عرض كتاب :
ارتبطت التربية في جميع العصور بمشرعين ومنظرين للقواعد التربوية ومنفذين لهذه القواعد، ومجتمع يتعلم هذه القواعد ويؤمن بها، ومع تطور الزمن ودخول العالم في عصر النهضة الحديثة، كان لابد من التربية كعلم له نظرياته وعلماؤه وتطوره، من التطور كأحد العلوم التي تخضع للتطور كلما مر عليها الزمن.
يطالعنا الدكتور قاسم بن عائل الحربي الحاصل على الدكتوراه في فلسفة التربية في تخصص الإدارة التعليمية بكتاب « القيادة التربوية الحديثة » بلغت عدد صفحات الكتاب مائتين وست عشرة صفحة، قسمه الدكتور إلى ثلاثة أبواب، جاء الباب الأول تحت عنوان ماهية القيادة التربوية ، حيث طرح في الفصل الأول المفاهيم الأساسية في القيادة التربوية، حيث يناقش هذا الفصل مجموعة من المفاهيم والأمور الأساسية حول طبيعة القيادة التربوية من أجل الوقوف على الخلفية الأساسية للقيادة ومفهومها ومهاراتها ونظرياتها واتجاهاتها كمدخل تمهيدي لفهم طبيعة الاتجاهات القيادية الحديثة، فتناول مفهوم القيادة والعلاقة بين القيادة والإدارة وطبيعة القيادة التربوية والقيادة كنظام، وفي الفصل الثاني طرح نظريات القيادة التربوية، إذ أن العالم يعيش عصر الواقعية والحقائق والتفكير العقلاني والتنبؤات المبنية على أسس علمية فهو يحتاج إلى القائد الذي يملك على أقل الحدود الدنيا من المعارف والمهارات والاتجاهات اللازمة لأداء دوره بجانب الاستعداد والموهبة، حيث طرح نظرية السمات ونظرية سلوك القائد والنظرية الموقفية والنظرية التفاعلية،
وجاء الفصل الثالث ليناقش اتجاهات القيادة التربوية، فالعالم المعاصر يشهد حركة تغيير وتطوير هائلة وسريعة في كافة مجالات الحياة ما يحتم على المنظمات التربوية العمل على استيعابها ومواكبتها إذ يؤكد كثير من علماء الإدارة التربوية أن عملية التغيير الإداري أصبحت من أهم متطلبات تقدم وتطور المنظمات التربوية ومواجهة التحديات الحالية والمستقبلية بكفاءة عالية، حيث ناقش القيادة الأوتوقراطية والقيادة الديمقراطية والقيادة التسببية والقيادة التوجيهية والقيادة الحريصة والقيادة الخلقية والقيادة الواقعية والقيادة الفعالة والقيادة الكاريزمية والقيادة بالأهداف، وينهي المؤلف الباب الأول بالفصل الرابع الذي ناقش فيه مهارات القائد التربوي وصفاته، إذ أن نجاح القائد التربوي يتطلب توافر مجموعة من المهارات الأساسية التي تعد جميعها لازمة للإداري الناجح، حيث يتوقف نجاح الإداري على مدى توافر هذه المهارات ومدى قدرته على توظيفها عملياً أثناء ممارسته أعماله وتعامله مع الآخرين كما أنها تحدد مدى قدرته على التأثير على سلوك العاملين ودفعهم للعمل نحو تحقيق أهداف المنظمة التربوية التي يعملون فيها، وقد تناول المؤلف في هذا الفصل المهارات الفنية للقائد والمهارات الإنسانية والمهارات الإدراكية والتصورية وصفات القائد التربوي الناجح.
ويعنون المؤلف الباب الثاني للكتاب بعنوان «الاتجاهات الحديثة للقيادة التربوية» حيث قسمه لثلاثة أبواب تناول في الباب الخامس القيادة الموقفية، إذ تزايدت الدعوات لإصلاح النظم التعليمية وتجديد محتواها وأساليبها للاستجابة الفعالة للتحديات والمتغيرات المستجدة حيث تعرض لمفهوم القيادة الموقفية وسمات القيادة الموقفية وأنماط القيادة الموقفية والقيادة الموقفية في المنهج النبوي والدور القيادي لمديري المدارس الثانوية في ضوء القيادة الموقفية، ويتناول المؤلف في الباب السادس القيادة التشاركية والتي تستند على العمل الجماعي والتعاون والتطوع ومفاهيم التكوين الاجتماعي والأنثروبولوجي للإنسان وتقوم فلسفة هذا الاتجاه على قيام القائد بعرض المشاكل على مرؤوسيه وتداول النقاش فيها ثم اتخاذ القرار الجماعي بخطوات علاجها، وقد طرح المؤلف في هذا الفصل ماهية القيادة التشاركية وسمات القيادة التشاركية والخصائص السلوكية للقائد التشاركي والدور القيادي لمدير المدرسة في ضوء القيادة التشاركية، وينهي المؤلف الباب الثاني بالفصل السابع الذي تناول فيه القيادة التحويلية والتي تعتبر من أكثر اتجاهات الإدارة غموضاً رغم موقعها ومكانها في أدبيات الإدارة ، وقد طرح المؤلف مفهوم القيادة التحويلية وسمات القيادة التحويلية والقيادة التحويلية في المنهج النبوي والدور القيادي لمديري المدارس في ضوء القيادة التحويلية.
وينهي الدكتور الحربي كتابه بالباب الثالث الذي ناقش فيه متطلبات القيادة المدرسية في ضوء الاتجاهات الحديثة للقيادة التربوية حيث قسمه لفصلين جاء في الفصل الثامن اختيار القيادة المدرسية، حيث يؤكد الدكتور الحربي أن اختيار القائد التربوي ليس بالعملية السهلة خصوصاً في خضم عدم توفر معلومات واضحة عن هذا القائد فليس من ينجح في التدريس ينجح في إدارة المدرسة خاصة بعد تعدد المهام والمسؤوليات وما تتطلبه المدرسة من قيادة واعية قادرة على رؤية الأبعاد الحقيقية للعملية التربوية والتعليمية، وقد ناقش الدكتور في هذا الفصل المهارة الاتصالية والإنسانية للقيادة المدرسية، ومهارة استخدام وتوظيف التكنولوجيا والقدرة على تحدي النظام، ومهارة التعامل مع المتغيرات العالمية، والسمات الشخصية للقيادة المدرسية والتوصيف الوظيفي للقائد التربوي، منهياً كتابه بالباب التاسع الذي ناقش فيه تدريب القيادة المدرسية في ضوء الاتجاهات الحديثة للقيادة التربوية، فقد تجلت الحاجة الملحة والدائمة في وقت ثورة المعلومات إلى التدريب الذي يعتمد على اكتساب الشخص للمعارف والمهارات اللازمة في فترات قصيرة نسبياً وبأساليب حديثة تختصر المسافات وتلغي الحدود، حيث ناقش الحربي مفهوم وأهمية تدريب القيادة المدرسية، وأهداف تدريب القيادة المدرسية، والتدريب كنظام مفتوح، ومعايير الحكم على القيادة التربوية المدرسية الحديثة.
المصدر: الدكتور قاسم بن عائل الحربي
نشرت فى 20 ديسمبر 2011
بواسطة anamal
الدعم الفني وضمان الجودة بادارة النزهة التعليمية
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
117,395
ساحة النقاش