طرق تنمية المفردات في سلسلة تعليمية لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها
المكتبة , دراسات أدبية
طرق تنمية المفردات في سلسلة تعليمية لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها
الكاتب شادي مجاي سكر
الفصل الأول: خلفية الدراسة وأهميتها
المقدمة :
من أهم مظاهر الحضارة في الربع الأخير من هذا القرن الأهتمام الواضح بتدريس اللغات الحية وتطوير هذا التدريس ليواكب ايقاع الحياة العصرية ومتطلباتها ، فقد حظيت اللغة العربية بجانب كبير من هذا التطور ، اذ استطاع الخبراء العرب في هذا المجال تطوير الابحاث والدراسات التي تمت في مجال تعليم اللغات الحية لخدمة اللغة العربية وركزت هذه البحوث على تعليم المفردات كطريقة لأكتساب اللغة .
تتميز اللغة العربية ، بتنوع المواقف الاجتماعية التي تستدعي من المتحدث مراعاة مستوى حال المتلقي ، فأعلى هذه المستويات العربية الفصحى أو عربية التراث وهي لغة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف ، ولغة الشعر والخطابة في عصور الفصاحة ، وهذا المستوى الرفيع من اللغة يتطلب من المتعلمين أن يكونوا قادرين على التأقلم مع أهل اللغة وبهذا المستوى ، وهو مطمح يسعى إليه كل متعلم من غير أهل اللغة حتى يستطيع أن يتعايش مع أهل اللغة لابد أن يصل إلى مرحلة الإتقان اللغوي ، ويتميز هذا المستوى باستعمال العربية الفصحى ، والابتعاد قدر الإمكان عن الكلمات والأساليب الدخيلة ، مع الإلتزام بقواعد اللغة العربية ، وعدم التساهل في شيء منها ، على الرغم من ذلك فإن الناطق بالعربية يستطيع أن يفهم اللغة الفصحى سواء كانت منطوقة أومكتوبة بهذا المستوى إلا أنه يجد صعوبة في ممارسة تلك اللغة والتواصل مع المجتمع الذي يعيش فيه وخاصة أثناء استخدام العبارات أو الدلالات الإصطلاحية مع قدرته على فهم الرسالة فهما مجملا ، أما المستوى الثاني ، تعرف بالفصحى المعاصرة ، وهي لغة الكتابة والتأليف ويستعمل هذا المستوى في وسائل الاعلام والاتصال الجماهيري ، وهذا المستوى لا يختلف كثيرا عن سابقه إلا في التسامح· بقواعد اللغة العربية الفصحى وتتميز بسهولة المفردات والتراكيب وكثرة استعمالاتها في الحياة اليومية ، والمستوى الثالث من هذه اللغة هو اللهجات المحلية العامية أو الدارجة فهي عبارة عن لهجات جغرافية منتشرة في العالم العربي ، وتتسم بأن معظم مفرداتها تعود إلى أصول عربية فيها من التحريف وغياب للعلامة الإعرابية للكلمات ، ونتيجة هذا التداخل في المستويات الثلاثة أدى إلى صعوبات في تعلم اللغة العربية ضمن اطارها الاجتماعي ، وشكلت ظاهرة لغوية اجتماعية غير مرغوب بها ، بل تعدى الأمر إلى أبناء اللغة، فكيف يتعامل الدارس لها من الناطقين بلغات أخرى ، لكن قد تكون هذه الظاهرة عامل ايجابي في تعليم اللغة لغير أهلها .
قد يرى البعض أن تعلم الدارس الأجنبي معنى كلمة عربية يعني قدرته على ترجمتها إلى لغته القومية وإيجاد مقابل لها ، والبعض الأخر قد يظن أن تعلم معنى الكلمة العربية يعني قدرته على تحديد معناها في القواميس والمعاجم العربية وكلا الرأيين غير صحيح.
إن معيار الكفاءة في تعليم المفردات هو أن يكون الطالب قادراً على هذا كله بالإضافة إلى شئ آخر لا يقل عن هذه كله أهمية ألا وهو قدرته على أن يســتخدم الكلمة المناســـــبة في المكان المناسب .
مشكلة الدراسة :
إن اللغة العربية تتميز بثروة عظيمة من المفردات وإن معاني هذه المفردات قد توسعت وتعددت بمرور الزمن وتعددت أغراضها واستعمالاتها ، وما من شك هذه ميزة تفتخر بها على سائر اللغات وأن الكم الهائل من الكلمات وتعدد معانيها الأصلية والثانوية ، قد تكون أحد الصعوبات التي يعاني منها متعلم العربية· كلغة ثانية ، كما أن البحث عن معاني هذه المفردات في المعاجم العربية يعد مشكلة أخرى .
أسئلة الدراسة :
ستقوم هذه الدراسة على الإجابة عن الأسئلة التالية :
1- ما المعايير الاساسية التي يجب مراعاتها أثناء تقديم المفردات في المناهج التعليمية ؟ ·
2- كيف يتم تقديم المفردات للطالب الأجنبي في ضوء المستويات التعليمية ؟
3- ما دورالتدريبات اللغوية في اكتساب المفردات ؟
أهمية الدراسة :
تكمن أهمية الدراسة في طبيعة اللغة الثانية ( اللغة العربية ) حيث تعد اللغة وسيلة اتصال لذلك على المتعلم أن يتعلم أكبر قدر ممكن من المفردات حتى يستطيع التواصل مع من حوله لذلك يجب التركيز على طبيعة المفردات التي تقدم للمتعلم حتى يتمكن من استخدامها في الموقف المناسب .
التعريفات الاجرائية :
منهاج تعليم اللغة :
هو مجموعة من الخبرات والمواقف اللغوية التعليمية التي تخطـط وتقــدم للدارسين لتمكينهم من تعلم اللغة استعمالاً وممارسة، ومن ثم يلزمهم دراسة الأسـس والمعايير التي على أساسها تختار هذه الخبرات والمواقف وتخطط وتنظم وتسلسل في مستويات تتتابع بتتابع مستويات تعلم اللغة.
المفردات :
هي الكلمات التي تتكون من حرفين أو أكثر وتدل على معنى سواء أكانت فعلا أو اسما···· أو حرفا .
الكفاءة في تعليم المفردات :
هو أن يكون الطالب قادر على أن يســتخدم الكلمة المناســـــبة في المكان المناسب .
البرامج التعليمية :
هي مجموعة من الأنشطة والتدريبات والمعارف والمهارات التي تقدمها المؤسسة التعليمية لمجموعة من المعلمين والتي بدوره يقوم بتطبيقها داخل الحجرة الدراسية .
محددات الدراسة :
تقتصر هذه الدراسة على ما يلي :
1- عينة من الكتب التعليمية لمناهج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ( سلسلة جامعة آل البيت لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها – المستوى المتوسط ) المؤلف عمر عكاشة .
2-··· درجة ملائمة الاستبانة المستخدمة لأهداف الدراسة ودرجة صدقها وثباتها .
3-··· زمن تطبيق الدراسة ، كان من بداية الفصل الدراسي الأول· للعام الجامعي ( 2009 / 2010 )
4-··· المعايير المستخدمة في الاستبانة :
الكفاية في الأداء اللغوي للمعلم --- الكفاية في الطرق التعليمية للمفردات
الفصل الثاني: الإطار النظري والدراسات السابقة
أولا : الأدب النظري
يشكل دراسة المفردات جزءا رئيسيا من دراسة اللغة ، لذلك أول ما يجب على المدرس هو ألا يلجأ إلى لغة وسيطة أو بمعنى آخر الترجمة ، بل عليه أن ينطلق من بعض الأسس التربوية والتي يمكن ايجازاها في النقاط التالية :
1- لابد من مراعاة المستوى التعليمي التي ينتمى إليه المتعلم ، فإذا كان المستوى التعليمي هو الأول على المدرس أن يقتصد في المفردات التي يستعملها وأن يقلل من كلامه قدر المستطاع ، ففي هذه الحالة تكون الحصيلة اللغوية لدى المتعلم قليلة جدا فلا فائدة من اغراق المتعلم بسيل من المفردات والتي لا يفهمون منها شيئا .
2- المعلم في الغرفة الصفية عبارة عن ممثل ، وهذا لا يعنى أنه ينبغي أن يستعمل الحركة وإنما عليه أن يستخدم الحوار ، كذلك عليه أن يخلق بينه وبين طلابه نوع من العلاقة المتبادلة والتي تكون بين الجمهور والممثل ، فعلى المعلم أن يستعمل الحركة لأنها أداة تعبيرية أما الحوار هو الذي يثير اهتمام الطلبة .
3- لابد من مراعاة مبدأ التدرج من السهل إلى الصعب ، ومن المعروف إلى المجهول ، ومن هذا المنطلق لابد من مراعاة قاعدتين هما :
- بالنسبة للمعلم : اختيار العناصر التي سيقوم بتدريسها
- بالنسبة للمتعلم : المشاركة الايجابية
4- لابد من التعرف على المفردات الاساسية للغة وعند اختيار المفردات لابد من مراعاة الأمور التالية :
- مبدأ الأهمية والأولوية
- الاهتمام بالكيفية لا بالكمية
- اختيار المفردات المستعملة والشائعة
- اختيار الصفات والأفعال المناسبة للمفردات
ولا بد من تدريس الموضوعات التالية لأنها تنمي الثروة اللغوية عند الطالب الأجنبي وخاصة في المراحل الأولي من تعلمه للغة وهي : الأسرة وجسم الإنسان والرحلات والرياضة والملابس والمنزل والأفعال والطعام والمدرسة ، وعند تقديم المفردات على المعلم أن يبدأ بالاستماع ثم الفهم ، ويعرض المفردات الجديدة عن طريق الحركة أو الصورة أو السبورة أو يستخدم الرسم على السبورة ولا يقدم الكلمة مفردة أو معزولة ، لأن الكلمة المعزولة ليست سوى صوت أو مجموعة أصوات لا معنى لها ، لذلك على المعلم أن يضعها في سياق لغوي أي في جملة قصيرة ثم يقوم الطلبة بترديد ما يسمعون عدة مرات، ثم يقوم المعلم بملاحظة النطق ثم يقوم بالتقويم ومن أجل اضفاء نوع من الإثارة أثناء تقديم المفردات لابد أن يكون الدرس حيا وذلك من خلال استخدام اسلوب الحوار والكتاب مغلق عن طريق السؤال والجواب وتعويد الطلاب على توظيف المفردات الجديدة ولا نبدأ بالكتابة إلا بعد أن يتم اكتساب المفردات شفويا . ومن هنا لابد من الربط بين ما هو مسموع وماهو مرئي ، لذلك على المعلم أن ينطق ما يكتب وذلك من أجل تثبيت المفردات المكتسبة وهذا يتم بالطرق التالية :
- يقرأ المعلم النص الذي يضعه مع طلابه ويكتبه على السبورة ثم بعد القراءة يطلب المعلم من الطلبة القراءة السليمة وتجرى بعد ذلك المناقشة حول النص .
- يطلب المعلم من الطلبة تكوين جمل حول الفقرات المكتسبة ويقوم المعلم بتوجيه الأسئلة إلى الطلبة .
- يقوم المعلم بإعطاء تمرينات تحريرية لمراجعة بعض العناصر المدروسة من مثل تكوين جمل واملأ الفراغ المناسب .
- استخدام الألعاب اللغوية كأسلوب للتعليم والمراجعة .
5- وفي المرحلة المتوسطة والمتقدمة يكون الطالب قد اكسب مفردات جديدة فالهدف الذي يرمي إليه المعلم في هذه المرحلة تعويدهم على الدقة في التعبير لذلك على المعلم أن يستعمل مهاراته وأساليبه التربوية من مثل الإيحاء في ادخال المفردات الجديدة بطريقة تجعلها مثيرة وحية ويستغل حب الاستطلاع من مثل :
- أن يتعلم الطلاب جميع الصيغ والتراكيب الخاصة باللغة .
- أن يطلع الطلاب على جميع النصوص المأخوذة من الكتب العربية المعاصرة ولابد أن تكون هذه النصوص سهلة .
- أن تنمو لدى الطلبة الحصيلة اللغوية من خلال القوائم المقدمة لهم
- أن يستطيع تكوين جمل مفيدة
- أن يتعرف على قواعد الاشتقاق
ثانيا : الدراسات السابقة ذات الصلة :
1- دراسة الناقة ورشدي طعيمة ( 1983 )
هدفت الدراسة إلى وضع الأسس التي تنبغي أن تراعى عند تأليف كتب ومواد تعليمية لتدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها ، والاتجاهات العامة والخاصة التي تتميز بها كتب تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها .
2- دراسة رسلان ( 1985 )
هدفت الدراسة إلى بناء برنامج متدرج لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الطلاب الوافدين من منطقة جنوب آسيا ، وقد حدد فيها الباحث متطلبات إعداد البرنامج ومكوناته التي يمكن أن تحقق الأهداف المنوطة به ، ثم معرفة· مدى فعالية هذا البرنامج عن طريق بناء اختبار تحصيلي يقيس مدى فعالية البرنامج المقترح .
3- دراسة يونس وبدوي ( 1985 )
و هي دراسة لإعداد كتاب تعليمي للمستوى الأول من تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ، وإلى جانب تلك الدراسات فهناك دراسات أخرى قام بها معهد اللغة العربية بجامعة أم القرى في هذا المجال ومن أهم تلك الدراسات ما يلي :
- قائمة مكة للمفردات الشائعة ( جامعة أم القرى )
وهي قائمة قام بعملها نخبة من الباحثين في المعهد استعانت في عملها بعدة قوائم مثل قائمة الرياض ، وقائمة معهد الخرطوم ، وقائمة جامعة ميتشغان ، والقاهرة ، والرصيد اللغوي الوظيفي للمرحلة الأولى من التعليم الابتدائي ، بالإضافة إلى استبيان رشدي طعيمة ومحمود حجازي .
- الأخطاء اللغوية التحريرية لطلاب المستوى المتقدم
و هي دراسة تقوم على تحليل الأخطاء اللغوية التحريرية ووضع الأسس لعلاجها وعمل البرامج الخاصة بذلك .
4-· دراسة شعبان غزالة· (· 1987 )
هدفت الدراسة إلى بناء منهج لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من المبعوثين للدراسة بالأزهر في المرحلة التأهيلية للدراسات الخاصة ، وتطلب ذلك وضع الأهداف التعليمية للمنهج المقترح وكذلك المحتوى المناسب ، واقتراح الطريقة المناسبة لتدريس البرنامج ، ثم تطبيق البرنامج المقترح على عينة من الطلاب المبعوثين بجامعة الأزهر وأظهر البرنامج فاعليته في تحسين أداء الطلاب في اللغة العربية .
الفصل الثالث: الطريقة والإجراءات
عينة الدراسة :
من خلال اطلاع الباحث على بعض مناهج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ، قام الباحث بتحديد كتاب من هذه الكتب لتكون عينة الدراسة وهي ( سلسلة جامعة آل البيت لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها – المستوى المتوسط ) المؤلف عمر عكاشة وتم رصد الوسائل والطرق التعليمية· التي استخدمت في عرض المفردات والتراكيب اللغوية .
أدوات الدراسة :
من أجل التعرف على· أهم الطرق والوسائل التي يتم من خلالها تنمية المفردات عند الطلبة الأجانب· ، ورصد المشكلات التي يمكن أن يقع فيها المؤلفين لمناهج تعليم اللغة العربية· للناطقين بغيرها والتي تحول بين المتعلم وطبيعة اللغة ، قام الباحث بما يلي :
أولا :
تم اعداد استبانة ، وقد اتبعت الخطوات الآتية لإعداد هذه الاستبانة :
1-··· مراجعة الأدب السابق والمراجع والأبحاث والدراسات السابقة والدوريات والكتب ذات العلاقة بموضوع الدراسة .
2-··· عمل قائمة بالمفردات التي تشكل صعوبة لدى المتعلم ·
3-··· الاطلاع على الدراسات السابقة والبحوث التي صممت بطاقات ملاحظة والاستفادة منها في تصميم الاستبانة .
4-· التأكد من صدق وثبات الاستبانة ، وذلك من خلال عرض الاستبانة على مجموعة من المحكمين المختصين في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها من ذوي الخبرة ، وطلب منهم إبداء آرائهم في قائمة المفرات التي تم استخراجها من بعض المناهج التعليمية لكتب اللغة العربية للناطقين بغيرها ، من حيث ما يلي :
- نوعية المفرادت واستعمالاتها في سياقات مختلفة.
- سلامة الصياغة اللغوية للأستبانة.
- حذف ما يرونه مناسبا.
- ملاحظات اضافية.
ملاحظة :
لقد أشاد المحكمون بإجراء بعض التعديلات على مضمون الاستبانة ، وذلك بسبب تكرار بعض المعايير ، وتعديل بعض العبارات لغويا واجرائيا ، ودمج بعض الفقرات مع بعضها البعض ، ·و قد عد الباحث بآراء المحكمين ، وإجراء التعديلات بمثابة الصدق لمحتوى الاستبانة .
5-· صياغة الاستبانة بصورتها النهائية ، اذ بلغ المجموع الكلي للأسئلة ( 10 ) .
6-· بعد أن وضعت الاستبانة بصورتها النهائية ، وأصبحت جاهزة للتطبيق استأذن الباحث من الجهات الرسمية بتطبيق الدراسة بكتب رسمية إلى رئاسة جامعة آل البيت للسماح بتطبيق الدراسة وتسهيل مهمة الباحث ، وبدورها قامت رئاسة الجامعة بمخاطبة المعنيين من أجل تسهيل مهمة الباحث ، وبعد الحصول على الموافقات الرسمية تم اعداد جدول زمني لمقابلة الطلبة من أجل عرض الاستبانة .
ثانيا : اجراءات الاستبانة :
قام الباحث في استخدام وسائل متعددة من أجل الكشف على أهم الصعوبات التي يمكن أن يتعرض لها المتعلم أثناء تعلمه للغة العربية كلغة ثانية ، ومن أجل قياس ذلك لا بد من جمع بعض المعلومات من مثل ما يلي :
- المفردات التي يستعملها بشكل دائم .
- المفردات التي يستخدمها في الشارع .
- المفردات التي يقرأها في الصحف والمجلات .
- نوعية المفردات التي يبحث عنها دائما .
ثالثا : مضمون الاستبانة :
تم عرض نوعين من الإستبانة :
الأولى :
·تم تقديمها للمعلم لتوضيح أهم الطرق والأساليب التي يتبعها في عملية تعليم المفردات ، وما اذا كانت هذه الطرق مجدية ونافعة في تعليم المفردات للطلبة الأجانب.
الثانية :
تم تقديمها للطلبة لتوضيح ما اذا كانت الطرق التي يستخدمها المعلم في مجال تعليم المفردات ، ومقدار الكفاية التي يتمتع بها هؤلاء الطلبة .
الفصل الرابع: النتائج ومناقشتها
أولا : النتائج
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على· أهم الطرق التعليمية اللازم استخدامها· حتى يكتسب المتعلم أكبر قدرممكن من المفردات حتى يستطيع التواصل مع المجتمع ، وبيان أثرها في التحصيل الدراسي على الطلبة الذين يدرسون هذا الكتاب ، وهذا الفصل يقدم عرضا للنتائج التي أسفرت عنها الدراسة في ضوء أسئلة الدراسة وكانت على النحو التالي :
نتائج السؤال الأول :
ما المعايير الاساسية التي يجب مراعاتها أثناء تقديم المفردات في المناهج التعليمية ؟
1- المعيار الأول : الشيوع
و يقصد بها المفردات الأكثر شيوعا من غيرها في الاستعمال اليومي وفي الكتابات المعاصرة ، لذلك لابد عمل قوائم للمفردات وذلك لتحديد الكلمات الأكثر فائدة لمتعلم اللغة العربية كلغة ثانية .
2- المعيار الثاني : الشمول
ويقصد بها أن تتضمن المفردة الواحدة معاني متعددة بحيث تغنى كلمة عن تعلم عدد كبير من المفردات اللغوية ، فمثلا كلمة فاكهة تشتمل على ( البرتقال ، التفاح ، الموز ) .
3- المعيارالثالث : مجال الاستعمال اللغوي
و يقصد بها مكان استعمال الكلمة مع كلمات مختلفة ، فكلمة ( يبيع ) تستخدم مع كلمات كثيرة مثل ( الكتاب ، القلم ) .
4- المعيار الرابع : السهولة في النطق والكتابة
لا بد من اختيار المفردات السهلة في النطق والكتابة ويحدد ذلك عدد الحروف ومدى اشتمالها على حروف متشابهة في لغة المتعلم وعملية توافق النطق مع الكلمة .
5- المعيار الخامس : الثقافة
ويقصد بذلك اختيار المفردات ذات الإيحاء الثقافي فكلمة ( الصلاة ، الزكاة ، الشعائر ) مرتبطة بالثقافة الإسلامية· .
نتائج السؤال الثاني :
كيف يتم تقديم المفردات للطالب الأجنبي في ضوء المستويات التعليمية ؟
هناك وسائل متعددة تستخدم وذلك من أجل تقديم المفردات اللغوية منها ما يلي :
1- الألعاب اللغوية ·: هي إستراتيجيات معينة تستخدم في تعليم مهارات اللغة وتعلمها ، وتكون مبنية على خطة واضحة ترتكز على أسس علمية مدروسة , وتؤدي دورا مهما في عرض المهارات والمفاهيم الأساسية ، ونقلها وتبسيطها وربطها بالحياة ، إذ تعطي عملية التعليم معنى حقيقيا يؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة .
2-· الترادف : ويلجأ إليها المدرس عندما يكون الطالب قد بنى كفاية معجمية جيدة، فيفسِّر معنى الكلمة بمرادفها، وذلك مثل:· طالب وتلميذ، و(أستاذ ومعلم) ، والقصد من هذه الطريقة إكساب المتعلم مزيداً من الثقة بالنفس، وتشجيعه على استعمال المفردات، فإذا ما ضلَّت عنه إحداها استعان بغيرها.
3- التضاد : وهي مرحلة أكثر تقدماً من الترادف ، لأنها تمثل مستوى أرقى من التفكير يربط بين الكلمتين بعلاقة التضاد، وذلك مثل : (· قريب وبعيد)، و(كبير وصغير).
4- الحقول الدلالية : والمقصود بذلك تنظيم عدد من الكلمات في سياق واحد جامع يدل على حقل معرفي محدد، وذلك مثل: الفواكه والخضراوات، ووسائل النقل، والمحالّ التجارية، ووسائل المعرفة : الكتاب والجريدة ، وغاية القصد من ذلك كلِّه تنمية قدرات المتعلِّم على الربط فكرياً بين المفردات التي تنتمي إلى حقل واحد، ولعل ذلك ينتهي إلى تَبَيُّنِ وجوه الشبه ووجوه الاختلاف بين ثقافته والثقافة العربية من
حيث النظر إلى الموجودات.
5- تعرُّف الشواذّ : والمقصود بالشواذّ هنا الكلمات الخارجة في تصنيفها عن سائر الكلمات في المجموعة نفسها. وتتكامل هذه الطريقة مع طريقة الحقول الدلالية وتنبني عليها؛ وذلك أن قدرة المتعلم على تصنيف المفردات في حقول دلالية تساعده على تَبَيُّن الكلمات الشاذَّة واستبعادها، ومن ذلك مثلاً: تفاح، برتقال، موز، خيار.
6- المعنى السياقي : وذلك باستعمال تمرينات تتمة الفراغ، حيث يطلب إلى الطالب ملء الفراغ بكلمة تكتسب دلالة جديدة من السياق .
7- استخدام الصورة : ولا سيما في المعاني المحسوسة غير المجردة التي لا تحتاج إلى عناء كبير لتعرُّفها ، وتستخدم هذه الطريقة في المرحلة الأولى من التعليم .
نتائج السؤال الثالث :
ما دور التدريبات اللغوية في اكتساب المفردات ؟
إن التدريبات اللغوية هي الهدف الأول والأساسي في تخطيط منهج تعليم العربية لغير الناطقين بها، ومن ثم فلا بد أن يلتزم منهج تدريس هذه المادة لهؤلاء الطلاب بالطرق التالية:
الأولى : البدء بالتدريب على نطق الكلمات الواردة في المادة المقررة ويليه فهم المعاني، هذا قبل قيام الطلاب بقراءتها وكتابتها، لأن الطالب الأجنبي لو تدرب على نطق الكلمات المطلوبة فتسهل عليه قراءتها ثم كتابتها، والطريقة لهذا التدريب أن يطلب المدرس من الطلاب الإصغاء إليه جيدا ثم ينطق كل واحد بوضوح بالكلمة التي نطقها المدرس، وبعد أن درج الطلاب على قدر كاف وصحيح من نطقها يحاول المدرس إفهامهم معنى تلك الكلمة بأية وسيلة مناسبة بالإشارة أو الصورة أو الرسم وأخيرا بالترجمة ولا ينبغي أن تستعمل الترجمة إلا كآخر محاولة لتحقيق هذا الغرض.
الثانية : العمل على زيادة حصيلة الطالب من المواد اللغوية من المفردات والجمل يوما فيوما، بحيث تكون تلك الحصيلة متدرجة في الألفاظ والمعاني، سواء في الكم أو الكيف، بمعنى ضرورة البدء بجمل قصيرة ثم الطويلة وكذلك ذات المعاني المتداولة سهلة المنال ثم المعاني العميقة التي لا تستعمل إلا في حالات وظروف خاصة، ومثال ذلك:
يجب أن يكون الدرس المقرر يشتمل على أسماء وأفعال معروفة وشائعة في الاستعمال اليومي مثل: ( قال ) و( ذهب ) و( قرأ ) و( كتب ) ، ويستبعد في البداية تلك الأفعال صعبة النطق ونادرة الاستعمال مثل ( صعق ) و( نعق ) و( احدودب ) و( تقهقر) ونحوها، وكذلك أن يكون الدرس مشتملا على جمل متدرجة في قصرها وطولها وسهولتها وصعوبتها، فمثلا: تقدم أولا عبارات مستعملة في المعاملات اليومية للإنسان بحيث تتناول المحادثات اليومية عن الأكل والشرب أو اللعب أو الدرس وما إلى ذلك، وليس عن المسائل السياسية أو الاقتصادية أو الرحلات الطويلة، ويقدم ما يحتاج إليه في هذه المجالات في المراحل المتقدمة قليلا وبحسب فترات التدريب وتخصصات الطلاب.
الثالثة : بعد الخطوات المذكورة يأتي دور التدريب على الأسئلة والأجوبة باللغة العربية بين المدرس والطلاب تارة وبين الطلاب فيما بينهم تارة أخرى، وهذا بهدف تقويم لسان الطالب على نطق الأصوات ومقاطع الجمل وعلى تكوين المهارات فيهم على استخدام تلك الكلمات والعبارات التي تعلّموها في التعامل الفعلي بدون خجل ولا خوف ولا صعوبة، وهذه الطريقة تساعد أيضا على ترسيخ ما درسه الطالب من الجمل والعبارات في أذهانهم كما أنها تحقق الهدف الرئيسي من تعلّم هذه اللغة أي التدريب على التحدث
بها وفهم أساليب استخدام اللغة العربية في مجالات الحياة المتنوعة.
وفي هذا المجال يجب على المدرس أن يكرر هذه العملية بعد كل درس جديد إلى أن يأنس في الطلاب القدرة على استيعاب ما درسوا، فهما واستعمالا، ويوجه أولا أسئلة لكل طالب ليجيب عليه وكذلك يمكن أن يطلب أن يوجه بعضهم أسئلة إلى زميله فيجيب عليه سواء أكانت الأسئلة مدرجة في الدروس المقررة أو مستنبطة من أصول الدروس وقواعدها، وفي كلتا الحالتين ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار أن هذه الطريقة تعتمد أساسا على عنصر اكتساب الطالب التراكيب وأساليب المحادثات باللغة العربية.
الرابعة: ·يراعى في تدريس مادة التدريبات اللغوية إفهام الطلاب الأجانب ما للغة العربية من خصائص تمتاز بها عن اللغات الأخرى ليكون هؤلاء الطلاب على إدراك وبينة لطبيعة العربية حتى تزول من أذهانهم محاولة قياس نظام وقواعد اللغة العربية على اللغات التي تعودوا عليها، ويقبلون على تعلم اللغة العربية بفكرة مستقلة واضحة .
ثانيا : مناقشة النتائج
من خلال النتائج السابقة تبين أنه لابد من تنويع الأساليب والطرق أثناء تقديم المفردات وذلك حسب المستوى التعليمي الذي ينتمي إليه الطالب ، ومراعات الأسس التربوية والنفسية والثقافية أثناء عرض المفردات .
وأمام الكم الهائل من المفرادت التي تحتوى عليها اللغة العربية والمتباينة في السهولة والصعوبة نطقا وكتابة نجد أنفسنا أمام عدة تساؤلات لابد من ايجاد اجابات مقنعة تساعدنا على تدريس المفرادت بشكل سهل وبعيد عن أية صعوبة فمن أبرز المفردات التي واجهها المعلم أثناء تدريس هذه السلسلة التعليمية ما يلي :
1- مفردات اسمية
2- مفردات فعلية
3- مفردات الظرف
4- الأدوات ( الروابط ، أدوات النفي ، أدوات الاستفهام )
5- الخوالف ( أسماء الأصوات ، أسمال الافعال ، المدح والذم ، التعجب )
ثالثا : التوصيات
1- اختيار المفردات اختيارا علميا دقيقا ، وتراعي في عملية الإختيار الأساليب العلمية التربوية· والدراسات اللغوية النفسية واختيار الألفاظ الدارجة والشائعة منها .
2- تقديم المفردات من خلال أنماط شائعة الاستعمال ومتدرجة من حيث الصعوبة والتعقيد وذلك بما يتناسب مع مستوى المتعلمين .
3- تعليم المفردات من خلال سياقات لغوية مختلفة وتقديم المفردات من خلال الصور التوضيحية .
4- ·اختيار المفردات ذات الطبيعة الحوارية والقريبة من المفاهيم الحضارية والثقافية.
5- استخدام معاجم متخصصة وذلك أجل تنمية المفردات لدى الطلبة الأجانب .
---------------------------
ساحة النقاش