alyarmouksociety

الأسرة المتماسكة تواجه تحديات الحاضر والمستقبل

اليوم العالمي لإزالة الأسلحة النووية 2 حزيران يونية

 International Day to Abolish Nuclear Weapons

موجز إعلامي: الآثار الصحّية الكارثيّة للأسلحة النوويّة ”نحو عالم بلا أسلحة النوويّة“ د. غسان شحرور

 

أقام فرع دمشق لنقابة الأطباء محاضرة تحت عنوان الآثار الصحّية الكارثيّة للأسلحة النوويّة للدكتور غســان شـحرور. بدأ الدكتور غســان شـحرور المحاضرة بالحديث عن يوم الـسادس من آب/أغسطس سنة 1945، مع نهاية الحرب العالمية الثانية، عندما قامت إحدى الطائرات الأمريكية بإلقاء القنبلة الذرية على مدينة"هيروشيما"، ودمرت نحو 90% من مباني ومنشآت المدينة، وقتلت أكثر من ثمانين ألف شخص، كما جرحت تسعين ألف شخص آخر، وبقي عشرات الآلاف بدون مأوى. كانت الأبخرة الناجمة عن التفجير ذات قطر يقدر بميل ونصف، وسبب تدميراً كاملاَ لمساحة قطرها ميل، كذلك امتد اللهب لأكثر من ثلاثة أميال. إن دماراً بهذا الحجم لم يكن ليستثني البنية التحتية الطبية ولا الأطباء ولا المعدات. فأشارت التقارير إلى مصرع 270 طبيباً من أصل 300 في هيروشيما، و1654 ممرضا من أصل1780، و112 صيدليا من أصل 140. حتى الآن، لا تزال آثار هذه القنبلة في البيئة المجاورة والبعيدة، وتؤدي إلى أمراض وتشوهات عديدة بين سكان تلك المناطق، علما أن تلك القنبلة الذرية التي استخدمت في ضرب هيروشيما، تعد متواضعة وصغيرة بمقاييس الأسلحة النووية الموجودة حالياً في العالم، والتي يبلغ عددها نحو 23 ألف رأس نووي. تحدث أيضا عن العواقب الكارثية الإنسانية للأسلحة النووية التي يمكن أن تحدث حتى في حال نشوب حرب نووية إقليمية أو خطأ أدى إلى تفجير أقل من 1% من الترسانة النووية العالمية، من هذه الآثار عدد كبير من القتلى، وحروق الإشعاع الناتج، والعمى والتسممات، والتلوث الشعاعي في البيئة على نطاق واسع بالإضافة إلى الهطول الإشعاعي الذي يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، وينجم أيضا ما يعرف باسم الشتاء النووي الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض محاصيل الغذاء العالمية وتغير المناخ لعدة سنوات فتحدث ما يعرف باسم المجاعة النووية. كذلك الآثار البعيدة كتشوهات المواليد والسرطانات المختلفة والتسممات المزمنة وغيرها.

 

كما أوجز بالدليل الذي يقوم المحاضر بإعداده تحت عنوان "نحو عالم خال من الأسلحة النووية" الذي يأمل أن يشكل معيناً أولياً، لكل المهتمين في مؤسساتنا الحكومية وغير الحكومية، والدينية، والمجالس التشريعية (البرلمانات)، وبشكل خاص، وسائل الإعلام، المقروءة والمسموعة والمرئية، بالإضافة إلى المتطوعين في ميادين العمل الإنساني والتنموي، لتعزيز جهود إرساء اتفاقية دولية، تعمل على حظر استخدام الأسلحة النووية، وصناعتها، ونقلها، والاتجار بها، أو الاستثمار فيها، بالإضافة إلى تفكيك الموجود منها، في جميع أنحاء العالم، من أجل سلامة وأمن ورفاه المجتمع الإنساني الذي لا يتحقق إلا في عالم خال من الأسلحة النووية.

       كما قال: لقد دقت حادثة مجمع فوكوشيما النووي ناقوس الخطر بسبب تضرره بفعل الزلزال والتسونامي اللذين ضربا المنطقة في مارس/ آذار 2011، والآثار الكارثية التي لحقت بالبيئة، والمخاطر الجسيمة التي كان يمكن أن تحدث إذا ما أدى ذلك إلى انفجاره ليست فقط في اليابان بل في أماكن أخرى من العالم.

 

       أفاد أيضاً: تصرف الدول النووية سنوياً أكثر من 105 مليار دولار أمريكي للمحافظة عليها وصيانتها وتطويرها. لقد أثارت حادثة مجمع فوكوشيما النووي من جديد كابوساً لطالما راود الإنسان، في كل مكان، وهو شبح هذه الأسلحة الفتاكة’ التي تهدد، وفي كل لحظة، البنية التحتية للحياة على وجه الأرض، فقد تنفجر بسبب حرب، أو خطأ فردي، أو كارثة طبيعية كالزلازل والأعاصير والفيضانات، يمكن أن تحدث هنا وهناك، في الأرض أو البحر، بل يمكننا القول أن هذه الأسلحة النووية قد منحت الإنسان، ولأول مرة، القدرة على تدمير نفسه بنفسه، وخلال ساعات معدودة.

 

      لقد صعّدت جمعيات الهيباكوشا اليابانية (الناجون من هيروشيما وناجازاكي)، من جهودها، وصعّدت رسائلها الموجّهة إلى العالم: (لا نريد هيروشيما أخرى)، و (لا نريد أسلحة نووية في العالم). نعم..استخدمت المنظمات الإنسانية والحقوقية، لاسيما الحملة العالمية للقضاء على الأسلحة النووية (آيكان) International Campaign to Abolish Nuclear Weapons، وأطباء ضد الحرب النووية، هذه الحقائق في الدعوة للتوصل إلى اتفاقية دولية تحظرها وتعمل على التخلص منها، مؤكدة أن بقاء هذه الأسلحة أشد خطراً من أي كارثة أخرى، كما أن الاستنزاف الهائل للموارد الاقتصادية والذي يزيد عن مائة مليار دولار تنفق سنوياً على صيانتها وتحديثها، يمكن توجيهها لتحقق الكثير للإنسان والمجتمع العالمي في مواجهة الفقر والجهل والمرض، وفي بناء بيئة مستدامة تنعم بها البشرية.

 

     وهكذا أثمرت هذه الرسائل الإنسانية في تعزيز موقف الرأي العام تجاه هذه القضية من أجل حث حكومات العالم على التوصل إلى الاتفاقية المنشودة التي استجابت لها أكثر من 146 دولة. نعم إنها رسائل الضمير الإنساني، رسائل تستحق أن نبذل لتحقيقها كل ما نستطيع، فالإنجازات العظيمة تبدأ دائماً بخطوات صغيرة.

المصدر: Arab Human Securty Network
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 427 مشاهدة

ساحة النقاش

جمعية اليرموك السورية

alyarmouksociety
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

98,341