تنمية مهارات الطفل عن طريق اللعب

تنمية مهارات الطفل عن طريق اللعب

ساعدي طفلك على تقبل ما تقولين

زارتني إحدى جاراتي مصطحبة أولادها.. الذين اقترب أكبرهم من سن دخول المدرسة.. وكان قد التحق منذ بضعة أشهر بإحدى رياض الأطفال التي ترى أن تكديس الواجبات المدرسية والإملائية على الطفل وحشو ذهنه وإرهاق كفه الصغير بكتابة ما بين 5 إلى 7 صفحات يوميا هو طريقه إلى النجاح والفلاح وإحراز 5% بعد المئة في سباق الثانوية العامة ومن ثَمَّ الراحة الأبدية بعد دخول الكلية التي يشير إليها ببنانه..

اندمج الأطفال في اللعب وكما هي الحال.. بالطبع تشاجروا وعلت الأصوات والاستغاثات والاستنجادات.. واتفق الأطفال على أن ذاك الولد هو المخطئ.. أرادت أمه أن تؤدبه فصرخت في وجهه مهددة: والله لو ما تأدبت سآخذك إلى البيت وتقعد تكتب الواجب..

كتابة الواجب بالنسبة لطفل في الخامسة هي نوع من العقاب.. كيف سيستمر هذا الولد في التحصيل الدراسي.. بنفس الطريقة.. أم أنه حين يصل إلى المرحلة الإعدادية أو الثانوية سيكون قد فقد كل الحماس وكل الرغبة في التعلم.. ليس هذا ما نريده لأطفالنا.. الذين سيبنون ويصنعون المستقبل الذي لا نريده أن يكون مثل حاضرنا الآن.. ولا أسوأ بالتأكيد.. وإذا كنا في مدارسنا ومناهجنا فشلنا ونفشل كل نوم في تربية أولادنا على حب التعلم والتحصيل المعرفي والتحريض على التفكير فلا يمكن أن تكون الأم أيضا من المساهمين في هروب أولادها من الدراسة والمدرسة والعلم والتعلم..

" الوجدان والتفكير متداخلان تداخلا وثيقا, وحتى يتمكن المتعلم من اكتساب معلومة ما زاو هبرة من الخبرات لابد وأن تتوفر له الظروف الآمنة البعيدة عن التهديد والقلق حتى يزداد تركيزه وتزداد قدرته على استدعاء الخبرات السابقة وبالتالي فهم الموقف والتعامل معه عقليا

ومعرفيا ومنطقيا وعندما تتلازم الخبرة بانفعال إيجابي (فرح- انجاز) يزداد إتقان المعلومة وحفظها وتخزينها في صورة أكثر وضوحا يسهل استدعاءها والاستفادة منها ويرجع ذلك إلى أن الناقلات العصبية في الدماغ الإنساني تفرز مواد كيماوية تعطي شعورا بالراحة والمرح بعد الخبرة الطيبة, فيسجل الدماغ هذه المعلومة وكأنه يقول لنفسه (هذه معلومة مهمة أحفظها وتذكرها واستخدمها مستقبلا) وهذه المكافأة الذاتية للدماغ هي التي تدعو العقل مستقبلا لممارسة أشكال التفكير المختلفة كالابتكار والاستكشاف والإنجاز.

أما إذا كانت الانفعالات المرافقة للخبرة سلبية أو مؤلمة ويغلب عليها الحساس بالتهديد والقلق فإن المادة الكيميائية التي يفرزها الدماغ تجعل الفرد متحفزا للرد للمحافظة على نفسه ويؤدي ذلك إلى مزيد من التوتر والقلق وبالتالي يتدنى الانتباه والتركيز والتعليم".[1]

أي أنه لا يكفي الطفل ليتعلم ويزداد تركيزه وانتباهه أن يكون الذي يذاكر معه دروسه هو أمه أو أبوه اللذان يفترضان أن حبهما القوي للطفل سيجعله يكتب كل واجباته ويستذكر كل دروسه في غضون ساعة واحدة مهما كانت طريقة الأم في تحفيز الطفل على المذاكرة أو الحفظ أو الكتابة.

دائما ما تدعي الأمهات أن الأبناء لا يستجيبون لهن إذا قمن هن بالتدريس أو التعليم ولو مبادئ القراءة والكتابة والحساب لطفل ما قبل المدرسة من 3-6 سنوات (وهو ما يهمنا في مقالاتنا هذه) ولكن يستجيب مع مُدرسة الحضانة أكثر.. ولكن لماذا؟! إن السبب بالتأكيد يكمن وراء تلك القاعدة التربوية الكيميائية المذكورة أعلاه.

إن الأم تتخيل أن طفلها ( الذكي- العبقري) لابد أن يستوعب كل كلامها بمجرد نطقها له.. وإذا حاولت أكثر من مرة فلا يتعدى ذلك محاولة أو اثنتين ثم تلجأ إلى الصراخ والتهديد ثم بالضرب باليد ثم ...... فيتحول الطفل لرافض لها ولما تقوله ويفرز دماغه مادة كيميائية تحفزه على الرد والدفاع عن النفس.. ولا يهمه من قريب أو بعيد حرف الألف أو الباء ولا الأرنب أو البطة.

أما مُدرسة الحضانة (والتي ربما تفشل أيضا في تدريس ابنها لأنها تنسى أنها مدرسة حضانة وتتذكر فقط أنها أم تذاكر لابنها) فإن لديها دائما طرق وأساليب مبهجة ومفرحة تقدم بها المادة العلمية للطفل.. وأيضا لا تعدم وسيلة لتدخل بها المعلومة إلى الأدمغة الصغيرة.

ولكي تستطيع الأم جذب انتباه الطفل وتحفيزه لممارسة الأنشطة المقترحة هنا لابد لها الالتزام بشيئين مهمين:

أولا: التحلي بالصبر والمرح.. فكلما رآها ابنها سعيدة بما يفعلانه سويا سيكون هو أيضا سعيد.. وإذا حاول تمزيق الأنشطة أو القصص أو الدفاتر.. فما يكون من الأم إلا لملمة جميع الأدوات وتهديده بأنها لن تلعب معه ثانية.. وستفاجأ بأن ابنها سيحزن جدا ويعترض.. ويسمع

الكلام ويبذل كل ما يستطيع ليقنع أمه بالاستمرار في اللعب وممارسة الأنشطة..

ثانيا: محاولة اجتذاب الطفل للتعلم عن طريق اللعب وممارسة الأنشطة وقراءة القصة.. والتعلم (مثلا كتابة الحروف والأرقام) من خلال الكتب الملونة الجميلة..

وها هي مجموعة من الوسائل التعليمية البسيطة تستطيع الأم تنفيذها مع طفلها.

النشاط الخامس: سبورة بيضاء

أ‌- الأدوات: قطعة كرتون (40×30سم), ورق أبيض بنفس المقاسات أو ضعفها, لصق شفاف, قلم سبورة بيضاء (ماركر)

ب‌- الطريقة:

1- يلصق الورق الأبيض على قطعة الكرتون من جهة واحدة أو من الجهتين.

2- لعمل سطور على السبورة (حسب الرغبة) تسطر الورقة البيضاء بالقلم الماركر.

3- يلف حول الورق الأبيض شريط اللصق الشفاف (سوليتب) دون ترك أية مساحات دون تغطية باللصق.

4- تكون السبورة الآن جاهزة للكتابة عليها.. ويمكن إزالة الكتابة بسهولة باستخدام قطعة قماش أو منديل ورقي.

النشاط السادس: سبورة وبرية

أ‌- الأدوات:

قطعة موكيت أو لصق كوتشي (بكرة كاملة), مسدس لصق, قطعة كرتون قوية, فوم. ( يمكن الاستفادة من الأرقام في النشاط الرابع).

ب‌- الطريقة:

1- تقص قطعة الموكيت على شكل ومقاس قطعة الكرتون المقوى ( مثلا: 50×40سم) وتلصق بواسطة مسدس اللصق.

2- إذا استخدمنا بكرة لصق الكوتشي, نلصق الشرائط الوبرية بجانب بعضها بعضا على قطعة الكرتون.

3- تقص الأرقام من الفوم. ويلصق بالظهر قطعة من لصق الكوتشي الخشن.

4- تقص أشكال: مربع, مستطيل, دائرة. من الفوم بأعتداد كبيرة نسبيا.

ج- الاستخدام:

1- يلصق الر قم ويكون على الطفل لصق أشكال تعبر عن هذا الرقم.

2- توضع جميع الأشكال من الألوان المختلفة أمام الطفل ويشجع على تصنيفها حسب الشكل أو اللون.

3- إذا كان الطفل كبيرا أي يعرف الحروف فيمكن رسم أرنب مثلا على ورق مقوى ولصقه (بنفس الطريقة) على السبورة الوبرية ويطلب من الطفل ترتيب الحروف لتكوين كلمة. (يمكن ممارسة نفس الطريقة مع الأرقام)

النشاط السابع: سبورة بيضاء ووبرية

سبورة بيضاء كما في النشاط الخامس يلصق عليها قطع صغيرة بمقاس 5سم في أماكن مختلفة كما بالشكل(1) بحيث يمكن وضع الصورة أو الأشكال عليها ويقوم الطفل بتوصيلها بالقلم كما بالشكل (2).

النشاط الثامن: كروت حروف اللغة العربية

1- تقص كروت من الورق المقوى (10×15سم)

2- تقص (أوترسم) صور الكلمات إن وجدت وتلصق على الكروت

3- نكتب على كل كارت حرف الصورة الموجودة. مثلا أ أرنب, ب بطة, ت تمساح.

تستخدم هذه الكروت لتعليم الطفل الحروف وما يرتبط بها من كلمات .

النشاط التاسع: كروت حروف اللغة الإنجليزية

كما في النشاط السابق ولكن حروف وكلمات اللغة الانجليزية . يمكن تعليم الطفل كلمات اللغة الانجليزية من سن سنتين.

النشاط العاشر: تمارين حساب

لتعليم الطفل كيفية العد تمارس معه الأم تمارين حساب. ترسم له دوائر ومربعات كل صنف بلون ثم تطلب منه احصاء عدد الدوائر ثم المربعات وتساعده حتى يتدرب ويدرك مفهوم عد الأشياء. تكتب أرقام وتجعله يختار الرقم الذي يعبر عن عدد الدوائر.

منقول من النت ريهام العشري

ارجو من الله ان نستفيد ونتعلم لنعلم اطفالنا

وليد مبارك