قبل أن نشرع في الموضوع ينبغي أن نبين معنى مصطلح النكسجي والنكسجية .. النكسجي والنكسجية ..نسبة إلى النكسة وليست أى نكسة .. هي النكسة التي لم يأتي على مصر مثلها حتى الأن وهي نكسة يناير ... والنكسجي هو كل من شارك في نكسة يناير سواء بالفعل أو بالقول أو حتى بقلبه كان راضياً عن النكسة ..ومازال ... الان بعد توضيح المصطلح .. ندخل في صلب الموضوع ... ملاحظة مهمة : إن شعرت عزيزى القارئ أي تشابه بينك وبين ما ذكرت فتأكد أنه من قبيل المصادفة البحتة !! |
النكسجية والتتار الجدد (ومازلنا نأمل في عين جالوت أخرى ...) إطلالة سريعة على ما مر من أحداث دامية تثير في النفس الحزن والأسى والخزي والعار ... من قديم حذر أهل السنة من مغبة الفكر الثوري .. ومن حملة هذا الفكر سواء كانوا من الإسلاميين الحركيين والحزبيين أو أبناء عمومتهم الليبراليين أبناء الماسونية العالمية .. وحذروا عامة الناس من استغلالهم من قبل هؤلاء وهؤلاء ..لأن العوام هم وقود الثورات والذين يحصدون في النهاية ثمرتها هم فئة خفية تظهر بعد حين لتطبق على مقاليد الأمور بعد أن عبدت طريقها بجماجم العوام الجهال الذين تم سحبهم من امعائهم إلى الميادين ناهقين زاعقين بشعارات الماسون : حرية ..حرية ... فهم من ذنوبهم ولى الله عليهم أمثالهم عقوبة لهم فقابلوا عقوبة الله بالأكف ..بالتمرد والثورة .. وكان حري بهم أن يتوبوا إلى ربهم متضرعين متذللين كي يرفع عنهم مقته وغضبه ..لكنهم خرجوا معاندين لقدر الله الكوني .. أنه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فركب أكتافهم الماسون عن طريق عملائهم على الأرض وسحبوهم إلى الميادين .. وردد أهل السنة .. الخروج لن يأتى بخير .. ما خرج خارج عبر التاريخ بر كان أو فاجر ..إلا وترتب على خروجه شر أكبر من الشر الذي خرج ليزيله .. لكن الشيطان ركب أكتافهم وضرب ظهورهم فانطلقوا كالحمر المستنفرة .. وحدث ما حدث .. وأفاق من أفاق .. لكن فئة النكسجية بقت على عندها وكبرها وجهلها .. وترتب على الخروج الأول ما نحن فيه ..صرنا نصنف كدولة هشة .. وهو التصنيف الذي يسبق الدولة المنهارة .. وجاء نظام جديد وعقوبة جديدة من الله .. فهل نرعوي .. أبى النكسجية إلا أن يخرجوا ليزيلوا النظام الذي جاء ببركة سعيهم !! مزرعة الحيوان تتكرر من جديد .. والذي ينظر من بعيد ..كي يرى أوضح ..يرى .. يرى الغرب يتكتل ونحن نتمزق وتعصف بنا هجمة تترية ثانية تكاد تعصف بنا .. وبالعالم أجمع .. لكن .. لكن مصر ..مصر التي سجنت لويس .. وهزمت التتر في عين جالوت مازالت تقف رغم الهوان ..ورغم الفارق الشاسع بين الواقعين مازالت تقف مصر حجر عثرة في طريق تتر اليوم .. ومازلنا نأمل في عين جالوت أخرى تريح العالم من شر التتر الجدد .. البربريون الجدد الذين يرتدون البزة والجينز ويتظاهرون بالتحضر وهم يدعون إلى نظام عالمي جديد ..وهم قمة في الوحشية والبربرية يدفعهم حقد دفين عبر القرون ..كي يضربوا على قلوب العباد والبلاد وعلى مقدارتهم بيد من حديد .. لمصلحة الشيطان الرجيم .. لقد وصف ابن الأثير حال أمة الإسلام يوم طمتها فتنة التتر بوصف يائس مرير .. وصف رجل يرى غروب أمة .. يومها تصور أن تلك هي النهاية ..فقال : ياليت أمي لم تلدني حتى أرى بعيني ذل أمتي .. ونعى أمة الإسلام رحمه الله .. والأمة لا خوف عليها من عدو الخارج .. فلم ولن يكون لهم علينا سبيل .. لأن تلك الامة محصنة ضد أعداء الخارج بوعد من الله والخوف كل الخوف من عدو الداخل .. من تمزق أبناء الأمة .. من تخالفهم وتهارشهم من تقسيم أبناء الدين الواحد إلى معسكرين معسكر كفر ..ومعسكر إيمان وما بعد ذلك إلا التناحر وسفك الدم الحرام .. ولتقر أعين التتار الجدد .. لأنهم لن يطلقوا رصاصة واحدة .. فأبناء الأمة تكفلوا لهم بتلك المهمة يقتل بعضهم بعضا ..ويسبي بعضهم بعضا .. وإنا لله وإنا إليه راجعون ..اللهم الطف وارحم وأنت خير الراحمين ... |
النكسجية والإيمان بقضاء الله وقدره .. حينما ركب الشيطان اكتاف النكسجية بجميع أصنافهم ليبراليين وإسلاميين وقرروا الخروج صاح بهم اهل السنة محذرين وناصحين أن خروجهم مدبر بليل ورفعوا لهم صحف القوم المسطورة ومؤامراتهم المنشورة فإذ بهم وعلى حين غرة يصرحون ان هذا مخالف للإيمان بالقدر .. وان الحديث عن المؤامرات ينافي تدبير الله الكوني .. والحديث عن المؤامرات يرفع من قدر الاعداء ويجعلهم كالألهة التي تتحكم وتدبر مع الله تعالى الله عن الشريك والمعين .. وهذا من أعجب ما يقال .. فكون الأعداء يتسترون ويدبرون في الخفاء عن طريق الجماعات السرية هذا يسلبهم معنى السيطرة الكاملة على مقاليد الأمور .. ومالذي يجعلهم يسرون بما يخططون .. إنه الضعف وعدم المقدرة على المواجهة المباشرة ..وإن سيطروا على كثير من مناحي الحياة لكنها سيطرة غير تامة .. وهم يسعون إليها لذا يحذر منهم وهذا لا يحتاج لكثير مقال .. لكن النكسجية تمسكوا بقضاء الله وقدره حق تمسكه !! .. ولما خرجوا على الأنظمة بين لهم أهل السنة حكم الخروج وفصلوا لهم العقيدة التي غابت عنهم وهم المؤمنون حقاً!! بالله وقضائه وقدره !! لان الخروج للإصلاح يخالف سنن الله الكونية والتغيير لن يكون بتغيير الحكام وإنما بتغيير الأنفس .. فإذ بعقيدة القضاء والقدر قد طارت من عقولهم وصاحوا عن بكرة أبيهم ..لابد أن نغير ولا نستسلم ولا نكن سلبيين وشابهوا القدرية القدامى الذين قالوا لا قدر وإنما الأمر أنف وهو بطريقة القدرية العصرية : أنت تصنع قدرك بنفسك ولا دخل للعلي القدير بأفعالك .. ولما نتج ما نتج من هول الخروج المخالف لهدي الانبياء من زوال بعض الحكام هلل النكسجية وظنوا صلاح ما هم عليه بحجة انهم وصلوا لما خرجوا من اجله .. لقد صنعوا قدرهم ..!! قال لهم اهل السنة أن الوصول إلى الغاية لا يعنى صلاح هذة الغاية وحتى إن كانت الغاية حميدة ..فلابد أن تكون الوسيلة التي يتوسل بها لتلك الغاية حميدة كذلك فإذ بالإيمان بقضاء الله وقدره قد حل عليهم بغتة .. وصاحوا وهل ما جرى جرى إلا بقدر الله .. تحولوا من مشابهة القدرية النفاة إلا جبرية غلاة ..بقدرة قادر ... وهكذا يتقلب النكسجية من حال إلى حال ومن فتنة إلى أخرى وإلى ان يهديهم الله أو أن يريحنا من شرهم نسأله جل وعلا أن يعفوا عنا ويغفر لنا ويرحمنا وألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ... فهو الموعد والمستعان وعليه التكلان... |
النكسجية شيوخاً .. لكنك لم تشاهدهم في زي الشيوخ .. أه لو شاهدتم .. النكسجية ينقسمون كما صار كل شئ في عالمنا ينقسم .. إلى ليبراليين و إسلاميين .. ومنظري النكسجية الليبرالية يسمون بالنخبة .. ومنظري النكسجية الإسلامية يسمون شيوخ الأمة وأسود الدين .. ولافرق يا صاحبي بين القسمين إلا في المسميات والشعارات والمؤدى واحد .. والذي يمسك بخيوط العرائس خلف المسرح واحد .. وأنت لا ترى سوى العرائس تتصارع وتتهارش لخدمة نص كتبه شخص يقف وراء الاستار .. سيظهر بعد نهاية المسرحية وينزل اسمه على التترات .. والنكسجية الشيوخ أشر من النكسجية الليبرالية لأن الليبرالية مذهب هدام منافي لصريح الدين كما هو حال الديمقراطية .. والمسلم صحيح المعتقد سيكون منه على حذر ..بتلقائية أما الذين يلبسون الديمقراطية والليبرالية لبوس الدين .. ويقربون بين المذاهب الهدامة وبين الإسلام العظيم .. هؤلاء هم الخطر الحقيقي على الإسلام .. هؤلاء يمسخون الدين باسم الدين .. ومن طرف خفي يزهدون الناس في الملة ..ويبغضون إليهم كل مظهر إسلامي معتبر وصار الناس يسخطون على كل صاحب سنة بسبب شيوخ النكسة عاملهم الله بما يستحقون .. أعلموا أن ما قامت تلك الثورة إلا لإخراج الناس من دين رب العالمين إلى وثنية الغرب .. من اجل طمس معالم الملة وسحق ما بقي فيها من خير .. وكي نسير على خطى الروم ..ونتبع سنتهم ..في الحكم والسياسة في الاكل والشرب واللبس .. حتى في طريقة التفكير والنظرة إلى الدين لذا كان لابد أولاً من حرق الإسلام في قلوب متبعيه عن طريق شيوخ ضلالة .. يترك لهم زمام الأمور وينكشف للعوام زيغهم وضلالهم وتهافتهم على الدنيا ..فيسخط العوام على الدين نفسه لا على ضلال من ضل وإنا لله وإنا إليه راجعون .. ساعتها سيرضى الناس بحكم إبليس نفسه .. وقد قال من قال كلاماً شبيهاً وسمعنا سخط العوام على مظاهر التدين ذاتها .. وبعضهم قد يرفض الدين نفسه .. شيوخ النكسة هؤلاء ما جاءوا لإرساء قواعد هذا الدين .. هؤلاء استغلهم الاعداء لتنفير الناس عن الدين .. الإسلام لا يعرف الثورة ولا سفك الدماء باسم فلان ودعماً لعلان الإسلام برئ من تكفير المسلمين بغير موجب نصرة لفلان وعزة لعلان والعزة لله وحده .. شيوخ السنة الكرام أهل هيبة ووقار .. لا يجمعون الناس في الميادين ناهقين زاعقين .. وينصبون المسارح الهزلية التي هي أقرب للأفراح الشعبية التي ينقصها راقصة شرعية !! ويصيحون : مصر لن تضيع ..!! وأطفالهم من بين أيديهم تتفلت في الزحام وينشدونهم إنشاد الضالة .. الذي يضيع أولاده ومن يعول يرجى منه ألا يضيع بلداً ..؟! أمة ..؟! مصر لن تضيع .. إلا ان يشاء ربي شيئا .. فهي قلعة الإسلام الحصين والعاقبة للمتقين وتذكروا هذا جيداً أن العاقبة ستكون للمتقين .. العاقبة لن تكون لدواجن الغرب إسلامييهم وعلمانييهم .. والعبرة بأن يستفيق هذا الشعب المسلم الغافل .. ويعود إلى ربه ويصلح من نفسه ولا ينظر لمن هو فوقه ولينظر إلى من هو دونه .. الشريعة لن تقام إلا بأناس قد قاموا بها في أنفسهم .. لا أطالب غيري بالشريعة وأنا اخالفها .. فلن يقيم الدين الرقص والنهيق على أنغام الاناشيد الحركية البدعية .. لن يصلح أخر هذا الأمر إلا بما صلح به أوله .. |
ساحة النقاش