تعريف القصة المأسملهاة
البداية حدث مثير جذاب مشوق ، لشخصية عظيمة ونبيلة له حاجة كبيرة يريد الحصول عليها ، وهدف نبيل يريد تحقيقه ، تختلف مع حاجات شخوص آخرين أقل شأنا ومكانة متواضعين ليسوا بالنبل الكامل ، ولا الوضاعة التامة ، ونظرا لهذا التفاوت ينشا الصراع على أشده من غيرة وحسد وحقد وكراهية ونقص يحركهم ، وتكون المفارقة من أن الصراع يشب من أقرب الناس إليه ، فيتآمرون عليه للوقيعة به ويبدأون فى استعمال الدهاء والمكر والحيلة ، بأن يظهروا له أنهم سيساعدونه فى الحصول على حاجته وبلوغ هدفه ، وهم يقصدون غير ذلك تماما ، وبالمكر والخديعة يتغلبون عليه فى مكان مجهول يصعب عليه العودة والنجاة منه ، ويضعونه فى أزمة كبرى تكاد تعصف بحياته – فنخاف عليه - فيصبر عليها ويتحمل ، ويحاول النجاة وتلمس طريقه مرة أخرى فلا يستطيع ، ويتجه يتضرع إلى الله ، بينما هم يسخرون ويتظاهرون كذبا بأنهم حزانى عليه، وهم فى الحقيقة سعداء لأنهم انتصروا وتغلبوا عليه ظنا منهم أنهم نجحوا فيما خططوا له 0 وتحدث المصادفة المفرحة ، ويسخر منهم القدر – فنضحك عليهم - حيث يتقابل محتاج يريد الحصول على حاجته ، ومن غير أن يقصد يساعده وهو المحتاج إلى المساعدة فيكون الآخر سببا فى مساعدته ونجاته مما يهدد حياته ويعكر كدر صفوه ونقائه ، وتكون فرجا وسعادة له ، ولكن السعادة لا تدوم حيث تحدث المفارقة العجيبة ويكتشف الآخرون من أرادوا الوقيعة به - نجاته ، فيتآمرون عليه مرة أخرى أنكي وأشد ، وتواتيهم الفرصة لمعاودة المكر والدهاء والكذب ، فيوقعون به مرة أخرى مع من كان سببا فى مساعدته فى الخروج من أزمته وينقلب الحال ويكون من ساعده من غير قصد هو نفسه سببا فى شقائه بقصد وتعمد بوضعه فى ورطة أكبر 0 فيصبر ويحتسب ويستسلم ؛ لأنه لا يستطيع المواجهة فقد نجا من الموت ، ولو واصل صراعه وهو لا يقدر على المواجهة فليس ببعيد أن يتغلبوا عليه هذه المرة ، ولذا يستسلم لأقداره ، وتحدث المفارقة مرة أخرى إن من كان سببا فى شقائه وورطته بقصد وتعمد يكون سببا فى سعادته بغير قصد ولا تعمد ، حيث يجد نفسه فى الطريق الذى رسمه و يقترب كثيرا من الحصول على حاجته 0 ويكون
الابتلاء فى نفسه وقوة عقيدته وعزيمته وتحدث المفاجأة أن من يكون سببا فى مساعدته فى الحصول على حاجته والسير فى طريقه الصحيح من غير أن يدرى ويضع فيه ثقته 0 يجد نفسه متهما بالخيانة وفساد العلاقة بينهما ، بسبب أقرب الناس لمن ساعده وأولاه ثقته وعطفه وكرمه ، فيحاول الدفاع عن نفسه لأنه بريء لم يخن من أحسن إليه ، ويفعل المستحيل من أجل إظهار براءته من تهمة ما نسب إليه وهو منه براء ، ويجد حكما أمينا ويرضى بحكمه وتظهر براءته 0ولكن تحدث المفارقة من أن آخرين يتدخلون ويفسدون عليه هذه البراءة ، بإشاعتها وتأكيدها عند أكابر القوم فتكبر الفضيحة مما تسبب له أزمات جمة من أنها تعوقه فى الوصول إلى حاجته ، بل تسد أمامه كل الأبواب المفتوحة ، فيصارعهم ويحاول دفع الأذى عن نفسه 0 ولكنه يجد التكالب عليه من كل صوب ، مجبرا أن يواجه الجميع مع أنه لا يمتلك شيئا من وسائل الدفاع إلا مقوماته الشخصية التى يمتاز بها وهى كل ما يملك ، وتحدث المفارقة ، أن ما يمتاز به يكون سببا فى شقائه وبلائه هذه المرة ؛ لأنهم يطمعون فيما يمتاز به وأداته الوحيدة 0ويحاصرونه من كل جهة إما أنْ يتنازل ويقدم لهم ما يمتاز به ، وإما أنْ يجبروه ليسلك طريقا يبعده كل البعد عن حاجته وهدفه ، فيضطر لاختيار الصعب فليس أمامه غيره يبقى له من شىء يمتلكه ليعينه على مواصلة طريقه للحصول على حاجته وتحقيق هدفه النبيل ، ويسير فى طريق وحيد يبعده كل البعد عن حاجته 0 فيحاول أن يجتهد بعلمه وخبرته وإخلاصه يفعلها عساها تساعده فى الوصول إلى حاجته ، وتفتح له طريقا ينفذ منه ويخرج من ورطته ، ويلتمس طريقه الصحيح الذى رسمه نحو غايته ، وتحدث المصالحة مع أقداره وتكون المفارقة ، يجد من يحتاج إليه فيما هو بارع ومتفوق فيه ، فيمد لهم يد العون والمساعدة برغم أنه المحتاج ، ويثبت لهم براعته ويتأكدون من ذلك فى شىء يخصهم شهدوا له به ، فيقول لهم ما يستطيع قوله حيث نجح فى حل مشكلتهم ، فصار وقتا مناسبا أن يقول ما يود قوله من علم يمتلكه ، ونصح وإرشاد وفلسفة مشبعة لديه بفكر من عقيدة سماوية يدعو بها الآخرين المأزومين مثله عساها تفرج عنهم همهم وورطتهم ويتضرعون مثله لمن بيده الأمر من قبل ومن بعد ، وهو الله الذى لا تجوز العبادة إلا له وهو مفرج الكروب وقاضى الحاجات 0 ويعمل من أجل ذلك المستحيل ، ويحاول أن يستغل أى أمل يجول أمامه يساعده او حتى يقربه من الحصول على حاجته ، فيستعمل ذكاءه وعلمه وخبرته وكل ما يمتلكه من أدوات ، ويحوز ثقة الآخرين الذين يعرفون عنه ما يمتاز به ولكن لا يقدمون له شيئا ، فيلتبس عليه الأمر ويتسرع ويأتي الزلة ويطلب العون والمساعدة من دون الله ، من واحد مثله يظن فيه الخير، ويأمل فى أن يساعده بأى طريقة من الطرق المتاحة أمامه ، وخاصة أنه يعرف أن من طلب المساعدة منه يعرف شخصية كبيرة فى الحكم بيدها الأمر والحل والعقد والمساعدة أن أخبره عن الظلم الذى تعرض له ، وعما يمتاز به عن غيره من علم ، ولكن من طلب منه المساعدة ينسى ، فتناله الآلام والمعاناة ، وتكون العقدة لأن من يعول عليه حل مشكلته هو الآخر فى ورطة كبرى وعقدة مستحكمة ولا أحد يستطيع أن يحل له هذه المشكلة التى تواجهه ويخرجه من عقدته برغم أنه يمتلك كل الإمكانات ، فى تقابل بديع وغريب ، حيث هو المحتاج المأزوم الضعيف الذى لا يمتلك أى شىء غير ميزة واحدة ، محتاج إلى من يتوسم فيه المساعدة ، فيكون التقابل ، حيث من يتوسم فيه المساعدة هو الآخر محتاج مأزوم ، مع أنه قوى يمتلك كل شىء ولكن تتعقد الأمور أمامه أيما تعقيد ، ولا أحد يستطيع مساعدته رغم كل الإمكانات التى تحت إمرته وتصرفه وما يملك ، ومن يكون همزة الوصل ويمتلك طرق التعرف بينهما لا يتذكر 0 فيتضرع إلى الله ويعترف بخطئه ويتوب إلى الله الذى بيده الأمر كله ، فيفرج الله عنهما وتحدث الانفراجة حيث من قصد الخدمة منه فى المساعدة يتذكره ويدرك أن الحل بيده ؛ لأنه يعرفه وسبق له أن ساعده فيأتي إليه فى مفارقة عجيبة لا ليساعده بل يطلب المساعدة منه رغم الحالة التى هو عليها حيث إنه أنه المحتاج ، وتحدث السخرية الكبرى من أنه الوحيد القادر على حل مشكلة من بيده الحكم ، فيبادر إلى مساعدته وحل مشكلته 0 فتعجب به الشخصية الكبيرة من بيده الحكم ويريد أن يقابله 0 ومع أنه محتاج له ويعرف أن حل مشكلته بيده وقد ساعده إلا أنه يرفض لقاءه فى أكبر سخرية من كبير بل ويشترط عليه وهو المأزوم الضعيف المحتاج له وتحدث المفارقة من أن الشخصية الكبيرة من بيده الحكم يقبل صاغرا شرطه ويلبيه له ، ومنه يعرف حقيقته ويتأكد من نبل خلقه ، ومن أنه مأزوم فيعمل على رفع الظلم عنه ويساعده فى تجاوز أزمته وعقدته المستحكمة 0 ويتعرف على كامل حقيقته فيطلب لقاءه ويعده من أنه سيساعده جل المساعدة لأمانته وحسن خلقه وسلوكه ويمنحه ثقته الكبرى ويخرجه من أزمته 0 ويجد نفسه فى موقف يساعده من الوصول إلى حاجته فيطلب المساعدة 0ويلبى طلبه ويستطيع أن يحصل على حاجته ويصبح ذا مكانة كبيرة وعمل مرموق يؤهله للسيادة على الآخرين ، ولكنه لم يحقق هدفه بعد ، ويحتاج إليه من له حاجة ، ويحدث التعرف ويكون أول المحتاجين له أقرب الناس إليه الذين تآمروا عليه ويصبحون هم الأضعف وفى موقف يحسدون عليه فى مفارقة عظيمة ما بين التراوح فى المكانة والمنزلة والغلبة ويعكس الوضع تماما ، حيث يضعف القوى برغم قوته ، ويقوى الضعيف بالرغم من ضعفه ، ويصبح البائع مشتريا والمشترى بائعا، ويظل النبيل نبيلا والوضيع وضيعا 0 يدفعه نبله وحسن خلقه يترفق بهم لأنه عرفهم وترفق بضعفهم ، وهم لم يعرفوه بعد ، فهم لا يصدقون أن من فعلوا به الأفاعيل يصبح فى هذه المكانة وتلك المنزلة وهم يأتون إليه أذلاء محتاجين مساعدته 0فلا يتأخر عنهم ولا ينتقم منهم بل يمد لهم يد العون بسخاء ويبسط لهم نفسه ويزللها حتى يتعرفوا عليه بدون خوف ، ولكنه يفرض شروطه ويطلب منهم طلبا ليختبرهم ، ويعدوه بتلبيته 0 ولكنهم لوضاعتهم وكذبهم ومكرهم يصبحون هم فى ورطة حيث يجدون صعوبة فى الوفاء بطلبه 0 ولذكائه وعلمه بأخلاقهم يحفزهم على الطمع واستجابة طلبه ولأنهم طامعون يفعلون المستحيل من أجل استجابة طلبه 0 ويقبلون أذلاء صاغرين بما لم يقبلوا به فى السابق ، ويجبرهم على الصدق والوفاء بالعهد مع أقرب الناس لهم ، ليعرف هل سيصدقون هذه المرة أم سيعاودون سيرتهم الأولى فى الكذب والخداع مرة أخرى ويستجيبون لطلبه ويعودون
إليه بما طلب 0 ويتآمر عليهم هو هذه المرة ويرد لهم تآمرهم ولكنه لا ينوى بهم الشر، بل يريد أن يتقرب منهم ليعرفوه دون أن يخافوا ، وهو يريد بهم الخير 0 فيجد منهم ثمة تغيرا وهم ينزعون إلى الصدق هذه المرة ويحكمهم فى مشكلة يصنعها بنفسه ليعلم مدى صدقهم ، وينفذ ما حكموا به على أنفسهم فى سخرية مبطنة 0وتحدث المفارقة الكبرى يتهمونه بما ليس فيه ويسيئون له وهو المحسن لهم ، ويخطئون فى حقه وهو يريد إنصافهم ، وهم لا يعرفون أن من يخطئون فيه هو من يطلبون منه المساعدة وهو الذى يفرض شروطه عليهم وهم أذلاء أمامه يحاولون استرضاءه بكل الطرق ويتوسلون إليه ويحاولون استرضاءه ، وهم يثبتون له بغير قصد وبمفارقة جميلة سارة ما يتمنى 0 فيترفع ويتدلل عليهم ويرد لهم الكرة بأن يجعلهم هم أنفسهم فى حيرة شديدة وورطة كبرى ما بين الصدق والكذب ، والوفاء والنقصان بالعهد ، ويجعلهم فى اختبار ، يتمنى لهم أن ينجحوا فيه ، ويتعرفوا عليه ، لكى يستحقوا خيره والمكانة التى ستعود عليهم منه وبسببه 0ولكنه يحدث عكس ما انتوى تماما ويوقع بنفسه الفعل المفزع بأقرب الناس له دون أن يدرى ، ولكنهم ينجحون فى الاختبار ومن غير قصد يكشفون له ما حاق بأقرب الناس له دون أن يعرفوا 0 فيضطر لغبائهم المستحكم أن يكشف لهم نفسه أكثر بأن يذكرهم بأشياء لم يفعلها أحد سواهم 0 وأخيرا يفهمون ويتعرفون عليه ، ويسعدون بمعرفته ، ويعترفون بسوء نيتهم ومقصدهم منه ، ورغم المؤامرة عليه إلا أنه تفوق ونجح ، وحدث ما كانوا منه يحقدون ، ويصبح ذا مكانة ومنزلة وهم دونها ويحتاجون إليه ويتذللون له حتى من قبل أن يعرفوه 0 ويريد أن يصلح ما وقع بسببه من ضرر لم يكن يقصده ، ويقدم لهم ما يعينهم على إصلاح هذا الضرر بشيء بسيط لا يصدقونه ولكنهم لا يستطيعون الرفض أو التعليق أو حتى السخرية على ما يطلب ، ويستجيبون له مرغمين غير مقتنعين 0 ويحدث ما لم يكونوا يصدقونه ويصلح الضرر بل ويكون سببا فى التعرف دون أن يقولوا هم شيئا ، و يكون سببا فى إحراجهم وكشف كذبهم وحقدهم ، فيعترفون بكذبهم ويطلبون الغفران والسماح 0وتكون النهاية يسامحهم ويحصلون بسببه على ما لم يكونوا يتوقعونه ولا يحلمون به ولذلك يشكرونه ويعترفون له بالفضل والتميز ، وبذلك يصل إلى هدفه ، ويقرر رأيا حسنا ويقر حقيقة عامة 0 ويسعد الجميع وتكون النهاية مفرحة فتبهجنا وتسرنا وتغبطنا وتعظنا وتفرحنا وتمتعنا وتعلمنا ، وتكون سببا فى التسرية عن النفس ، وسببا فى العلاج من الأحزان والأدران مما وقر فى نفوسنا من معاناة وأمراض تكون سببا فى علاجها.
ساحة النقاش