تعتبر العين من أهم الأجزاء التي تتعرض أكثر من غيرها لتأثيرات درجات الحرارة المرتفعة، نتيجة وصول أشعة الشمس المرتفعة إليها بسهولة، ويمكننا تقسيم الأمراض الناتجة عن أشعة الشمس التي تصيب العيون إلى ثلاثة أنواع رئيسة هي الالتهابات الميكروبية والحساسية وجفاف العيون، وسنتعرف على كل نوع، ونحدد أشكاله والمضاعفات التي يخلفها وطرق الوقاية والعلاج.
الالتهابات الميكروبية:
تنتشر الالتهابات الميكروبية عن طريق العدوى، إما بالتلامس المباشر وإما باستعمال أدوات خاصة بالمريض، كالنظارات الطبية أو الشمسية أو أدوات التجميل الخاصة بالعيون لدى النساء، وقد تنتقل عن طريق الذباب أو الأماكن المزدحمة سيئة التهوية، وتؤدي هذه الالتهابات الميكروبية إلى حدوث الإصابة بالأمراض التالية:
الرمد الصديدي:
أو ما يطلق عليه التهاب الملتحمة البكتيري، وتظهر أعراضه على شكل احمرار بالعيون، ثم يزداد الاحمرار بعد ذلك مع تورم في الجفون وازدياد في الإفرازات المخاطية، خصوصاً في الصباح ويصاحب ذلك إحساس بوخز داخل العين خلال غمض العيون.
واذا لم يتم علاج الحالة على وجه السرعة فمن الممكن أن تكون هناك مضاعفات تصيب القرنية بالميكروب، وقد تؤدي إلى قرحة في القرنية بما يهدد الإبصار في العين المصابة وأحياناً يصاب الكيس الدمعي بالبكتيريا نفسها.
ويتم علاج مثل هذا النوع من الرمد الصديدي من خلال الوقاية أساساً وهي تتمثل في تجنب الوجود بالأماكن المزدحمة سيئة التهوية أو التي يكثر فيها الذباب، وعدم استعمال الأدوات الشخصية التي تعود لمريض مصاب.
وفور تشخيص الحالة يبدأ العلاج باستعمال مضادات حيوية على شكل قطرة ومرهم مع تنظيف العين من الأزازات بالماء أو بمحلول غسول البوريك، ونادراً ما يضطر المريض إلى استعمال مضادات حيوية على شكل أقراص أو كبسولات.
التهاب الملتحمة أو القرنية الوبائي:
ويحدث ذلك بسبب مجموعة من الفيروسات التي تنتشر كثيراً في المسابح وخصوصاً تلك التي لا يتم تنظيفها على الوجه الصحيح، وتظهر أعراض المرض على شكل احمرار شديد بالعيون مع حكة خفيفة بالجفون وإفرازات قليلة. وقد تؤدي إلى حدوث اضطرابات في الرؤية.
أما مضاعفات التهاب الملتحمة فإن أخطرها هو إصابة القرنية بالفيروس، مما يؤدي إلى حدوث قرحة بالقرنية أو ظلمة شديدة، أو تصاب العين ببكتيريا مضاعفة تؤدي إلى ظهور رمد صديدي، أو إصابة الكيس الدمعي بالميكروب نفسه مما يؤدي إلى زيادة احتمالية تكرار الإصابة من جديد.
والعلاج المستخدم في مثل هذه الحالات هو تشخيص الحالة باستخدام مضاد حيوي للالتهابات على شكل قطرة ومرهم، كما يتم استعمال قطرة مضادة للاحتقان لتخفيف آلام العين كما يفضل تجنب الضوء الشديد أو القراءة لفترات طويلة أو مشاهدة التلفزيون وخصوصاً عن قرب خلال فترة العلاج.
التراخوما:
وهي نوع من الميكروبات المزمنة والمتكررة التي يسهل إصابة العين بها طوال فترة الصيف، وتنتقل العدوى من مريض لآخر خلال فترة الطور النشط، وليس المزمن، بواسطة هذا الميكروب.
وتظهر أعراض هذا المرض على شكل احمرار خفيف بالعين وإفرازات مخاطية قليلة، مع الشعور بوخز داخل الجفون أثناء إغلاق العين مع حكة بالجفون.
أما مرض التراخوما فهو بحد ذاته مرض يسهل علاجه والسيطرة عليه، إلاّ أن المشكلة تكمن في أن أعراضه غير شديدة، ولذلك فإن احتمال عدم علاجه ربما يساهم في تكرار الإصابة، ويؤدي ذلك إلى ظهور مضاعفات أخرى عديدة مثل إصابة العين بالرمد الصديدي أو تليف الملتحمة، مما ينتج عنه جفاف مزمن بالملتحمة أو تشوهات بالجفون، وخصوصاً السطح الداخلي للجفن، حيث تترسب بعض المواد المتكلسة التي يجب إزالتها جراحياً لخطورتها على القرنية.
ويتم علاج ذلك من خلال البدء بعملية العلاج الدوائي بواسطة مضادات حيوية عن طريق الفم، مثل الأريتروميسين أو التتراسيكلين، واستعمال قطرات مضادات حيوية للالتهابات والبدء في علاج المضاعفات لحظة اكتشافها.
حساسية الملتحمة:
وهو النوع الآخر من أمراض العين التي قد يتعرض لها البعض خلال الصيف، ومنه البسيط الذي يحدث نتيجة الجفاف أو التعرض للأتربة أو الدخان وبعض الروائح، وهذه الحساسية لا تكون مزمنة.
أما النوع المهم من حساسية الملتحمة فهو الرمد الربيعي، حيث يكثر ظهوره في أواخر الربيع ومع بداية قدوم فصل الصيف، ويظهر على شكل حساسية تصيب الأطفال والشباب، وتكاد أن تكون أسبابه غير معروفة تماماً، وتتمثل أعراضه في الشعور بحكة شديدة في العيون وإفرازات مطاطية مع احمرار بالعيون.
وبالنسبة للعلاج فإنه يفضل طوال فترة الإصابة ارتداء نظارات شمسية مع وضع كمادات باردة على العيون، ويبدأ العلاج باستعمال قطرات مضادة للهستامين، ومضادة للاحتقان وفي بعض الحالات الشديدة تستخدم قطرات من مشتقات الكورتيزون.
جفاف الملتحمة والقرنية:
ويكون الجفاف أكثر شيوعاً في المناطق الجافة، وغالباً لمن هم فوق سن الأربعين، ويرافقه تكرار في حالة الإصابة بالتراخوما.
وتظهر أعراض جفاف القرنية من خلال الشعور بخشونة مع حركة الجفون واحمرار متكرر بالعين.
ويتم تشخيص الحالة بفحص العين مع استعمال وسائل لقياس الإفراز الدمعي، ويجب التأكد من أن الحالة ليست جزءاً من مرض عضوي يصيب الجسم كله.
وتتمثل مضاعفات الجفاف في إضعاف العين مما يؤدي لإصابتها بالتهابات ميكروبية متكررة. والعلاج المستخدم في مثل هذه الحالة يكون على شكل قطرة تعويضية تشبه الإفراز الدمعي للعين ومرهم من النوعية نفسها ويفضل استعمال العلاج طوال فترة فصل الصيف
ساحة النقاش