بعدَ المشيبِ تثاقلت خطواتي
 وتقوست تحتَ الهمومِ قناتي
وتتالتِ الآلامُ تسـرقُ بسمتي
 عندَ الشفاهِ تكسرت بسماتي
وعتت صروفُ الدهرِ تغرسُ نابها
 فـي مهجتـي فـتزاحـمت أناتـي
حتى مع الأحلامِ ضاعت فرحتي
 أضحـت كوابيساً تقـضُ حياتـي
وحدي وآلافُ القبورِ تحيطُ بي
 والصمتُ منتشرٌ على الجنباتِ
وجماجمُ الأمواتِ تذرفُ دمعها
 وتجمعت فتشـكلت قسـماتي
هذا أنا ياقومُ هـذي صورتـي
 هذي الجماجمُ أخوتي أخواتي
أنـا ميـتٌ ياقـومُ إني ها هنا
 أبكي وأبحثُ عن بقايا رفاتي
وتجمعت حولي الجماجمُ بغتةً
 يدعون لي بالـعفوِ والرحماتِ
وأهالوا من فوقي التراب وأدبروا
 حياً دفنتُ..... قبرتُ قبلَ مماتـي
وأفقتُ من حلـمِ الترابِ مـروعاً
 حولي أديرُ الطرفَ في الظلماتِ
روحي تحنُ إلى لقاءِ أحبتي
 فتـزورُ ليلاً عالـمُ الأمـواتِ
لله أشكو والدمـوعُ هوامـلٌ
 حالَ الضعيفِ مقيدَ الحركاتِ
ماكان دمعي قد جرى لمصيبتي
 لولا دمـوعُ الناسِ في الطرقاتِ
دمعُ اليتيمِ يلفُ حولَ جنازةٍ
 دمعُ السجينِ يكالُ باللكماتِ
دمعُ العجوزِ وقد تهدجَ صوتهُ
 متشـبثاً بالصبـرِ والصـلواتِ
دمعُ الأراملِ والثكالى دمعتي
 باقي الحرائرِ دمعهنَّ مماتـي
كم من رجالٍ قد قضوا في قيدهم
 والـظـلمُ بـادٍ واضـحُ الـكـدمـاتِ.
هذا أنا والشامُ حالي حالها
 فلتسعدي يا أمتي بوفاتي
وأردتُ أصرخُ بالوجودِ بأسرهِ
 عندَ الصراخِ تحجرت كلماتـي
ماذا أقولُ لمن أوجهُ صرختي
 الدينُ بِيـعَ بأبخـسِ الصفقاتِ
جمعوا لنا الأوغادَ بئسَ وجوههم
 شقوا لنا الاخدودَ في السـاحاتِ
مالي سوى الرحمن أشكو علتي
 أرجو العظـيمَ وواسـعَ الرحماتِ
يـاربِ هـذا حـالُ أمـةِ أحـمـدٍ
 حكـامها قـد حُـصنت بطـغـاةِ
لم يـبقَ إلا أنـتَ حصـناً آمـناً
 بكَ نحـتمي يا رافعَ الكـرباتِ
عجل لنا بالنصرِ واجمع شملنا
 ضجَّت قلوبُ الناسِ بالحسراتِ
ثم الصلاة على النبي وآلهِ
والمؤمنين بصالحِ الدرجاتِ
*******************
 محمد يحيى قشقارة