الدراسات الاجتماعية وعصر التكنولوجيا الرقمية والمرئية

مقدمة :

        تسعى التربية من خلال برامجها المختلفة إلى حل المشكلات التى تواجه المجتمع وأفراده . كذلك تسهم فى تنمية أفراد المجتمع فى نواح عديدة منها الإدراكية ، والاجتماعية ، والدينية ، والثقافية ، والصحية ، والعلمية ، والمهارية ، والوجدانية ، وغيرها من الجوانب الأخرى .

        ويفرض التقدم العلمى والتكنولوجى الذى نعيشه فى عصرنا الحالى فى جميع مجالات الحياة على علماء التربية تطوير برامج ومناهج تواكب وتساير هذا التقدم العلمى سواء على مستوى التعليم العام أو التعليم الجامعى ، وهذا التطوير يجب أن يتصف بالشمولية حيث يشمل تطوير أهداف تدريس الجغرافيا على أن يكون فى هذه الأهداف الاهتمام بجوانب الثقافة الجغرافية التى تعمل على تحقيق التنمية الشاملة لأفراد المجتمع .

 حيث أن التعليم النظامى الحالى لا يعمل على إعداد الفرد المثقف من جميع النواحى ومن بينها الناحية الجغرافية ، وفى محاولة لتغيير هذه النظرة فقد طورت العديد من برامج التربية العلمية والتربية الجغرافية تحديداً بما فى ذلك تطوير وبناء مناهج الجغرافيا للعمل على تحقيق أهداف الثقافة الجغرافية، ومثال ذلك المشروع الأمريكى ( Goals 2000:Educate America Act ) الذى أصبح مشروعاً وطنياً سياسياً نال كل المتابعة من الجهات السياسية والتعليمية ، وتم تحديد الجغرافيا ضمن المواد الخمسة الأساسية التى ستواجه بها أمريكا القرن الحادى والعشرين ، ونظراً لانتشار الأمية الجغرافية بين قطاعات المجتمع المختلفة ، أكدت الهيئات المختلفة على أهمية الثقافة الجغرافية ، واشتراط حصول الطلاب على درجات عالية فى الجغرافيا للالتحاق بالجامعات .(National Geographic Society: 1994)

وفى إطار اهتمام المعنيون بالتربية الجغرافية والثقافة الجغرافية ما أقرته ندوة الجغرافيا فى التعليم العام بالمجلس الأعلى للثقافة من تأكيد على أهمية نشر الثقافة الجغرافية ، ليس فقط بين الطلاب والمعلمين ، وإنما بين قطاعات المجتمع المختلفة ، وضرورة العمل على الحد من مخاطر غياب الثقافة الجغرافية ، التى تعتبر أحد المكونات الهامة فى ثقافة المواطن الملتزم والمنتج والمتوجه دائماً لخدمة قضايا وطنه .( المجلس الأعلى للثقافة :2002) .

خاصة وأن علم الجغرافيا يعد من العلوم الأساسية التى يعتمد عليها فى تكوين فكر وشخصية الإنسان وسلوكياته وقيمه فى أى مستوى دراسى ، وذلك أنها تبحث فى العلاقة بين الإنسان والمكان بكل ما تحتويه من موارد طبيعية وما يترتب على هذه العلاقة من تحديد شخصية المكان ، وما يترتب على حسن هذه العلاقة من حسن أو سوء الاستخدام للموارد .(فارعة حسن محمد :2002،ص43).

ولما كان المعلم هو حجر الزاوية في العملية التربوية ، ولما كان الدور المحورى للمعلم هو إعداد الفرد القادر على مواجهة التغيرات والتفاعل معها بإيجابية . فإن مسئوليات جديدة تناط بالمعلم بمعلم اليوم كانت أقل بروزاً فيما مضى ، فعلى الرغم من كل مستحدثات التكنولوجيا فهو لا يزال أكثر العوامل فاعلية وتأثيراً وحسماً فى مواقف التعليم ، وهو أيضاً مصدر القرار والقادر على اتخاذه فى الوقت والمكان المناسبين .

ومن هنا فإن المعلم لابد أن يكون متمكناً من مادته العلمية التى أُعد لتدريسها ، وأن يكون على دراية كاملة بأطراف العلم بالقدر الذى يسمح له أن يكون معلماً ومربياً فى آن واحد . وهذا يعنى أن يكون لديه قدر من الثقافة العامة فى غير تخصصه .( الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس : 1990) .

وحيث أن الثقافة الجغرافية على هذا القدر من الأهمية ، وضرورة تمكن معلم الجغرافيا من هذه الثقافة ، فإن الورقة الحالية تتناول الثقافة الجغرافية من حيث مفهومها ، وأبعادها المختلفة ، وأهميتها ، ومعلم الجغرافيا والثقافة الجغرافية ، والجغرافيا وثقافة المواطن المصرى ، ومخاطر غياب الثقافة الجغرافية وأثره على التشكيل الانتمائى للشباب المصرى ، وكيفية تنمية الثقافة الجغرافية لدى معلم

 

المصدر: دكتور إدريس سلطان صالح كلية التربية ـ جامعة المنيا
alaamali

د.علام على محمد أبودرب

  • Currently 49/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 766 مشاهدة
نشرت فى 12 إبريل 2011 بواسطة alaamali

ساحة النقاش

د.علام على أبودرب

alaamali
هذا الموقع خاص بالدكتور علام أبودرب تخصص مناهج وطرق تدريس الدراسات الاجتماعية، والهدف الرئيس من إنشاء هذا الموقع هو خدمة الباحثين العرب الراغبين فى تطبيق الطرق والأساليب والاستراتيجيات الحديثة فى مجال تدريس الدراسات الاجتماعية تحديداً من خلال عرض الآدبيات، والبحوث التربوية، والمواقع الإلكترونية ذات العلاقة، راجياً المولى عز وجل أن »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

109,297