لنعظم شعائر الله ونؤدي ما أمرنا الله به في هذه الايام العزيزه المباركه "قال تعالي وإذكروا الله في أيام معدودات" وقال حبيبنا وشفيعنا صلي الله عليه وسلم " إن لربكم في أيا م دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها" لنتعرض لها ونغتنم كل لحظه منها حتي نكون من السباقين في الخيرات المسارعين فيها يقول المولى جل وعلا" ليشهدوا منافع لهم ويذكروا الله في أيام معلومات علي ما رزقهم من بهيمة الانعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير". اخوتى فى الله أيام العشر الاوائل فاضل العلماء بينها وبين العشر الاواخر من رمضان فوصلوا إلي أن أيام العشر الاوائل من زي الحجه افضل ثم أيام العشر الاواخر من رمضان، الا أن ليالي العشر الاواخر من رمضان أفضل من ليالي العشر الاوائل من زي الحجه. لماذا كل هذه الخيرات وهذه المكافئه العظيمه والاجر الجزيل في العشر الاوائل من ذو الحجه ؟ لأنه لا تجتمع العباده بهذه الكثافه وهذا التكامل في أي أيام أخري من أيام السنة ( الحج الصيام الاضحيه الدعاء التكبير التهليل التحميد الصدقات مباهاة الله بعباده ملائة السماء ). وسرد الشيخ حسان الحديث الشريف : عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني أيام العشر - قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء ) ، وروى الإمام أحمد رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : ( ما من أيام أعظم ولا احب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ). ثم بعد ذلك استعرض أنواع العمل في هذه العشر حيث قال يأتى أداء الحج والعمرة فى مقدمة هذه الأعمال وهو أفضل ما يعمل ، ويدل على فضله عدة أحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم : ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) وغيره من الأحاديث الصحيحة . وثانى عمل صيام هذه الأيام أو ما تيسر منها وخاصة يوم عرفة ، ولاشك أن الصيام من أفضل الأعمال وهو مما اصطفاه الله لنفسه ، كما في الحديث القدسي : ( الصوم لي وأنا أجزي به ، انه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله ، إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً ) متفق عليه ،( أي مسيرة سبعين عاماً ) ، وروى مسلم رحمه الله عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده) . والعمل الثالث التكبير والذكر في هذه الأيام لقوله تعالى : ( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ) وقد فسرت بأنها أيام العشر ، واستحب العلماء لذلك كثرة الذكر فيها لحديث ابن عمر رضي الله عنهما عن أحمد رحمه الله وفيه : ( فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ) وذكر البخاري رحمه الله عن ابن عمر وعن أبي هريرة رضي الله عنهم انهما كانا يخرجان إلى السوق في العشر ، فيكبرون ويكبر الناس بتكبيرهم .وروى إسحاق رحمه الله عن فقهاء التابعين رحمة الله عليهم انهم كانوا يقولون في أيام العشر : (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد) . ويستحب رفع الصوت بالتكبير في الأسواق والدور والطرق والمساجد وغيرها ، لقوله تعالى : ( وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ) ولا يجوزالتكبير الجماعي وهو الذي يجتمع فيه جماعة على التلفظ بصوت واحد ، حيث لم ينقل ذلك عن السلف وانما السنة أن يكبر كل واحد بمفرده ، وهذا في جميع الأذكار والأدعية إلا أن يكون جاهلاً فله أن يلقن من غيره حتى يتعلم ، كما يجوز الذكر بما تيسر من أنواع التكبير والتحميد والتسبيح ، وسائر الأدعية المشروعة .. والعمل الرابع اخوانى فى الله هو التوبة والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب ، حتى يترتب على الأعمال المغفرة والرحمة ، فالمعاصي سبب البعد والطرد ، والطاعات أسباب القرب والود ، وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ان الله يغار وغيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه ). ونأتى للعمل الخامس الذى هو من المفترض ان يكون منهجنا الذى نسير عليه فى كل أيام الله وهو كثرة الأعمال الصالحة من نوافل العبادات كالصلاة والصدقة والجهاد والقراءة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك فانها من الأعمال التي تضاعف في هذه الأيام ، فالعمل فيها وان كان مفضولاً فأنه أفضل وأحب إلى الله من العمل في غيرها وان كان فاضلاً حتى الجهاد الذي هو من أفضل الأعمال ياسبحانه الله . ولاننسى الأضحية في يوم النحر وأيام التشريق ، وهو سنة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين فدى الله ولده بذبح عظيم ، ( وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبّر ووضع رجله على صفاحهما ) . وقد روى مسلم رحمه الله وغيره عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضّحي فليمسك عن شعره وأظفاره ) وفي رواية ( فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره حتى يضحي ) ولعل ذلك تشبهاً بمن يسوق الهدي ، فقد قال الله تعالى : ( وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ) وهذا النهي ظاهره انه يخص صاحب الأضحية ولا يعم الزوجة ولا الأولاد إلا إذا كان لأحدهم أضحية تخصه ، ولا بأس بغسل الرأس ودلكه ولو سقط منه شيء من الشعر . وعلى المسلم ايضاً الحرص على أداء صلاة العيد حيث تصلى ، وحضور الخطبة والاستفادة لماذا اخوة الاسلام حتى نعرف الحكمة من شرعية هذا العيد ، وانه يوم شكر وعمل بر فلا يجعله يوم أشر وبطر ولا يجعله موسم معصية وتوسع في المحرمات كالأغاني والملاهي والمسكرات ونحوها مما قد يكون سبباً لحبوط الأعمال الصالحة التي عملها في أيام العشر ياسبحانه الله تمسكوا بدينكم تهتدوا . وأخيراً بعد ما سمعنا كل ذلك ينبغي لكل مسلم ومسلمة أن يستغل هذه الأيام بطاعة الله وذكره وشكره والقيام بالواجبات والابتعاد عن المنهيات واستغلال هذه المواسم والتعرض لنفحات الله ليحوز على رضا مولاه والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل فقد أوصانا الله سبحانه و رسوله صلي الله عليه وسلم بالايام المعدودات والمعلومات فهل سنسمع ونطيع؟ ام سنلهوا ونضيعهم ونخسر الاجر؟ فإن كا ن التسابق في الخير تقل فيه الحماسة في بعض الأيام فنحن قادمون علي مرحله حساسه في السباق نحو الله ورضائه لنستعد من الان لننال اعظم الدرجات في السباق الكريم " وسارعوا الي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين
عدد زيارات الموقع
14,973
ساحة النقاش