات التعليمية من حيث تحقيقها لنواتج التعلم المطلوبة.
<!--ضمان الجودة الشاملة للمؤسسة التعليمية التي تحقق نواتج التعلم المستهدفة.
<!--أهمية نواتج التعلم للمجتمع:
يضمن تحقيق نواتج التعلم المستهدفة للمجتمع ما يلي:
<!--التعليم الجيد الذي يلبي حاجة المجتمع بما يحقق النهوض به.
<!--الارتقاء بمستوى المهارات والمهن المجتمعية، بما ينعكس على زيادة فرص العمل وارتفاع مستوعى المعيشة.
<!--نماء الاتجاهات الإيجابية وقيم المواطنة والانتماء لدي المتعلم بما يحقق أمن واستقرار المجتمع.
مستويات صياغة نواتج التعلم:
<!--مستوى المؤسسة: وتركز على خصائص الخريج المثالي للمؤسسة التعليمية.
<!--مستوى المرحلة: تركز على نواتج التعلم المستهدفة بنهاية كل مرحلة تعليمية.
<!--مستوى البرنامج أو المقرر: وتتناول نواتج التعلم المستهدف أن يكتسبها المتعلم بنهاية البرنامج أو المقرر.
مجالات نواتج التعلم:
صنف التربويون نواتج التعلم في ثلاث مجالات رئيسية؛ يقابل كل منها إحدى جوانب شخصية المتعلم التي يتهتم المنظومة التعليمية ببنائها وتتمثل في:
<!--المجال المعرفي Cognitive Domain :
ويضم نواتج التعلم الخاصة بأشكال النشاط الفكري لدى المتعلم وخاصة العمليات العقلية، وصنفها "بلوم Bloom" في ست مستويات هرمية تتمثل في:
<!--مستوى التذكر: يتعلق بتمييز المعلومات واستدعائها وتذكرها، وتستخدم معه أفعال مثل (يذكر- يتعرف –يحدد – يعدد ...).
<!--مستوى الفهم: يتعلق بالقدرة على صياغة أو التعبير عن محتوي معين بلغة وشكل آخر، وتستخدم معه أفعال مثل (يميز – يستنتج –يتنبأ – يعطي أمثلة – يرتب...)
<!--مستوى التطبيق: يتعلق بحل مسائل ومشكلات أو التصرف في مواقف مستخدمًا ما تعلم، وتستخدم معه أفعال مثل (يستخدم – يطبق – يربط – يحل – يجرب – يخطط ....(
<!-- مستوى التحليل: يتعلق تحليل المتعلم للأحداث والمعلومات والأفكار وربطها والتوصل للعلاقات بينها وتستخدم معه أفعال مثل: (يحلل – يستنتج – يصنف – يستدل – يفرق- يوضح....).
<!--مستوى التركيب: ويشير لقدرة المتعلم على تجميع المعلومات أو الأفكار لتكوين بناء جديد، أي يتعامل مع الأجزاء والعناصر وربطها معًا بطريقة تجعل منها نمطًا جديدًا لم يكن من قبل، ويستخدم أفعالاً مثل: يصمم –يكتب موضوعًا – يصنف –يقترح – يلخص – يؤلف – يخطط – يربط).
<!--مستوى التقويم: يتعلق باتخاذ المتعلم قرار أو إصدار حكم على شيء ما، وتستخدم معه أفعال مثل (يقيم –ينقد –يصنف –يعلل –يحكم – يبرهن – يبدى رايه.....).
<!--المجال الوجداني Psychomotor Domain:
ويتناول نواتج التعلم الخاصة بالسلوك المرتبط بالمشاعر والعواطف والانفعالات والميول والقيم والاتجاهات وأوجه التقدير التي يحملها المتعلم، نتيجة مروره بخبرة تعليمية ولها خمسة مستويات كما صنفها كراثول Krathwohl وتتمثل في:
<!--مستوى الاستقبال Receiving: ويثل رغبة الفرد الذاتية للانتباه إلى الظواهر أو المثيرات (ينتبه ـ يسأل ـ يصغي ـ يتابع ـ يتعرف ـ يبدي ـ يختار ـ يجيب).
<!--الاستجابة: Responding استقبال الفرد قضية معينة يقوم بالمشاركة في النشاطات المتعلقة بفعالية ويبدي ردود الفعل (يجيب ـ يساير ـ يشعر ـ يقرر ـ يعاون ـ يناقش ـ يؤدي ـ يبدي ـ يسمع ـ يشترك طواعية ـ يشارك ـ يساعد ـ يناقش ـ يعاون ـ يتدرب ـ يعرض ـ يقرأ ـ يختار ـ يروي ـ يتشوق ـ يشاطر ـ يوافق ـ يتابع).
<!--التقدير: Valuing تطوير معايير محددة للحكم على قيمة الأشياء والظواهر والتفضيل بينها (يبادر ـ يبرز ـ يعمل ـ يقترح ـ يمارس ـ يتابع ـ يقدر ـ يشارك ـ يساهم ـ يدعو ـ ينضم إلى ـ يحتج ـ يحافظ ـ يكره ـ يتجنب ـ يعترف ـ يثمن ـ يدعم ـ يجادل).
<!--التنظيم القيمي: Organizing بداية تكوين منظومة قيمية عن طريق الجمع بين أكثر من قيمة ومحاولة حل التناقضات بينهما، ثم بناء نظام قيمي ثابت ودقيق، بحث يكون متصفاً بالاتساق الداخلي. (ينظم ـ يصوغ ـ يفاضل ـ يصحح ـ يجمع بين ـ يرتب أهمية ظاهرة معينة ـ يتمسك بـ ـ يغير ـ يعمم ـ يدعم ـ يتحمل ـ يلتزم ـ يتقبل ـ يوازن).
<!--التمييز : Characterizing قدرة المتعلم على إيجاد نظام معين يضبط السلوكيات ويهدف إلى الأنماط العامة لتكييف المتعلم شخصياً واجتماعيا وعاطفياً وتتكامل في هذا المستوى الاتجاهات والقيم والميول، أى بناء نظام قيمي (أسلوب حياة) ثابت ودقيق يتحكم في السلوك ويوجهه (يميز ـ يؤدي ـ يستخدم ـ يؤمن ـ يستحي ـ يقترح ـ يساهم ـ يظهر ـ يعدل ـ يغير ـ يحل ـ يضبط ـ يتحقق ـ يسأل ـ يؤثر ـ ينقح ـ يقاوم ـ يدير ـ يتجنب ـ يثابر).
<!--المجال المهاري Affective Domain:
وتعني المهارة: القدرة على أداء عمل معين بدقة وسرعة، وللمهارات أنواع:
<!--المهارات العملية أو النفسحركية: وتعنى القدرة على أداء الحركات بسرعة ودقة وتظهر مع استخدام الأجهزة والأدوات.
<!--المهارات العقلية: ويقصد بها الأنشطة والمهارات الذهنية المختلفة التي ومنها مهارات التفكير المختلفة، ويرى المربون أن المهارات العقلية تندرج تحت مظلة المجال المعرفي.
<!--المهارات العامة: وهى التي تختص بطبيعة تعامل المتعلم مع زملاءه وأساتذته كمهارات التعاون والتواصل والمهارات الاجتماعية وغيرها.
ويتطلب القيام بالمهارات العملية أن يكون لدى المتعلم معارف جيدة عن كيفية أدائها والرغبة والاقتناع في القيام بها، أي تتطلب تكامل الجانب المعرفي والوجداني مع الحركي.
وقد صنفت "إليزبث سمبسون "Elizabeth Simpson نواتج التعلم في الجانب المهاري لسبعة مستويات هرمية متدرجة تتمثل في:
<!--مستوي الادراك الحسي (الملاحظة): وتعني استخدام الحواس في تحديد نوع النشاط الحركي اللازم وهو الشعور باستقبال الظاهرة وملاحظتها والحديث عنها وأهم الأفعال التي تستخدم في هذا المستوى (يكشف ـ يعزل ـ يقيم ـ يختار).
<!--مستوي الميل أو التهيؤ: وتعني الاستعداد والتحيز لعمل معين ويتعلق بالاستعداد النفسي والعضلي لأداء نشاط أو سلوك بعينه والأفعال التي تستخدم في هذا المستوى: (يظهر ـ يبدي ـ يشرح ـ يتطوع ـ يخطو).
<!--مستوي الاستجابة الموجهة (الممارسة): وهى تقليد عمل تم مشاهدته ويبدأ هذا المستوى بتعلم المهارة بواسطة التقليد أو المحاولة و الخطأ في المواد النظرية أو رسم الخرائط وشفها أو عمل الرسوم البيانية في الجغرافيا وغيرها وهذا ما يطلق عليه بـ "الممارسة".
<!--مستوي الآلية أو الميكانيكية: أداء المهارة أو الأداء الحركي بطريقة نمطية آلية، وذلك عندما تؤدي هذه الأعمال والمهارات والحركات بثقة وجرأة حيث أصبحت المهارة أو الحركة معتادة ومألوفة ومن الأفعال التي تستخدم في هذا المستوى يتعود ـ يرسم ـ يبرهن ـ يقود).
<!--الإتقان والدقة والسرعة في الأداء أو الاستجابة المركبة: وهى أداء المهارات المتنوعة بأقصى سرعة وأكثر إتقاناً، وهذا يتمثل في رسم الخرائط والأشكال بكفاءة عالية من الإتقان والسرعة ومن الأفعال المستخدمة في ذلك: (يثبت ـ ينسق ـ ينظم ـ ينفذ).
<!--مستوي التكيف: تنوع المهارات باختلاف المواقف فتحتاج إلى تغييرها وتعديلها بما يتلاءم والمواقف الجديدة ومن الأفعال المستخدمة هنا: (يكيف ـ يبدل ـ يغير ـ يضبط ـ ينقح ـ يهذب ـ ينوع).
<!--مستوي الإبداع: يمثل الإبداع أعلى مستويات هذا المجال حيث يدعو إلى ابتكار حركات ومهارات لم تكن موجودة فعلاً بناءً على المواقف الجديدة ومن الأفعال التي يمكن استخدامها (يرسم ـ يصمم ـ ينتج بسرعة ـ يبني ـ يعمل بثقة ـ يتمكن من ـ يشيد ـ يجيد ـ يبرز).
أمثلة لصياغة نواتج التعلم:
بعد الانتهاء من دراسة المقرر / البرنامج/ ينبغي أن يكون الطالب قادرًا علي أن:
- يقرأ ويحلل الرسوم والخرائط والجداول الإحصائية ويوظفها جغرافيًا.
- يعرف المقصود بالتنمية ويحدد مبادئها ومتطلباتها ومجالاتها ويفسر العلاقة بين الجغرافيا والتنمية.
- يعرف البيئة ويوضح مراحل تفاعل الإنسان والبيئة ويفسر النظريات التي تناولت علاقته بالبيئة.
- يصنف موارد المياه على سطح الأرض ويشرح العوامل التي أدت إلى وجود أزمة مياه عذبة بالوطن العربي والمؤشرات الدالة على وجودها.
- يعرف مفهوم الزراعة وأنماطها والعوامل المؤثرة فيها.
- يحدد المنابع الرئيسية لنهر النيل ويوضح موقف مصر من بناء سد النهضة الأثيوبي ودورها في مشروعات إدارة المياه على نهر النيل.
- يستنتج خصائص الإنتاج المعدني والعوامل المؤثرة عملية التعدين.
- يناقش أهمية السياحة ومقوماتها وأنواعها وكيفية تنميتها.
- يقدر قيمة الجغرافيا ويبرز أهميتها في مجالات الحياة المختلفة.
تقويم نواتج التعلم
وتعنى اصدار حكم على مستوى اكتساب المتعلم لنواتج التعلم المقصودة، وتشخيص جوانب القوة لتدعيمها، وجوانب الضعف وعلاجها وهذا يتطلب:
<!--توافر نواتج محددة، ويكون المتعلم قادرًا على بلوغها.
<!--توافر أدوات تقويم مناسبة.
<!--المقارنة بين المستوى الراهن (الذي حققه المتعلم) والمستوى المطلوب، مع تفسير النتائج، لاتخاذ القرار المناسب.
<!--شمول تقويم أداء المتعلم لكل من التشخيص والعلاج والوقاية معًا.
<!--توافر مقاييس تقدير مستويات الأداء Rubrics
<!--توافر شواهد وأدلة مساندة للأداء.
أدوات تقويم نواتج التعلم:
هناك عدة أدوات لتقويم نواتج التعلم وتتمثل في:
<!--الاختبارات التحريرية. - الاختبارات الشفهية.
<!--الملاحظة. – الاستبانات.
<!--المقابلات. – البورتفوليو.
<!--المشروعات.
أنواع (أنماط) التقويم:
حسب الغرض من التقويم يمكن تصنيفه إلى:
<!--التقويم المبدئي: ويستخدم قبل بداية تدريس مقرر أو وحدة دراسية ويستهدف:
<!--بدء عملية التعلم في ضوء الخبرات السابقة.
<!--التعرف على مقدار ما يكتسبه المتعلم بعد دراسته لمقرر معين.
<!--تحديد فاعلية العملية التعليمية في ضوء مقارنة أداء قبل وبعد الدراسة.
<!--التقويم التكويني: ويصاحب تنفيذ عمليتي التعليم والتعلم ويستهدف:
<!--التعلم للإتقان.
<!--تقديم التغذية الراجعة المستمرة لتطوير الأداء.
<!--التقويم النهائي أو التجميعي: ويستخدم بعد دراسة الطالب لمقرر دراسي ويستهدف:
<!--قياس نواتج التعلم المكتسبة.
<!--التأكد من اكتساب نواتج التعلم المستهدفة.
<!--التأكد من فاعلية البرامج والأساليب المستخدمة.
<!--[if !supportLists]-->