موقع اللسان العربي إبراهيم الأسمر

دروس لغة عربية شعر نثر

بيان عسكري

 

إذا ارتاح الطغاة إلــى الهـوانِ

فذكّرهــــم بــــأن المــوتَ دانِ

 

ومـن صُدَفٍ بقاءُ المـرءِ حَيَّاً

علــى مرِّ الدَّقائـقِ والثوانـــي

 

وجثــةِ طِفْلَــــةٍ بممرِّ مَشْفَــىً

لها في العمر سبعٌ أو ثمـــانِ

 

أراها وهي في الأكفان تعلـــو

ملاكا في السماء على حصان

 

علـــى بَــرْدِ البلاطِ بلا سريــرٍ

وإلا تحــتَ أنقاضِ المبانـــــي

 

كأنَّكِ قُلْتِ لــي يا بنــتُ شيئــاً

عزيزاً لا يُفَسّـــــــرُ باللســـانِ

 

عـــن الدنيا ومـــا فيها وعنّي

وعــن معنى المخافةِ والأمـانِ

 

فَدَيْتُــكِ آيـــةً نَزَلَــــتْ حَدِيثــــاَ

بخيـــطِ دَمٍ عَلَـــى حَدَقٍ حِسَانِ

 

فنـــادِ المانعينَ الخبــزَ عنهــــا

ومـــن سَمَحُوا بِــهِ بَعْـدَ الأوانِ

 

وَهَنِّئْهُــــم بِفِرْعَــــوْنٍ سَمِيــــنٍ

كَثَيـــرِ الجيشِ مَعمـورِ المغاني

 

لـــه لا للبرايـــا النيــلُ يجـــري

لــــه البستانُ والثَمَـــرُ الدَّواني

 

وَقُــــل لمفرِّقِ البَحرَيْـــنِ مهمــا

حَجَـــرْتَ عليهمــا فَسَيَرْجِعَــــانِ

 

وإن راهنـــتَ أنّ الثَأر يُنســـــى

فإنَّـــكَ سوفَ تخسرُ في الرِّهانِ

 

نحاصَــرُ مــن أخٍ أو مــن عـــدوٍّ

سَنَغْلــــِبُ، وحدَنـــا، وَسَيَنْدَمَــانِ

 

سَنَغْلـــِبُ والذي جَعَـــلَ المنايــــا

بها أَنَفٌ مِـــنَ الرَّجُـــلِ الجبــــانِ

 

بَقِيَّـــةُ كُـــــلِّ سَيْـــــفٍ، كَثَّرَتْنــــا

مَنَايانا علـــى مَــــرِّ الزَّمَـــــــــانِ

 

كــأن المـــوت قابلـــة عجـــــــوز

تـــزور القــــــوم مـــــــن آنٍ لآنِ

 

نمـــوتُ فيكثــرُ الأشــرافُ فينــــا

وتختلـــــطُ التعـــــازي بالتهانـــي

 

كـــــــأنَّ المـــــوتَ للأشــــرافِ أمٌّ

مُشَبَّهَــــةُ القَسَـــــاوَةِ بالحنـــــــانِ

 

لذلـك ليس يُذكَــــرُ فـــــي المراثي

كثيراً وهــــو يُذكَرُ فــــي الأغانــي

 

سَنَغْلِبُ والــــذي رَفَــــــعَ الضحايا

مِــــــــنَ الأنقاضِ رأساً للجنــــــانِ

 

رماديِّــــونَ كالأنقـــــاضِ شُعْـــــثٌ

تحدَّدُهم خُيـــــــــوطٌ الأرْجُـــــــوَانِ

 

يَـــــدٌ لِيَدٍ تُسَلِّمُهــــــم فَتَبْــــــــــــدُو

سَمـــــــاءُ اللهِ تَحمِلُهـــــــا يـــــدانِ

 

يــــــدٌ لِيَدٍ كَمِعــــــــراجٍ طَوِيــــــــلٍ

إلـــــى بابِ الكريــــــمِ المستعــــانِ

 

يَـــــدٌ لِيَدٍ، وَتَحتَ القَصْفِ، فَاْقْــــرَأْ

هنالــــكَ مــــا تشاءُ مـــن المعاني

 

صلاةُ جَمَاعَةٍ فــــي شِبْــــرِ أَرضٍ

وطائرةٍ تُحَـــــــوِّم فـــــي المكــانِ

 

تنادي ذلــك الجَمْـــــعَ المصلـــــِّي

لكَ الوَيْلاتُ مـــا لَــــكَ لا ترانــــي

 

فَيُمْعِنُ فــــــي تَجَاهُلِهـــا فَتَرمِـــي

قَنَابِلَها فَتَغْـــــرَقُ فــــي الدُّخـــــانِ

 

وَتُقْلِعُ عَــنْ تَشَهُّدِ مَـــنْ يُصَلِّـــــي

وَعَــنْ شَرَفٍ جَدِيـــدٍ فــــي الأَذَانِ

 

نقاتلهــــم علـــــى عَطَشٍ وجُــوعٍ

وخـــذلان الأقاصــــي والأدانـــــي

نقاتلهـــــم وَظُلْــــمُ بنـــــي أبينــــا

نُعانِيــــــــــه كَأَنَّـــــــا لا نُعانــــــي

 

نُقَاتِلُهـــم كَــــــأَنَّ اليَـــــوْمَ يَـــــوْمٌ

وَحِيدٌ ما لَــــهُ فــــي الدهر ثَــــــانِ

 

بِأَيْدِينـــــا لهــــــــذا اللَّيْلِ صُبْـــــحٌ

وشَمْسٌ لا تَفِــــــرُّ مِـــــنَ البَنَـــانِ

 

 

المصدر: تميم البرغوثي
alasmr5

أنار الزّهر مبتسما بنبض الحبّ والوجدِ ففيه محاسن النّظر وشوق اللون للخدِّ فإن غبتم وإن عدتم فكم في القلب من ودِّ

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 130 مشاهدة
نشرت فى 6 ديسمبر 2023 بواسطة alasmr5

الشاعر إبراهيم الأسمر

alasmr5
أنار الزّهـــر مبتسمـا بنبض الحبّ والوجدِ ففيه محاسن النّظـــر وشوق اللـــون للخــدِّ فإن غبتم وإن عدتـــم فكم في القلب مـن ودِّ »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

37,331