علاء الأديب...الموقع الرسمي

الموقع الرسمي للشاعر والناقد والباحث العراقي علاء الأديب

 

مأساة الفلوجة ..إلى متى؟

بقلم : علاء الأديب

 

 

بعيدا عن الأنظار هناك يقتل الأطفال والشيوخ والنساء الطائرات والمدافع من صوب ومن صوب آخر المتسلطون على الرقاب .
خرج من تلك المدينة من خرج تاركا وراءه مسقط الرأس والبيت الوطن وذكريات صباه ودفء الإنتماء للمكان.هاربا من بطش الباطشين الى حيث بطش من نوع آخر ربّما يكون اقسى وأمرّ.بطش التهجير والغربة والحاجة والفاقة ونقص الغذاء والدواء ..مات منهم في المهجر من مات وأصيب بالداء من أصيب وعانى منهم الصغير والكبير ومازالوا أعظم المعاناة وأشدها قسوة.
ومن لم يهن عليه أن يترك بيته للغرباء كان ومازال يلتهم الموت كلّ دقيقة وإن لم يمت
فقنابل الطائرات والمدافع التي لاتزهق الأرواح ترعب الصغار الذين يجفلون لأدنى صوت غريب والشيوخ الذين لم تعد اذانهم تتحمل رعود الموت تهبط عليهم من السماء..والنساء اللواتي لايملكن الا الصراخ والعويل عندما يشتد البؤس .
الجوع والعطش وبرد الشتاء والمرض والمصير المجهول ثمن يدفعه هناك الأبرياء المتهمون بالإرهاب لالشيء الا لأنهم ما هانت عليهم بيوتهم ومدينتهم.
هل كل من فيها إرهابي لابد ان يقتل؟ هل كل من فيها خائن لهذا الوطن؟
ماذا يمكن أن يفعل انسان حيال إرهابي يضع برأسه بندقية ليجبره على البقاء في مدينة سيطر عليها؟
ماذا يمكن ان بفعل انسان يدرك أنه لو ترك بيته سيحتله ارهابي غريب.؟
ماذا يمكن أن يفعل انسان يؤمن بأن وطنه بيته وإن أي موت بغير الوطن موت زؤام؟
مدينة المآذن قد اضحت مدينة الخرائب والأشباح.
غادرتها اجساد الناس ومازالت تعج بها الأرواح.
من تركها كمن بقي فيها فكلاهما يدفع ثمن جريمة لم يرتكبها ...
المتسببون بمأساتها فرّوا بذنبهم منها وتركوها وأهلها تواجه المصير الذي لايطاق.
ومن فيها من جند الإرهاب لايأبهون بما يقاسيه الباقون من اهلها
ومن يريد أن يحررها من الإرهاب لايمكن لقذائفه ان تمييز العدو من الصديق.
وبين هذا وذاك ستمحق مدينة كاملة ويهلك شعب.
زمن طويل مضى على الفلوجة وهي تقذف كل يوم بالعشرات بل بالمئات من الصواريخ والقذائف والبراميل.
زمن طويل مضى على نيّة الجيش تطهيرها من الدواعش . حررت الرمادي وتحرير الأقضية في الأنبار جارية . ومازالت تلك المدينة مؤجلة ولاندري السبب؟
ماعلينا الا أن نذكر أو نتذكر بأن من فيها من الأبرياء عراقيون وأقول الأبرياء ولا أقول من كان منهم عونا لإرهابي أو خائن.
إنّ المأساة الإنسانية التي وصلت الى حد أن ترمي امرأة مع اطفالها بنفسها بنهر الفرات منتحرة بسبب الجوع لايمكن أن تمرّ مرور الكرام على من يملك ذرّة من انسانية .
وإن لم تصرخ الضمائر لهذا الحدث فلسنا من عراقيتنا بشيء .
فنحن العراقيون أهل الرحمة والرأفة والأخوة والمحبة والسلام . وما من أحد ينازعنا على ماحبانا الله به من خصال .
ليس كل من في الفلوجة ارهابي وخائن ..فالكثيرون منهم عزّت عليهم مدينتهم وبيوتهم ومنهم من لم يستطع ان يتركها لأنه لايملك في سواها شيء .
ندعو الله سبحانه وتعالى أن يضع حدا لمأساة من بقي فيها ومن خرج منها مكرها . ولابارك الله بمن تسبب لها بمأساتها الى يوم يبعثون.
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.

علاء الأديب
22-3-2016

المصدر: مقالات علاء الأديب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 75 مشاهدة
نشرت فى 12 إبريل 2016 بواسطة alaaaladeeb

علاء الأديب

alaaaladeeb
هنا ننثر الحروف زهورا . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

38,165