علاء الأديب...الموقع الرسمي

الموقع الرسمي للشاعر والناقد والباحث العراقي علاء الأديب

 

 

ولاتزر وازرة وزر أخرى.

بقلم : علاء الأديب

 

 

لايجب أن تختلط المواقف الإنسانية بغيرها من المواقف في حالات تستوجب منّا كبشر أن نقف عندها وقوفا إنسانيّا بحتا. لذا فإنّنا عندما نتحدث عن مأساة الأطفال والنساء والشيوخ العالقين بالفلوجة اليوم فإنّنا لانعني حتما من باعها للغريب ومن خانها وخان اهله فيها وإن كان منهم شيخ عشيرة أو إمام مسجد أو كبير قوم. فهؤلاء لايمكن لعراقي شريف أن يقبل ما أقدموا عليه حتى من اهل الفلوجة النجباء ذاتهم. المسألة اليوم لايمكن أن ندخلها بأطر سياسية لأنها لاتخصّ من حيث طبيعتها الإنسانيّة دهاليز السياسة .نحن أمام مأساة أطفال ونساء وشيوخ يموتون يوميا من الجوع .ومن قصف الطائرات وقذائف المدافع وبطش المتسلطين على الرقاب من دواعش العصر الذين ابتليت بهم العباد. هؤلاء الناس هم ضحية من باعهم ومن باع مدينتهم وفرّ مع اهله وأولاده عنهم وجعلهم بين المطرقة والسندان. أما من لازال بينهم فهو مشخص ومعروف وبمجرد أن يتم تحرير المدينة فإن مصيره الهلاك . أنا على ثقة بأنّ أكثرية هؤلاء المتواطئين قد تركوا المدينة ومن لم يتركها فهو متهيئ للفرار منها بمجرد أن تشرع قوات الجيش بعملية تحريرها. لذا أرى أن تحرير المدينة لإنهاء مأساة من تبقى فيها من نساء وأطفال وشيوخ و مأساة من تركوها ونزحوا الى غيرها تحت ظروف اقل مايمكن أن يقال عنها بأنها قاسية بات أمرا انسانيا ملحّا أكثر من كونه أمر سياسي أو عسكري. تساؤلات كثير باتت فعلا مثيرة للشك والريبة عن نيّة الحكومة بمصير هذه المدينة واهلها وأولهن تساؤل الجميع عن سبب عدم تحريرها على الرغم من انّ تحريرها وتطهيرها من دنس الدواعش وتحرير اهلها واعادة النازحين اليها ومعاقبة من خانها وباعها ليست بالأمر العسير على القوات المسلحة التي حررت اغلب مناطق الأنبار وسطرت من خلالها أروع الملاحم البطولية. على القيادة أن لاتنسى بأن هذه المدينة من مدن العراق وإن من فيها عراقيون وإن كان فيها من باع ومن خان فلا تزر وازرة وزر أخرى . ولكلّ امرئ مما أتى نصيب . فللظالم العقاب المستحق وللمظلوم الإنصاف العادل وهذا ما اتى به الدين الذي نؤمن به واتت به الشريعة وسنّته قوانين الإنسانيّة. لقد آن الأوان لأن يتحرك الحق على الباطل المحتل لتلك المدينة لفكّ أسرها وانقاذ اهلنا المظلومين فيها واعادة من ترك له فيها بيتا واهلا هربا من بطش الباطشين . أهل الكرم والجود فيها يتضور اطفالهم جوعا ويموتون بحسرة لقمة الخبز هذا مايجب اليوم ان يشخص أمام ضمائرنا ولا اقول عيوننا . وعلينا ان نرى الفلوجة بنت العراق التي وإن اخطأ فيها من اخطأ او انحرف من انحرف فالعراق قادر على أن يقطع رؤوس المخطئين . وينصف منها من كان ضحيّة لاحول ولا قوة له. سلام على العراق .. على أرض العراق ..على اهل العراق .. وعلى جيش العراق والنصر حليف المؤمنين.

علاء الأديب 26-3-2016

المصدر: مقالات علاء الأديب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 103 مشاهدة
نشرت فى 12 إبريل 2016 بواسطة alaaaladeeb

علاء الأديب

alaaaladeeb
هنا ننثر الحروف زهورا . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

38,177