التنبلة هي أخت البلادة واللامبالاة والتعطيل والإقفال وموت الإحساس وعدمه, ويطلق وصف التنبلة علي أي إنسان غير قادر علي تحمل أعباء المسئولية بأي شكل من الأشكال, وذكر في كتب التراث عن تنابلة السلطان أنهم اشتهروا في زمن السلطان عبدالحميد كجماعة من البلداء يرتادون مجالس السلطان ينتظرون الوجبة بعد الوجبة, ومع أنهم يحضرون المجالس التي يرتادها العلماء والحكماء والفلاسفة والشعراء, فإنه لا يهمهم من المجالس إلا الطعام والشراب, ويرددون كلاما يترافق مع هز الرأس تشكرات أمان يا ربي أمان وهي علامة الرضا والامتنان, وقد تنبه السلطان عبدالحميد لخطرهم علي المجتمع وقام بتخصيص مكان لهم في ضواحي الاستانة, وأذيع بأن المكان معد لإقامة التنابل يأكلون ويشربون, ويعيشون فيه, وانتهي بهم المطاف الي أن حرقت بيوتهم وقتل من قتل منهم, وخصصت الدولة العثمانية وقتها مساعدات لهؤلاء, لكن انتشار خبر المساعدات جعل الكبير والصغير والمقمط بالسرير يتخذ من التنبلة مهنة يقتات بها, ويقال أيضا إن التنبل هو الشخص الذي لا يهش ولا ينش ولا ينفعل ولا يغضب ولا يفهم وليس له لون أو طعم أو رائحة إنسانية, باختصار زي قلته تقوم الدنيا وتقعد ولا يحرك ساكنا.. ولا يعرف معني لكل فعل رد فعل, وأصل كلمة تنبل تركية وتعني البليد, الكسول, وتأتي كفعل في لغتها الأصلية, وردت في كتاب المحيط وقيل في شأنها أنها تركية, وأوردها طوبيا العنيسي في معرباته أنها تركية, وعطفا علي معناها التركي فإن مدلولها أيضا تركي.. ويغذي المعني أن التنابلة أصبح لهم دستور ووصايا تقدم لكل من يريد أن يكون تنبلا, منها أن تجعل هدفك في الحياة الراحة والاسترخاء, وأن تحب سريرك فهو مملكتك الوحيدة, وعليك أن ترتاح بالنهار لتتمكن من النوم بسهولة في الليل, العمل شيء مقدس فلا تقترب منه ابدا, لا تؤجل عملك للغد مادام يمكنك تأجيله لبعد الغد, وعليك أن تهمل أقل ما يمكنك عمله, وحاول أن تجعل غيرك يؤدي عملك بدلا منك, لا تقلق لن يموت أحد إذا لم تفعل شيئا, بالعكس قد يتأذي البعض عندما تعمل, إذا أحسست بأن لديك رغبة في العمل, فاسترخ قليلا حتي تزول عنك تلك الرغبة, وأخيرا لا تنس: العمل مفيد للصحة, لذلك اتركه دائما للمرضي. أما عن تنابلة العصر فهم هؤلاء الذين أسرفوا في الأكل والشرب, فتراخت أبدانهم ووهنت أرواحهم, شاخوا قبل خريف العمر, أنهكهم التعب واللهاث خلف سراب الوهم, متطلعون في حسرة وحقد الي المتألقين بالحيوية والشباب والناجحين والذين يثير نجاحهم وتفوقهم في قلوبهم الغيظ.
المصدر: ashrafhakal
ساحة النقاش