برامج للعطلة الصيفية توقد الحماس وتنمي المهارات وتضع ابنك على الطريق المستقيم
آخر أيام الامتحانات هو يوم فاصل في حياة أبنائنا وبناتنا ينتقلون بعده من الشدة والجد إلي الدعة والراحة، من المذاكرة وعناء الدراسة إلي الترفية واللعب؛ فما أن ينتهي أطفالنا من تسليم أوراق الإجابة للمراقبين حتى ينطلقوا خارج قاعات الامتحانات مهللين فرحين منشدين " خدنا أجازة.. أجازة سعيدة " ويبدأ كل منهم في استحضار كل ما يخطر بباله من وسائل الترفيه واللعب المحببة إلي نفسه والتي حرمته منها المذاكرة والكتب الدراسية التي صارت بالنسبة له كقيد وسجن يحول دون رغباته ومتعته.. فتحولت الدراسة إلي قيد وسجن وصارت الأجازة مرتعا للعب واللهو دون ضابط أو رابط.. ولكن هل لكي سيدتي في برنامج لأجازة طفلك حافل بألوان الترفية واللعب وكذلك التعليم والتربية البدنية والنفسية والاجتماعية حتى إذا ما هل عام دراسي جديد استقبله أطفالنا باشتياق وحماس.. هذا هو ما يستعرضه الموضوع التالي.
في البداية يقول د. محمد مختار "أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية" أن الطفل بمجرد انتهاء العام الدراسي يتصور أنه قد أنهي ما عليه من عمل وواجبات وأنه قد حان وقت اللعب واللهو أو " الانتقام " بمفهوم الطفل من ضغط المذاكرة والدراسة .. ومن هنا فعلي الأسرة أن تتبع نظاما دقيقا بعيدا عن الأوامر والضغوط حتى يستفيد الطفل من أجازته دون أن يفقد الترفيه والمتعة.
ويري د. مختار أنه علي الآباء أن يشركوا أولادهم في وضع البرنامج الخاص بأجازتهم وتوعيتهم بأن الأجازة لا تعني الفوضى وتضييع الوقت، وأن المتعة ليست فقط في اللعب وإنما المتعة موجودة في عدة أمور
أولها : العلاقات الاجتماعية وصلة الأرحام والقيام ببعض الواجبات الاجتماعية كالتعاون مع الجيران في تشجير المنطقة وتجميلها مثلا , أو بالمساهمة في خدمة المسجد.
ثانيا : يمكن للطفل أن يجد متعته كذلك في القيام بنشاط رياضي والمشاركة في أنشطة مراكز الشباب والنوادي الرياضية والمسابقات التي تعقد بها والتي تحافظ علي حماس ونشاط الطفل من أجل الفوز في النهاية.
ثالثا : تنمية المهارات وممارسة هوايات المفضلة كالرسم أو الإنشاد أو الكتابة والشعر وما إلي ذلك.. من أهم ما يمكن للطفل أن يركز عليه في أجازته.
رابعا : علي برنامج الأجازة أن يقطع جزء من وقت الطفل ولو ساعة يوميا للمعرفة وزيادة الوعي الثقافي من خلال ارتياد المكتبات العامة لقراءة الكتب والقصص المفيدة الهادفة ويمكن أن نشجع الطفل علي اقتطاع جزء من مصروفة ليبدأ مشروعا مثمرا بتكوين مكتبة شخصية له في المنزل من الكتب التي يهواها ويستمتع بقراءتها.
خامسا : كبديل لجلوس الأطفال أمام التليفزيون الذي يصعب السيطرة علي المواد التي تقدم من خلاله يمكن أن تعمل الأسرة علي تكوين مكتبة فيديو أو اسطوانات مدمجة من الأفلام والمسلسلات الهادفة خاصة التاريخية والتي تحكي قصص السلف وأبطال الإسلام ويمكن أن تكون تلك المواد في هيئة أفلام كرتون أو قصص " تروي بنظام حكائي جذاب " وفي حالة عدم التمكن من ذلك يمكن اختيار الوقت المناسب لاختيار المواد الإعلامية المناسبة.
سادسا : علي الأب أن يصادق ابنه ويصطحبه معه في أدائه للعبادات وأعمال الخير كان يصحبه معه للصلاة في المسجد وفي جولته للتصدق علي الأسر الفقيرة ورعاية اليتامى ويمكن للطفل أن ينضم لحلقات حفظ القرآن بالمسجد عقب صلاه العصر.
سابعا : علي الأسرة أن تهتم بالجانب الترفيهي للطفل وبالألعاب والأماكن المحببة إليه وان تنظم رحلات وفسح داخل المدينة وخارجها.
هذه هي العناصر الأساسية لبرنامج أجازة الطفل ويمكن أن يقسم الطفل لثلاث فترات:
الفترة الصباحية:
1 - يصطحب الأب طفله لصلاة الفجر بالمسجد.
2 - ممارسة رياضة المشي لمدة نصف ساعة عقب الصلاة لاستنشاق الهواء النقي والقيام ببعض التمارين الخفيفة.
3 - تناول الإفطار مع الأسرة.
4 - يرتب الطفل غرفته ويساعد في بعض أعمال المنزل.
5 - القيام بعمل خيري أو اجتماعي
6 - فترة مناسبة لتنمية المهارات وممارسة الهوايات المحببة للطفل.
7 - مشاهدة التليفزيون أو الجلوس علي الكمبيوتر لمده لا تزيد عن ساعتين مع اختيار البرامج والمواد الملائمة.
فترة بعد الظهيرة:
8 - صلاة الظهر بالمسجد.
9 - الراحة والنوم أثناء فترة القيلولة لمدة ساعة ونصف.
10 - علي الوالدين أن يحرصا علي أن يفقها ابنهما في الدين وليكن ذلك مثلا من خلال حضور الدرس بالمسجد أو من خلال شريط فيديو أو برنامج تليفزيوني بإحدى القنوات الإسلامية.
11 - تناول الغذاء وصلاة العصر بالمسجد.
12 - الانضمام لحلقة حفظ القرآن بالمسجد عقب الصلاة.
13 - فترة مفتوحة يختار فيها الابن عمل شيء يحبه.
الفترة المسائية:
14 - أذكار المساء وصلاة المغرب.
15 – الخروج في زيارة الأهل وصلة الأرحام أو الجلوس مع الأسرة للسمر لمدة ساعة.
16 – النوم مبكرا استعدادا ليوم جديد.
ويري د. محمد علي " أستاذ علم النفس بآداب القاهرة "أنه علي الوالدين أن يضعا محفزات تزيد من حماس طفلهما وحرصه علي الالتزام ببرنامج الأجازة قدر الإمكان كان يربطا بعض أجراءه بالجوائز والهدايا فيجعلها هناك هدية لطفلهما أن استطاع مثلا حفظ خمسة أجزاء من القرآن خلال الأجازة وان يدعا الطفل يقيم نفسه يوميا ماذا أنجز وماذا حقق وهل التزم بالبرنامج أم أنه قصر في تنفيذه وفي حالة إذا ما أصاب الطفل وأنجز شيئا جميلا فعلينا أن نحمد للطفل فعله ونكافئه عليه كأن نأخذه في رحلة.
كما أنه علي الأب والأم أن يتفهما أن الطفل في أجازته يميل إلي اللهو واللعب أكثر من التقيد ببرامج أو نظام دقيق لذا فعليهما أن يحذرا استخدام العقوبات الشديدة وأسلوب الاستجواب في حالة الخطأ وإصدار الحكام المسبقة أو استعجال النتائج، كما أن زيادة الوعظ علي حساب الترفية يجعل الطفل يشعر بالملل.
ساحة النقاش