يشدّ كتابنا هذا رحاله في طلب الغامض من خفايا الفعل التربوي. ويجد في استكشاف منظومة معقدة من التفاعلات الرمزية والأيديولوجية، التي توظفها المدرسة لتصنيع النخب وإسقاطه المقهورين حسب تعبير باولو فرايري.

إن ما يحدث في المدرسة، يجري بتأثير منظم وصامت، لمنظومات متعددة من الفعاليات الأيديولوجية والطبقية الموجهة التي تحكم المجتمع. فالرسوب والنجاح والتفوق وتفتح العبقرية، عمليات تنظم في دهاليز الأيديولوجيا الثقافية، التي تفرضها رموز الهيمنة والسيطرة الطبقية.

إن ما يجري في المؤسسة المدرسية، من فعاليات خفية، يتحدد وفقاً للمسافة التي تفصل كل فرد فيها عن معالم الثروة والقوة والمعرفة. وهذا الكتاب يهدف إلى إسقاط الأوهام الأيديولوجية المكثفة حول المدرسة، ويسعى الى استنهاض وعي نقدي منظم بفعالياتها ووظائفها وممارستها في دائرة علاقاتها مع الطبقة والدولة والنخب الثقافية. إنه يستكشف خفايا الحياة المدرسية، ويهتك حُجُبَ الغامض والمضمر في كل فعل تربوي مؤدلج. إنه يستنفر العقل العام من أجل فهم أفضل لفعاليات الحياة المدرسية وإسقاط الأوهام الأيديولوجية التي تشكّلت في وعينا عن بنية المدرسية ووظائفها.


ساحة النقاش

هدى علي الانشاصي

alenshasy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

10,398,300