اجناس الأدب
1- الأدب الشعرى
2- الأدب النثرى
أنواع الأدب النثرى
1- مبدع المقال الصحافى يكتب ويسمى الأديب الصحافى 0
يكتب وينتج أدب المقال0
والعنوان الظاهر بوضوح وقناعة لدىّ ، وعنوان لما يجب أن يكون عليه الأدب والأديب ، هو الكاتب الأديب فهمى هويدى ، فمقاله قضية من فساد أو ظلم أو خلل فى المجتمع المحلى أو القومى أو العالمى ، يفندها ويطرحها بفكر مشبع من عقيدة سماوية تترقرق فى مداد من حروفه وكلماته وجمله دون أن تمسك بها ولكن يحسها من له قلب سليم ، وعباراته الكاشفة ، المحترف التصوير والتمحيص لفكرة تهم قطاعا كبيرا من البشر، ليحللها ويوضحها ويكشف عيوبها ويسبر أغوارها ، ويضع الحلول لها فى نهاية المطاف ، بلغة جميلة وكلمات يعيد إليها الحياة بعد أن ماتت من قاموسنا اليومي ومحادثاتنا اللحظية من العامة والنخبة ، ويؤكد أن لغتنا ليست قاصرة عن استيعاب ما نود الكلام به من تعبيرات جديدة ، يشعر الكثير منا أنها لم تعد كافية لتلبية احتياجاتنا ؛ وبسببها هرب الشباب إلى لغات أخرى ظنا منه أنها تكفى وتستوعب وتلبى تعبيره ومفرداته التى لم ينمها يوما بلغته التى شرفها الله، حتى من خلال الصحف 0 ويتحقق فى مقاله الفكر والفكرة واللغة ، مما يحقق لنا إمتاعا ذهنيا من عدم الإسهاب فى الوصف 0 وتعلم إذ جعلنا نفكر ونبتكر ونتخيل ما انتقصه متعمدا ليوسع مداركنا ويجعلنا مؤلفين مثله ، ويشدنا للتخيل 0 وعظة مما يفهمه أصحاب القلوب السليمة لما شاء له من فهم.
وكذلك الكاتب الصحافى الكبير عادل حموده
2- مبدع قولي يكتب ويسمى الأديب الروائى0
ينتج القصة بأنواعها : القصيرة والروائية والملحمية والقومية.
3- مبدع فعلى يصنع ويسمى الأديب الدرامي
ينتج الفيلم والمسلسل والمسرحية بكل أنواعها، المأسملهاة بأنواعها ، والمأساة بأنواعها ، والملهاة 0
أفرق بين ثلاثة أنواع من الإبداع مع أن النبع واحد ، نعم أقصد ذلك 0
أولا : لأن المبدع القولى الروائى هو الذي يستعمل الكلمات والجمل ويسكبها على الورق فتظل قولية فقط ، ومثله الصحافى ؛ ولأنه يكتب عن ماض وحتى إن استعمل المضارع ، إن من يقرؤها تظل معه قولا لا فعلا ، وإن كانت تتبدى فى مضمونها وإدراكها وفهمها الكلى قولا وفعلا ، ولكن تظل قولية لأنها تحاكى بالكلمات المكتوبة أحداث القصة و ما يقال وما يفعل فيها ، مرتكزا على الأسلوب الوصفى الذي يكتب وراء بعضه يعتمد على الكلام الوصفى المباشر من المؤلف أو من يمثله وينوب عنه راويه فى أحايين كثيرة ، ومرتكزا على السرد ، والحوار فى بعض الأحايين 0
ثانيا : بينما الأدب الدرامى المصنوع يعتمد على الأسلوب الفني المباشر ، من الشخوص نفسها ، والذي يعتمد على السيناريوا ، والحوار المنطوق المتبادل بين الشخصيات ؛ نظرا لحاجاتهم وتفاعلات أذهانهم مع فكرهم لما يحتاجون التعبير عنه المفصح المبين لمتطلباتهم واختياراتهم ، وكأنه منهم ليس هناك من ورائه مؤلف يبدعه ويكتبه وينظمه ، ويكون ما يفعل ويقال فى الحاضر أو المستقبل لأنه يمثل وينفذ من الممثلين الذين يحققونه فى الحاضر نراه نحن واقعا أى منفذا يجرى أمامنا0
وأما قولي مبدعا فعليا فهي تحاكى بالكلام المسموع والصورة الحية المتحركة أحداث القصة أى يقوم بفعلها أشخاص يمثلون أحداثها ويقولون مضامينها ، ويحولون كل قول فيها إلى فعل مرئي يعتمد على الصوت و الحركة الجسدية المرئية للشخوص فتبدو مجسمة أمامنا فى شخوص مثلنا من لحم ودم ، وبذلك تكون أكثر إقناعا وإمتاعا لنا مما هو قولي فقط ، الذي ليس به حياة إلا من تخيله وهذا يتطلب جهدا من متناوله كبيرً ؛ لا يتوافر فى الكثيرين منا نحن الذين لم نتعلم ، ومن تعلم لم يتعلم التعليم الكافي التام الصحيح ؛ ومن تعلم التعليم الصحيح لا تستهويه القراءة والمطالعة ؛ نظرا لعدم تدريبنا عليها وغرسها فينا 0
ونستنتج من ذلك أن الأدب القولى يختص به المبدع الروائي وبعض أصحاب المقال الصحافى غير المعتمد على لغة الصحافة الميسرة السهلة المبسطة التى تحاكى العوام بل بلغة فصحى لها معاييرها التى سبق ذكرها ، والأدب الفعلي يختص به المبدع الفني الدرامي 0
ونستنتج من ذلك نوعين من المؤلفين لجنس واحد وهو الأدب:
النوع الأول من المؤلفين :
وهو الذى يكتب مباشرة منه لجمهوره دون وسيط أو راو ينوب عنه ، وذلك بإيجاز شديد موحى بأكثر مما تحتمله حروفه وكلماته وجمله ، وهو ما يمتاز به الأديب الصحافى المحدد مقاله بالكلمات 0
النوع الثانى من المؤلفين:
وهو من يكتب غير مباشر لجمهوره ، ويلجأ إلى من ينوب عنه وهو الراوي أو يقص ما يريد على لسان شخوص قصصه بقال ويقول 0
- مؤلف القول المكتوب هو الأديب الروائي 0
- مؤلف الفعل المرئي هو الأديب الدرامى0
والدرامي من الدراما وكلاهما ليس من أقوال ولا من كلام العرب ولا من قولي ولكنه من قول الفيلسوف العبقري (أرسطو) ويقصد به الفعل الفني المصنوع صناعة جيدة وقد استوحاها من أهل بلده الأثينيين 0
ما الذي يفرق بين المؤلفين المبدعين ؟
وكيف تكون معايير تصنيفهم وترتيبهم من حيث الشأن والمنزلة والمكانة ؟
المعيار والمصنف والمرتب هو الله ، لماذا ؟
وكيف ذلك ؟
الشرط : من يحافظ على شرف اللغة ويشرفها 0
النتيجة: يحوز المرتبة العليا والمنزلة الرفيعة 0
لماذا ؟؟
أولا: لأن الله – تعالى - شرّف اللغة العربية دون سواها بأن اختارها وفضلها لتكون لغة قرآنه العظيم ، وهى اللغة العربية الفصحى التى لا هى بنثرية ولا بشعرية بل بلغة عربية معجزة لا يستطيع المؤلف أن يأتى بمثلها ، وعليه أن يأتى بلغة عربية نثرية ؛ لأن أحاديث الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - جاءت بلغة عربية فصحى نثرية ، ومن الجائز الجميل أن يطعمها ببعض الشعر إن استطاع إلى ذلك سبيلا لأن الشعر ديوان العرب وفخرهم ، كما أن فطاحل المفسرين وجهابذة رواة الحديث استعانوا فى كتاباتهم الفصحى النثرية بأبيات الشعر الدالة ، للدرجة التى وصل فيها الطبري ليدلل على صدق واثبات صحة معنى ووزن وأصل الكلمة القرآنية فى موضع ما بالشعر قياسا وتدليلا وإثباتا هذا أولا 0
ثانيا : أن الشعر عند العرب أعلى منزلة من النثر، مع أنه من المفروض بعد أن نزل القرآن على سيد الخلق محمد - صلى الله عليه وسلم - وجاء متضمنا للقصص وفنها أن تكون هى ديوانهم ولكن لم يحدث، وقد منحنا الله نموذجا لما يجب أن تكون عليه القصة وكيف تكتب وما أصولها ومعاييرها ومكوناتها وأسسها وقواعدها وفوائدها وأنواعها ، والتعجيز والإعجاز الرباني يتمثل فى النموذج الواضح الوضاح الكامل الكمال المعجز وهى قصة سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا السلام إذ جاءت كاملة – وهى الوحيدة دون سائر القصص - فى سورة كاملة فى القرآن الكريم ، ويا للعجب العجاب ويا للإعجاز الذي لا يوازيه ولا يساويه إبداع ، إذ اكتشفت فيها كنوزا مخبوءة وأسرارا مطوية ونماذج عدة لتكون هذه السورة وتلك القصة تاجا ودرة للأدب القصصي بنوعيه ، إذ عندما تناولت الشخصية الرئيسية وهو بلفظنا البطل فكان يوسف وما حدث له ، فدلتني على معرفة وكمال الآتي :
1- قصة قولية روائية مأسملهاة ، فالرواية هى أحد أنواع القصة القولية0
2- قصة قولية روائية ملهاة ، عندما تناولت الشخصية من يلي يوسف فى المكانة الدنيوية وهو ملك مصر العظيمة الريان بن الوليد ،وحكايته مع الحلم إنها قضية كبرى نعم ولكن التناول هزلي ، إذ ليس من المعقول على الإطلاق أن من حسن وحنكة وسياسة إدارة الدولة أو المملكة أو شئون العباد – أن تدار بالأحلام لا الخطط المدروسة دراسة تامة من خبراء وساسة عظام يعرفون ويجيدون إدارة أمور الدولة ووضع سياساتها الحكيمة لا تركها لحلم جلالته وعظمته فإن كان كذلك فهو شىء كارثى لا يصدق 0
واستكمالا لما سبق ولذلك كان يجب أن تكون القصة ديوان العرب وفخرهم وعزهم ومركز تفاخرهم على العالمين ، ولكن العرب للأسف الشديد لم يدركوها ولم يفهموها ولم يتعلموها ولم يعوها من القرآن طيلة عقود بل قرون مع أنها واضحة جلية لكل مبصر وعاقل ومتدبر، ومع أنهم كانوا جهابذة فى اللغة العربية يشهد الله لهم بذلك وذلك نفهمه وندركه من حكمة إنزاله بالعربية على رسول عربي أمي منا ونحن منه ، إلا أنهم لم يكتبوا القصة ولم يعرفوها ، وهو غباء ما بعده غباء فنحن لم نعرف فنون القصة إلا من الغرب وفى الزمن الحديث على يد الدكتور محمد حسين هيكل ثم الذين تلوه 0المهم لا ضير إن استعملت الأعلى وهو الشعر مع الأدنى وهو النثر لتأتى بلغة أفضل ، ولذلك جئت بهذا المعيار الأوحد فمن يحافظ على هذا الشرف ويمجده ويعلى من شأنه ويحافظ عليه هو من يستحق المنزلة الأعلى والمكانة الأسمى0
لنطبق ذلك المعيار على الأديبين ، أراك تستبق الحكم لما تعرفه لما هو شائع ومعروف وللأسف ثابت ولكن هذا به بعض الخطأ البسيط والإجحاف الذي يجب توضيحه حتى نعطى لكل واحد منهما حقه الذي يستحق0
أعرف كما يعرف غيري أن الأديب القاص الروائي القولى بلغة فصحى نثرية هو صاحب المنزلة الأعلى ، وما عداه لا يدخل فى دائرة الأدب ، عظيم ، فما قولك وقولي فيمن يزاوج منهم فى كتابته بين الفصحى والعامية – وهم كثر للأسف - ألم يكسر ويدنس بذلك شرف اللغة !!؟
فهل يستحق المكانة الأعلى ؟ّّ!! لا
وينزل إلى مرتبة أقل منها ولو بدرجة 0
وما قولك فى الأديب الفني الدرامي الذي يكتب القصة والسيناريو والحوار مجتمعين - وهم كثر - بلغة فصحى نثرية كما فى المسلسلات والأفلام الدينية والتاريخية إنه يستحق المنزلة الأعلى ، ويتفوق على الأديب القاص بالفصحى النثرية بدرجة ؛ لأنه أتى بفعل وقول مسموع بالصوت ومرئي بالصورة وله من الجمال والروعة والحسن وبهاء الصنع الانتشار الأوسع ، والجماهيرية الطاغية لجمهور لا يحب القراءة ولا العناء ، بينما الآخر جاء بقولي فقط أى مكتوب ولا ننكر عنه استمراريته وسهولة تناوله فى أى وقت ولا شرط لمن يحب ويريد وهو الأخلد للأديب الفني الدرامي يمتاز كما قلنا ولكن عيبه ونقيصته أن عمله ليس به استمرارية، بل عمله فان بعد حين ، عكس القاص الذي لعمله الاستمرارية والاستدامة والخلود ، أصبح الاثنان متساويين فى المنزلة والمكانة، فالنقيصة عند هذا تساويها النقيصة عند ذاك0 والتميز عند هذا يقابلها التميز عند ذاك أما إذا كتب المؤلف الفني عمله بشق نثرى فصيح ( السيناريو ) والشق الآخر( الحوار ) نثرى عامي فهو بذلك يهبط إلى منزلة أدنى وأقل من المؤلف القولى الذي يزاوج بين النثرية الفصحى والعامية ؛ لأن الأول ما يظهر من عمله ويسمع يكون بالعامية فقط بينما الفصحى لا تظهر أبدا ، بينما الثاني يظهر لديه الاثنان الجزء العامي والجزء الفصيح للقراء 0
من كتابى : أسس وقواعد الأدب والرواية من القرآن الكريم
ساحة النقاش