المنتدى العالمي الخامس للمياه

بين تجاهل المشكلة .. ومواجهتها

الواقع يؤكد أن هناك نحو مليار شخص في العالم حالياً يفتقرون إلى المياه الصالحة للشرب، والأرقام كذلك تقول أن هناك 2.5 مليار نسمة لاتتلقي كمية المياة الضرورية للمرافق الصحية.

والاحتمالات الديموغرافية تتوقع أن يصل عدد سكان العالم في عام 2050 (حسب منظمة الأمم المتحدة) إلى تسعة مليارات نسمة، وهو ما يتوقع معه ازدياد الاحتياجات المائية العالمية بما يقدر بأربعة وستين مليار متر مكعب سنوياً.

 

كل هذه الأرقام تدعو ولا شك إلى التشاؤم خاصة مع حقيقة أن معظم أقطارنا العربية ترزح تحت خط الفقر المائي المقدر عالمياً بـ 1000 متر مكعب كنصيب للفرد في السنة.

وتحتد المشكلة أكثر حينما نواجه حقيقة أن معظم مواردنا العربية تنبع من خارج أراضينا .. أي أن احتمالات المنع والمساومة قائمة لا محالة.

والجديد في هذه المسألة ارتفاع دعاوى مقايضة الماء بالبترول، وبيع المياه لمن يقدر على دفع ثمنها، والتدخل بصورة غير إنسانية في عطاء الله للإنسان.

وسط كل هذه الظروف والحقائق والمؤشرات إنعقد المنتدى العالمي الخامس للمياه باسطنبول بتركيا في الفترة من 16-22 مارس الماضي، بحضور ممثلي مائة وثمانين دولة، وبمشاركة نحو ثلاثين ألف شخص معظمهم من الباحثين والخبراء لبحث مجمل هذه التحديات المائية التي تواجه العالم مع استمرار زيادة الطلب على قطرة المياه النقية.

والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه الآونة هو هل سينجح هذا المنتدى العالمي للمياه والذي يعقد كل ثلاث سنوات في وضع الأطر المنطقية لمواجهة المشكلة المائية المحتدمة عالمياً ؟ أم أنه سيكتفي فقط باستعراضها والآراء المختلفة حولها دون تقديم حلول علمية ترتقي لكونها ملمح من ملامح المواجهة الحقيقية للمشكلة ..!!

وهل ستتغلب المصلحة االإنسانية العليا على المصالح السياسية الآنية التي تتحكم في مصير البشرية على حساب قطرة الماء للفقراء؟

القضية معقدة للغايه و الدليل موجات الجفاف المتتاليه التى تشهدها القارة الإفريقيه ووقعت كينيا ضحيتها مؤخرا، و كذلك الأرجنتين و كاليفورنيا على سبيل المثال.

و يمكننا أن نؤكد بناء على الرصد التاريخى للملتقيات العالميه..أن المنتدى العالمى للمياه سيكتفى مقدماً بمجرد إصدار رؤيه و توصيات فقط.. و هو الأمر الذى إن حدث سيعقد المشكله ولا يحلها.

و دليلنا على ذلك أن أهم إتفاق دولى بشأن تغير المناخ و هو برتوكول كيوتو لم يتضمن أى إشارة مباشرة إلى قضية المياه فى العالم.. فى الوقت التى ستتسبب مشكلة تغير المناخ فى تكريس و تعميق هذه المحنه العالميه.

هذا علاوة على أن نمط النمو الإقتصادى السائد حالياً هو نمط غير مستدام و ينعكس بالتبعية على قضية و مشكلة المياه فى العالم أجمع.

و بعيداً عن المنتدى العالمى و تركيزاً على المشكلة المائية فإننى اتصور أنه اصبحت هناك حتمية وضع إطار عام لخطة التكامل العربى للمحافظة على الحقوق العربية و آلية التطبيق فى اطار منظومة العمل المشترك بين مختلف الدول العربية، مع ضرورة الإنتباه للأطماع الإسرائيلية فى مياهنا العربية ، علاوة على ضرورة العمل على خلق الوعى و توظيف الإستثمارات العربية فى تقنيات إستخدامات المياه و إدارتها بشكل علمى ، و العمل بصورة مستمرة على تحقيق التنمية المستدامة العربية التى ستحافظ على أهم مورد وهبه الله لنا ألا وهو قطرة الماء.

والأمل كل الأمل أن نلتفت بصورة حقيقية و جماعية لمستقبل ابناءنا و أحفادنا و حقهم الطبيعى فى قطرة الماء فالمشكلة دائما هى الغد و ليس اليوم.

المصدر: المكتب العربي للشباب والبيئة
  • Currently 191/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
63 تصويتات / 954 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

150,210