فجأة.. في احدي الشوارع المزدحمة ، اعتلي صوت رجل ينادي من بعيد بحماس وقوة قائلا:
ـ تاكسي تاكسي
توقفت احدي سيارات الاجرة.. ركب الرجل مسرورا وكأنه وجد ضالته. التفت سائق الاجرة الي الرجل فقال له بكل احترام والابتسامة تلعو وجهه:
ـ الي اين ياسيدي؟
فصعق الرجل واندهش لهذا السؤال البسيط وكأنه سُئل سؤالا لم يتوقعه!
فرفع السائق حاجبيه مندهشا لردة فعل الرجل.. فهو خلال مسيرته العملية كسائق اجرة والتي تربو علي خمسة وثلاثين عاما لم ير راكبا بمثل هذه الغرابة.
حل الصمت بينهما..
نظر السائق الي الرجل من خلال المراءة الخلفية محاولا قراءة ما يجري وايجاد تفسير عقلاني لما يحدث.
فنظر.. فاذا الرجل مطرق رأسه وتبدو علي وجهه ملامح الحيرة والقلق..
خيم الصمت القاتل داخل المركبة..
وفجأة.. قُطع الصمت بصوت السائق مكررا نفس السؤال السابق الذي لم يجد له جوابا:
ـ عفوا! الي اين سيدي؟
فرفع الرجل رأسه رادا بحياء وصوت ضعيف لا يكاد يُسمع وكانه يخاطب نفسه:
ـ لا ادري! لا ادري!
...........
ما رايك بهذا الرجل؟
ماذا لو كنت انت مكان سائق التاكسي ، بماذا كنت ستحدث نفسك في تلك اللحظات عن هذا الرجل؟!
هل ستقول: مجنون.. احمق.. مريض نفسي.. الي اخره من العبارت محاولا تبرير تصرفه غير العقلاني وغير المنطقي.
وايضا ماذا عساك كنت ستفعل معه لإخراجه من السيارة؟
الآن..
ارجو ان تكون ذا مخيلة واسعة وحالمة لاننا سوف نقوم هنا بتجربة بسيطة.. هيا هل انت مستعد؟.. جيد
اريدك ان تتخيل معي.. قلنا مجرد تخيل هيا..
تخيل ان سيارة التاكسي هي هذه الدنيا ، الارض التي تعيش عليها وان سائق التاكسي هو الحياة.
الان اريدك ان تركب هذه المركبة.. ركبت.. جيد
هل انت مستعد للانطلاق؟ لكن لحظة! السائق يريد ان يسالك سؤالا.. التفت اليك السائق مبتسما فاذا هو الحياة وقالت لك:
ـ الي اين ياسيدي؟ الي اين تريد ان تذهب؟
فماذا سوف تكون اجابتك؟
ارجو الا تكون مثل صاحبنا السابق
ارجو ان تتامل وتتدبر المغزي من هذا المثال..
ساحة النقاش