اتفقنا على موعد الزفاف وعلى مقر السكن  كذلك .. والذي سيكون في شقة قمت باستئجارها في البندر الذي تتبعه القرية .. وهذا طبعاً بعد جدال طويل حيث يعتبر هنا  السفر للبندر نوع من المجن والخلاعة فما بالك بالسكنى ..
وأخيراً انتهت المفاوضات .. واندلعت الزغاريد التي تشبه أصوات أجهزة الأنذار من كل شق في بيت الحاج جابر ..
الأيام التالية سيكون على أن أمارس دور الخاطب الولهان الذي يهرول كل يوم جمعة إلى منزل خطيبته حاملاً كيس الفاكهة المعطوبة أو علبة الشيكولاتة الحجرية في يد وباقة من الورد في الكف الأخرى.. طبعاً لغة الورود غير رائجة هنا وكذلك الشيكولاتة فساكتفي إذن بكيس الفاكهة لحين إشعار أخر ..من يدري ربما أدخل عليهم يوماً بقفص طيور !! المهم  كان كل شئ يمضي بسهولة ويسر وإيجابية وشعرت أن أيامي صار لها مذاق خاص مرهف ..وعبير مميز .. كل شئ صار مصبوغاً باللون الوردي .. باختصار ..كانت هناك مصيبة في الطريق تتجه أنت إليها كالأبله أو تتجه هى إليك ..لايهم .. المهم أن بداية الغيث كانت في منزل الحاج جابر في إحدى الزيارات الأسبوعية...كان موعد الزفاف يقترب ...
ومع اقترابه  بدأوا يتوترون ..من الطبيعي أن تضرب فاطمة الفتاة البكر المقبلة على الزواج لكن لماذا هم يضطربون ..ما سر ذلك القلق .. وهل هناك سر ما يخفونه عني ..
أذكر جيداً كيف جاء الحاج جابر ووولده مداح وجلسا إلى جواري .. وكيف قامت فاطمة وأخلت لنا حجرة الضيافة ..المصيبة قادمة إذن لا محالة .. بعد دقائق من الإقبال والأدبار تكلم الحاج جابر :
-         <!--[endif]-->هناك شئ لابد منه قبل الزفاف يا بني ...
ابتلعت ريقي منتظراً القادم.. قلت من بين اسناني  :
-         <!--[endif]-->اعتقد اننا اتفقنا على كل شئ  ...
-         <!--[endif]-->هناك شئ مهم حتى يتم الزفاف بسلام   ..
بدأ صبري ينفذ ..ماذا تريدون مني الأن .. ؟
-         <!--[endif]-->هل قصرت في شئ ..؟
-         <!--[endif]-->حاشا لله ..هذا أمر عرفي في قريتنا  دأبنا عليه من قديم ..
وتنهد الحاج جابر قبل أن يقرر إفراغ ما لديه دفعة واحدة :
- لابد أن تذهب للشيخ علوش قبل الزفاف ..
رددت الاسم  في عدم فهم ..ثم قلت في سذاجة :
-         <!--[endif]-->هل تذهبون هنا للمأذون بدلاً من أن يأتي هو  ..
تبادل الحاج جابر النظرات مع ولده مداح ثم قرر أن يوضح ..
الشيخ علوش ليس مأذوناً يا ولدي .. الشيخ علوش هو شيخ القرية
الذي يلجأ إليه الفلاحون حينما يقرر أحدهم أنه ممسوس أو أن زوجة عمه صنعت له عمل ..والأهم هنا هو أنه لا يجرؤ شاب مقبل على الزواج  الدخول على زوجته قبل أن يعطي شيئاً للشيخ علوش .. وإلا فالويل له ..الشيخ علوش بكل بساطة يا رفاق هو .. دجال القرية ..
-         <!--[endif]-->متى ستذهب يا بني ..؟
نهضت مكوراً قبضتي مكشراً عن أنيابي .. لابد أنني بدوت كالمسوخ بالنسبة للحاج جابر لأنه نظر إلي في رعب متوقعاً الأسوأ ..
-         <!--[endif]-->في أقرب وقت يا حاج جابر .. لكن ليس لدفع الأتاوة  لدجال قريتكم ..بل لاعتقالعه ...
نهض الحاج جابر و نهض مداح تبعاً له من باب الاحترام ..ورفع الأول  كفيه في محاولة لتهدئتي :
-         <!--[endif]-->يا ولدي ..الشيخ علوش رجل واصل ..
-         <!--[endif]-->واصل ..!!
قلتها بتوحش ..قلتها كأني اتقيأ ..قلتها وكل خلجة من خلجاتي تنتفض .. ودوت في دهاليز عقلي كلمة رئيسي قبل أن يوقع على قرار نقلي لكفور الصوالح ..
(( لاتغتر بالريف .. من يدري مالذي قد تواجهه هناك .. ))
نعم .. الأن أدري.. الان انطلق من بيت الحاج جابر وسط توسلات الأخير ونظرات فاطمة التي تقول لي الكثير ..
يا بلهاء سألقن هذا الدجال درساً وأعود إليك ..فلماذا تشيعيني بنظراتك الملتاعة كأنني لن أعود..صبراً أيها الدجال ...
-         <!--[endif]-->ديريني .. عبد الرحيم ...
-         <!--[endif]-->افندم ...
جلت فيهم ببصري ثم قلت في صرامة :
-         <!--[endif]-->أريد الشيخ علوش هذا عندي ههنا ..
-         <!--[endif]-->من ..؟!
نطقاها سويا ووجوههم تقطر ذعراً ..ومرة اخرى تدوى عبارة رئيسي المباشر في دهاليز عقلي  ..
(( لا تغتر بالريف .. من يدري مالذي قد تواجهه هناك ..))
الرجل الكريه يسيطر على عقول العامة اكثر من الخرافات التي تملا رؤوسهم  .. الرجل الذي تهابه حتى قوة النقطة ..
هذا هو راسبوتين كفور الصوالح ..
 إنهم يعالجون الخرافة بالدجل .. لكن كل هذا سينتهي ..لقد جاءكم مجدي سليمان يا أهل كفور الصوالح..
لقد ولى عهد الخرافة .. ارتجف شارب ديريني وهو يقول في وجل :
-         <!--[endif]-->الشيخ عـ..علوش .. لكنه لا يذهب لأحد ..
جذبته من تلابيبه صارخاً :
-         <!--[endif]-->من الشيخ علوش هذا .. ؟
تدخل الشويش عبد الرحيم قائلاً :
- لا أحد يجسر على إيذاء الشيخ علوش ..بل هم هنا يخافون ذكره بسوء حتى من وراء الجدران ..
- عندما نقبض عليه بتهمة الدجل ونطوف به القرية ويصير أضحوكة الأطفال .. ستنهار أسطورته ..
جحظت عينا ديريني ودارت في محجريهما ورفع كفيه كأنما يتقي عدواً وهمياً :
-         <!--[endif]-->سلم يارب سلم ..لا لا يا فندم .. ستحدث فتنة كبيرة .. سلم يارب سلم .. الشيخ علوش رجل واصل ..
 الدماء  تغلي في عروقي  .. ترى هل سيدفع الخوف  ديريني وعبد الرحيم لعصيان أوامري لو طلبت منهم القبض على علوش هذا الدجال يمثل سلطة موازية لسلطة الحكومة في هذة القرية..   
سألت ديريني عن حال الضباط السابقين الذين خدموا هنا مع الشيخ علوش .. !! وكان علي أن أسمع المزيد من مسببات غليان الدم ..بعض الضباط الذين احتكوا بالشيخ علوش كان يعود ليكتب طلب نقله إلى أى مكان أخر .. والبعض استيقظ ليجد النار قد شبت في ثيابه دون سابق إنذار .. ولم يستطع الخروج من النقطة وكلما أحضروا له ثياب جديدة تشتعل فيها النيران وتتحول إلى رماد .. وفي النهاية استسلم الضابط وأعلن التوبة عما بدر منه تجاه الشيخ علوش .. بعض الضباط  سب الشيخ علوش سباً شديداً أمام مريديه ..وفي اليوم الثاني فوجئ المريدون بالضابط يدخل على الشيخ علوش عاري كيوم ولدته أمه ..وكالمنوم جثي على ركبتيه مقبلاً قدم الشيخ وهو يهذي كالمحموم .. طبعاً بعدها لم يعد هذا الضابط يصلح لشئ ..
 
لقد ترك كفور الصوالح والخدمة كلها ... وكثير من الحكايات على هذا المنوال بعضها لا استطيع حكايته حتى لا أجرح مشاعركم لكن ما مضى وما سيأتي يكفيني ويكفيكم ..لقد كنت واهماً حينما تخيلت سهولة مهمتي هنا في كفور الصوالح .. لقد بني الشيخ علوش جداراً صلباً من الخوف بينه وبين الناس.. ولن يكون هدمه سهلاً .. لكنه ليس مستحيلاً..
أين أنت يا ماركس الأن ..؟ كنت بحاجة ماسة إلى نصائحه   ..
لكنه توقف عن زيارتي بعد أن قررت الزواج من فاطمة ..ولا أدري لماذا أخذ هذا الموقف مني ..الأن علي أن أتدبر شئوني بنفسي ..
 وكانت الحكمة تقتضي التمهل .. هذا الوغد العجوز يملك شخصية نافذة تستطيع الإيهام بجدارة .. هكذا فسرت كل ما سمعت من حكايات مزعجة ..الإيهام والإيهام وحده كان الحل العقلي المنطقي .. ولن ينجح ذلك المأفون معي لأنني لن أسمح للإيهام بالتسرب إلى روحي .. وعلمت انني لو قررت القبض على الشيخ علوش فسيكون هذا بمفردي لأن قوة النقطة لن تنصاع لأوامري .. ولا أحد يتوقع ساعتها ردة فعل العوام ..
كان لابد من هدم اسطورة هذا العلوش في قلوبهم قبل أن  تنال منه أيديهم ..لذا قررت زيارة علوش هذا في عقر داره وتوجيه أول صفعة إلى هيبته بين العوام ..
                            ***
((أين أنت يا ماركس  ؟))
كان بيته  في أطراف القرية .. قريباً من المكان الذي قابلت فيه فاطمة لأول مرة ..
توقفت  وجذبت نفس عميق وأنا أجول ببصري في أرجاء المكان الخالي .. قطعة خالية من البيوت ومن الحقول .. رقعة جرداء بائسة لها رائحة نتنتة لا ادري سببها ..
رقعة كئيبة محزنة تتوسطها دار الشيخ علوش .. كانت داره من طابق واحد بالطوب اللبن ..وأمام الدار يجلس ما يشبه الحاجب
يرتدي ثياب بالية متسخة ويتناول العطايا من الزوار ويدخل بها الدار ثم يعود بعد قليل ليسمح لصاحبها بالدخول على حضرة الشيخ علوش .. وسمعتهم ينادون ذلك المسخ  بعطوة ..
كان أهل القرية قد اعتادوا على وجهي بعد الفترة التي قضيتها في القرية لذا فقد تعرفوني حينما توجهت إلى عطوة  وطلبت منه مقابلة علوش ..
وتجاهلت نظرات مريدي علوش من أهل القرية التي أعرف فحواها
لقد جاء البيه الضابط بنفسه للشيخ علوش ليطلب منه البركة قبل الزواج .. الشيخ علوش سره باتع ..بركاتك يا شيخ علوش ..
حتى الضباط القادمون من مصر يخشونه ..
وابتسم مساعده الوغد ابتسامة منتصرة قبل أن يستدير ليعلم سيده لكنني استوقفته وقلت ضاغطاً على حروف كلماتي :
-         <!--[endif]-->اخبره أنني انتظره هنا ..
ثم استطردت  في اشمئزاز حقيقي :
-         <!--[endif]-->لن اتقدم أكثر فالرائحة  لا تطاق ..
هنا تجمد الحاجب ولم يعلق ولا أدري هل صدم من الإهانة أم  لكوني أجد المكان كريه الرائحة .. استدار ودفع الباب واختفى هناك
عيون المريدين تقول الكثير .. كنت بالنسبة لهم اسير في طريق نهايته معلومة من خبرات سابقة مع من سبقوني من ضباط .. صحت فيهم باشمئزاز  :
-         <!--[endif]-->كيف تتحملون تلك الرائحة ..
انتفض الجلوس وهم بعضهم بالقيام لكنني أشرت لهم في صرامة
- أن اجلسوا .. العرض لم يبدا بعد يا سادة ..
ومرت دقائق عديدة حتى انفتح الباب ثانية ..وهبت رياح عفنة جعلتني اتراجع شاعراً بالغثيان .. وشهق الجلوس غير مصدقين أن علوش بنفسه خرج لملاقاة الضابط القادم من مصر ..
-         <!--[endif]-->خير  يا بيك ...
صوت متحشرج من حنجرة مصابة بالسرطان أو هي في سبيلها  
لذلك .. ووجه متغضن علته السنون أسنان نخرة وقامة غاية
في القصر وحتى تزداد الطين بلة كانت عينه اليمنى عوراء .. وثيابه بلغ منها القذر والوسخ مبلغه ..
المكانة هنا على قدر الوسخ فيما يبدو .. لقد كان الحاجب نظيفاً طيب الرائحة بالنسبة لسيده المبجل القادم من مجرور ...شئ أخر كان بادياً عليه للوهلة الاولى ..هذا الدجال يكرهني وبشدة كانما هو يعرفني منذ سنين طوال ..
وضعت كفي حول أنفي قائلاً :
-         <!--[endif]-->أنت إذن علوش ..؟
ازداد الوجه تغضناً ففهمت أنه مستاء .. وبعينه اليسرى السليمة  رمقني في فتور .. لسان حاله يقول : من أين اتت تلك الذبابة الحمقاء لتقف في وجه طوربيد مثلي ...قال باقتضاب :
-         <!--[endif]-->بعينه ..
-         <!--[endif]-->هل أخبرك ذيلك من أنا ..؟
 أجاب بصوت خالي من المشاعر :
-         <!--[endif]-->أنت  غني عن التعريف يا بك ..
ابتسمت في مقت قائلاً :
-         <!--[endif]-->لقد أخبرت أنك دجال تستغل هؤلاء المغفلين ..خصوصاً المقبلين على الزواج ..هه
وضع بعض الجلوس كفه على صدره وسرت همهمات الدهشة
ونضح الذعر من الوجوه .. لابد أنهم يترحمون علي الأن في نفوسهم .. صبراً يا حمقى ..
-         <!--[endif]-->أنا خدام لأهل القرية أعالج السحر والمس والحسد ..
ثم مصمص بشفتيه كما تفعل المصريات المحترفات قائلاً   :
- دجال ..سامحك الله يا بيك ..
العجوز البالي يجيد السخرية بطريقة الحواري .. هنا بدأ صوتي يعلو :
-         <!--[endif]-->لا تسيء فهمي يا شيخ علوش .. فأنا مقبل على الزواج وبما انك مهم جداً لأهل القرية فيمكننا اعتبارك من أعيانها لذا جئت كي أدعوك لحفل زفافي .. فهل ستأتي .. ؟
تبادل العجوز النظرات مع ذيله ثم عاد ليقول لي بنفس الطريقة الباردة الخالية من أي مشاعر :
-         <!--[endif]-->هذا واجب يا حضرة الضابط ..
لوحت له بكفي صائحاً :
-         <!--[endif]-->سأنتظرك يا شيخ علوش ..
قال مؤمناً وهو يشير إلى عينه العوراء :
-         <!--[endif]-->عيني ..
ثم أخرج من بين طيات ثيابه لفافة مريبة لوح بها لي في بطء مستطرداً :
-         <!--[endif]-->وهذا حجاب مجاني إكراماً للحكومة ..
نظرت إليه وقلبي يغلي حقداً .. كنت قد  قررت أن انهى تلك المهزلة .. قبضت على يده الممسكة بالحجاب المزعوم  وقلت له ضاغطاً  على حروف كلماتي :
-         <!--[endif]-->شيخ علوش..سأعطيك مهلة  كي تبحث لك عن نشاط  أخر غير الدجل في كفور الصوالح لأنني لن أسمح لك بذلك ..
-         <!--[endif]--> ًأنا لا أوذي أحداً ..
-         <!--[endif]-->هذا لأنك لا تفهم معنى الإيذاء أصلاً ..
ثم التفت إلى القوم الجلوس الذين تجمدوا في أماكنهم واستطردت في تقزز  :
-         <!--[endif]-->متخلفين ..
قلتها ثم  استدرت مبتعداً عن ذلك المكان الكابوسي ..
رباه كيف كان يرمقني الشيخ علوش في تلك اللحظة وقد اوليته ظهري .. لقد اهنته وتحديته امام أهل القرية وليصنع أقصى ما عنده ..وليركب أعتى ما لديه من خيل دجله وشعوذته  ولنرى .. ساتزوج فاطمة ولن يحدث شئ وساعتها سيدرك العامة مقدار حمقهم واستغفال علوش لهم ..
وتنهار اسطورته .. وحينما أمر ديريني وعبد الرحيم بالقبض عليه فسينفذان بكل الغل والحقد الذي خلفته سنين الخوف من علوش .. كان هذا هو ما خططت له .. ولم اكن أعرف ما تخبئه لي الأيام .. لكنني أراني الأن عائداً إلى النقطة مختالاً كالطاووس
الأحمق الذي استفز لتوه ذئباً جائعاً لا يرحم ...
لم يحدث لي شئ بعدها كما توقع لي أهل تلك القرية وعلى رأسهم
فاطمة وأهلها .. لكن لسان حالهم كان يقول : الانتقام موعده يوم الدخلة .. حينها سيقرر الشيخ علوش أن يسلب الضابط القادم من مصر فحولته وسيخرج في اليوم التالي مثل الطائر المنكس منتوف الريش ..
وكنت أنا أقابل كل هذا بابتسامة هادئة غير مهتمة .. لكنني كنت أفكر في ذلك الكابوس الذي ظل يلاحقني في تلكم الأيام التي تلت لقائي بعلوش ..
                               ***
 الحقل والظلام وصوت العواء إياه وكنت مازلت أعدو لكن ليس فراراً من ذئب هذة المرة .. وإنما فراراً من شئ
أخر يطاردني وهو يلهث والزبد يتطاير من شدقيه ..كيان أسود
أشبه بكلب ..ولم يكن له ظل ..كيف ادركت هذا في الحلم وانا اجري امامه ؟.. لا ادري لكن هذا هو ما بثه الحلم في عقليً .. 
ولم تدم المطاردة طويلاً ..سرعان ما لاح لي ذلك البيت الطيني
وشممت الرائحة الخبيثة إياها ..منزل علوش في الحلم يبدو كالكابوس داخل كابوس .. ولا مناص إلا بالدخول فراراً من الكلب الأسود الذي لا ظل له ..وبالفعل دفعت الباب ودخلت ..
كان هناك يبتسم بعينه الواحدة ويشير لي ان هلم ..
حاولت ان اقول شيئاً لكن صوتي لم يغادر حنجرتي .. كانت هناك مائدة خشبية عليها ساعة رملية غريبة الشكل .. في أعلاها سائل أحمر كالدم ينساب ببطء للجزء السفلي ..ما معنى هذا .. صرخت ..
وكالعادة لم يخرج صوتي للفضاء .. كررت الصراخ .. حتى تحررت صرخة مدوية ادركت على إثرها انني تحررت من ذلك الكابوس وعدت إلى عالمي حيث حجرة الاستراحة القابعة فوق النقطة ..
ما معنى هذا الكابوس .. ؟ ومن قال ان للكوابيس معنى ..هذا تجده عند العوام أما عندي فلم يكن هذا سوى نتيجة حتمية للقائي بعلوش
وتأثر عقلي الباطن بذلك .. وهكذا عدت أغوص في فراشي من جديد ..والعد التنازلي ليوم الزفاف يصل إلى الذروة .. وتأتي ساعة الحسم ..
                            ***





 

amrmuostafa

عمرو مصطفى

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 272 مشاهدة
نشرت فى 2 سبتمبر 2013 بواسطة amrmuostafa

ساحة النقاش

عمرو مصطفى

amrmuostafa
قصص وروايات ومقالات »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

57,313