1- الشخصية المبدعة ( إنسان):
هذه الشخصية هى التى تتمتع بعقل فى المخ يفهم وينتج ويعمل ويميز بين الطاعة والمعصية ، ويتقبل حكم عقل القلب على ما أنتج وأبدع دون تكبر ولا غطرسة.
وهى التى تتمتع بعقل فى القلب سليم أمين وحريص يدرك ويرسل معلوماته بأمانة إلى عقل المخ ، ويكون ناقدا وحكما ويحكم.
إذن الشخصية الواعية المفكرة الفذة ، ذات الذهن الفطن ، والعقل الفاعل الماهر المفكر، الشخصية المستلهمة بنور روحانى ، المهذبة المخلصة من العيوب ، المكتسبة المتعلمة للعلوم والمعارف والعلم ، والفاهمة الهاضمة للمعرفة والمنتجة للعلم والتي ترتقي بالكلام إلى درجة البلاغة التى تصل به إلى درجة من الإعجاز ، فهي التى يتفاعل و يختمر ويتولد الفكر فى ذهنها وعاء الذكاء والفطنة والفهم بعقلها ، ويدفع المعتمل نفسه بقوة ذاتية نحو عقل القلب الذي إن صادق ووافق على منتجه يأمر أصابعه لأن تكتب وتسطر على الورق بطريقة جميلة مستميلة جذابة بصيغة من كلمات حسنة البيان ، وجمل صحيحة الأوزان النحوية وجماليات اللغة المكنية.
وتعتمد الشخصية على :
أ- القدرات وهى مكونات رئيسية ولا يمكن أن تكتسب ، و هى ما نطلق عليها الموهبة وهى هبة من الله يمن ويختص بها بعضا من عباده ، وهى مكون أساسى لعقل مخ المبدع ، وهى أداته ومكمن فاعليته.
ب- المعرفة وهى مكونات أساسية تكتسب من القلب والسمع والبصر الذين يعرفون القراءة والاطلاع والتعليم والمعرفة والسمع ومجمل الثقافة ويقدمونها لعقل المخ ومن الخبرة الذاتية والخبرة الحياتية أيضا.
ت- المهارات وهى مكونات أساسية تكتسب تخص عقل المخ من خلال الخبرة والتعود وطول الممارسة ، ومجابهة الممانعات للكتابة بشتى صنوفها
2- الفكر السليم من عقيدة سماوية:
والسليم الصالح يأتى من عقيدة ومعتقد المؤلف الذي ينثره ويكون عطرا فواحا غير مرئي فى ثنايا فكره منعكسا على فكرته التى يكتب عنها أو منها أو لها ، الفكر هو ذلك المنتوج الذهني الذهبي الذي يعتمل ويختمر فى النفس وينتجه عقل المخ ويوافق عليه عقل القلب ، لكن أى فكر للمؤلف؟ الفكر المشبع بعقيدة سماوية تعرف المعايير الربانية ، فتتوق وتفرق بين الحسن من القبح ، والحرام من الحلال ، والصالح من الفاسد ، الفكر هو البوصلة الموجهة والمهذبة لنوازع ومشارب وأغراض وشهوات المؤلف أولا ، وقبل أى منتوج عقل مخه ، وبصلة ذلك المعمول المنتوج الهائج فى بحر لجي ليس له شطآن تحده ، ولا مقيدات تقيده فى ذلك المكان الرخوي من الجمجمة وهو عقل المخ ، فأنت تكتب بفكر راسخ ثابت من عقيدة فى القلب عن فكرة جديدة متغيرة دوما ، وهى تتمثل فى اختلاف الإبداع للقصص التى تكتب ، إذ كل قصة لها فكرتها لا فكرها ؛ لأن الفكر مفترض ثابت لكن منتوج الفكر كثير الأوجه ، لأن العقيدة ثابتة تامة لا تتغير ، ومفترض أن معتقدك أيضا ثابت ، وإلا لماذا تتخذه معتقدا ، وإن غيرت معتقدك أثبت بنفسك أن معتقدك لا يستحق أن يكون معتقد هذا أولا ، وثانيا أنت بنفسك أثبت بنفسك عدم صحته فلا يصير معتقدا لك بعد ذلك ولا لنا ، لأنك أنت الذي تبدع لنا المعتقد الذي تؤمن بصوابه وصلاحه ، ثم تطرحه علينا لنأخذ به ونثق فى صلاحه ، أليس كذلك ؟
3- اللغــة الفصحى النثرية:
اللغة الفصحى النثرية المشبعة ببعض اللغة الشعرية ، والمجملة ببعض الكلمات والتعبيرات القرآنية - والتي تتكون من الحروف والكلمات والجمل المبنية على فكر رائع ، المحدثة جرسا محببا مقربا إلى النفس مطربة للفؤاد0 وما يلزمها من جماليات المثانى من التورية والجناس والتطابق والتضاد ، وأخرى معروفة من فصلة ونقطة وعلامات الربط والوصل والقطع والتنصيص والاعتراض وغيرها ، وهى جملة الحروف والكلمات والجمل المعبرة عما يريد الشخص قوله ، وجملة ما يريد الشخص قوله هى جملة ما يختمر فى العقل والمشاعر والأحاسيس والقلب ليوصلها إلى الآخرين 0عن طريق الصوت المسموع واللسان المتحرك 0وهى أداة التوصيل للفكر والفكرة وهى المفسرة والمعبرة عن أفكار وكلام وأفعال الشخصيات وهى أداة الوصف والتعبير والكلام.
صفات اللغة :
أن تكون واضحة ، والوضوح يأتى من الحروف والكلمات المتداولة معبرة ، والمعبر ما يأتي من الكلمات المعروفة ، والجمل القصيرة السهلة الواضحة جيدة أى التى تؤدى دورها بفاعلية وكمال ذات معنى جميلة أى التى بها جرس موسيقى رنان من السجع والتطابق والجناس الناقص والتام ، ومحببة للنفس لا منفرة ، جاذبة لا طاردة مشوقة أى من حسن ترتيبها وكيفية نطقها وإخراجها ، ومن التورية التى بها والتي تحمل أكثر من معنى تؤديه ظاهريا أو باطنيا
مسببات اللغة :
الحاجات والبواعث الداخلية أى ما يختمر فى العقل والمشاعر والأحاسيس، التعريف بالمنتوج الذهني والإفصاح عنه.
أهداف اللغة :
التعبير والتميز والفهم والإدراك والتوصيل والإفصاح ، وتحقيق الغايات، علاج للنفس المأزومة0كشف مكنون الذات وتفاعلاتها وصراعها
حرفية اللغة وإتقانها:
تأتى من :العلم والتعلم الخبرة الذاتية والخبرة الحياتية ، الحفظ والتدريب والتمرين والنطق الصحيح الإبداع والصنع والتجديد
4- الفكرة:
هى القضية .. هى المشكلة..هى الإشكالية التى تنبع من هموم الناس وقضاياهم ، من الفساد والظلم والطغيان والباطل ومقاصد سيئة ، والسلوك المنحرف الذي ابتعد عن الفطرة السليمة والعقائد الربانية ؛ من جراء غوائل الزمن واعتمال وقسوة الحاجة وفساد الذمم والأخلاق الحسنة المتناقصة المتناحرة المرتبكة الغائمة، ومن خلل فى بنية المجتمع وتفاوت المفردات المعرّفة ، والعرف والتقاليد المستجدة والمستنسخة ما بين فئة إلى فئة ، وهذا التفاوت الرهيب بينهما مما يكون بيئة صالحة للفساد والاستغلال من الذين يملكون للذين لا يملكون ، وما يخلق ويبتدع بينهما من بدع جديدة مبررة مزينة بأسباب جمة محيرة ، وانحسار المد والتوهج من إثارة وإيثار الوازع الديني المحبب والمرغب للصلاح والإصلاح والتمسك بالفضائل والعقائد الفكرة لابد أن تكون قضية من فساد تكشف وتعرى وتناقش وتقترح وتوجد الحلول ، ويعاد طرحها على الناس ليأخذوا بأحسنها ، ليسلكوا أفضل السبل من أجل صلاح المجتمع وصلاحهم وردهم إلى الطهر والعفاف والفضائل ردا جميلاً.
الفكرة هى الشيء المراد طرحه وتوضيحه وإثارته وتبيان خطئه من صوابه ، خيره من شره ، اعتناقه أو الكفر به ، هدام أم بناء ، نافع فيؤخذ به أو ضار فيجب نبذه ثم طرق علاجه والفكرة إما أن تكون صالحة ، وإما أن تكون طالحة:
الفكرة الصالحة تنتج : استخلاص الطيب من الخبيث تثبيت القيم ونزع المفاسد توضيح ما يلتبس على الناس التنوير والاسترشاد إيقاظ العقل وتفعيله جلاء الصدأ عن النفوس ، التمسك بالحق والعدل والمساواة إعادة الوعي واستيقاظه واستنفاره لكى يدرك ويعرف نفسه وحاله وحال من حوله وحال مجتمعه وأمته.
الفكرة الطالحة تنتج : تضليل الناس بإفساد السلوك وهدم القيم بتمييع الفضيلة والتشكيك فى العقيدة0وتغييب الوعي بتغييب العقل وتشتته وتشككه والتدمير ويكون للأخلاق المرشدة والمتحكمة فى السلوك فيفسد
مسببات الفكرة:
أن تكون ظاهرة اجتماعية محلية أو إنسانية لها صفة العموم كل نقيصة فى المجتمع سواء كانت سياسية ، اجتماعية ، قيمية ، أخلاقية ، سلوكية ، شخصية ، قومية مثل:
الكذب وشهادة الزور، عدم الجور على المستضعفين والمهمشين وعدم الاهتمام بهم ورعايتهم ومساعدتهم ، فإن ذلك ظلم عظيم يحاسب عليه الراعي ونحن الذين لم نقدم لهم الزكاة لتكون عونا لهم ، الغش بكل أنواعه ، المنافقون الموالسون الكاذبون والمداهنون والمجاملون والمادحون بغير حق ، والموافقون على الغش والفساد والمساندون له وهم أياديه الآثمة ، معدومو الضمير والقلب السليم ، بل المريض ، المكر والدهاء والكذب ، البخل والشح والتقتير، المؤامرة والمكائد ، والشك والخداع ، القتل والظلم والعدوان ، الشذوذ الجنسي وآثاره على الدنيا كلها من هؤلاء الفسدة الذين يقطعون النسل وينهون إعمار الأرض القتال أى الحرب ، والحرب دمار وخراب وإهلاك للزرع والحرث والبشر وخراب لاقتصاديات الدول التى من المفترض أن توجه أموالها للإعمار وتيسير حياة البشر.
فوائد الفكرة:
1- التوضيح والمدح والإعلاء من شأن قيمة ما والقيمة إما مستمدة من الدين أو العرف ، أو التقاليد ، أو العادات التى انتهجها الناس وتعودوها وارتضوها ، أو من إفرازات فكر العلماء والمفكرين وقبله الناس وعملوا به وصار معتقدا ، أو حكمة راسخة ، أو كل ما هو بناء ونافع ومجد للبشرية والمجتمع
2- الذم والانتقاص والخسف من شأن رذيلة ما ، ابتدعها المخربون الفاسدون المنقصون الحاقدون المخربون للمجتمع وللبشر ، سواء بفكر خطأ، أو بنهج فاسد بدأت تنتشر فى المجتمع وبين الناس وظهرت مفاسدها وشرورها وأوبئتها.
تحياتى فتحى حسان محمد
ساحة النقاش