تقرير / نجاة ابراهيم
ساسرد لكم عن التفكك الاسرى واسبابه وعلاجة ودور الاسرة والدولة والمجتمع والاعلام مشكلة التفكك الأُسري، إحدى أكبر المشكلات التي بدأت تغزو بيوتنا المصرية و العربية بشكل كبير في الآونة الأخيرة، الأمر الذي سنناقشه في البحث التالي عن التفكك الأسري، لنقف على تعريف التفكك الأسري، وأسبابه، وأثره على المجتمع، وعلى الأبناء، والحلول الممكنة لتجنّبه. ما مفهوم التفكك الأسري؟ يمكن أن نعرف التفكك الأُسري، بأنه بُعد أفراد الأسرة الواحدة عن بعضهم بعضاً، وعدم ارتباطهم بالأحاسيس والمشاعر والأفعال. ويؤثر التفكك الأسري على أفراد الأسرة جميعهم، خاصة الأبناء، وكذلك على المجتمع، وهذا ما سنناقشه في هذا المقال. لا بد من وجود أسباب حقيقية تؤدي إلى انتشار ظاهرة التفكك الأًسري، وقد جمعنا لكم أهم أسباب التفكك الأسري: • الأب الحاضر الغائب: وهو الأب الذي يقضي معظم وقته خارج المنزل، ومثال ذلك: رجل الأعمال الغارق في اجتماعاته، فيشكل العبء الكبير على زوجته، التي تبدأ بالتذمر من المسؤوليات، وتشعر أن الرجل الذي حلمت بأن يشاركها حياتها اليومية، بدأ يتبخر يوماً بعد يوم. ومن هنا تبدأ المشكلات والنزاعات بالظهور، حيث تعلن المرأة استياءها من زوجها لصديقاتها وأهلها، الذين سيقفون في صفها، ويثيرون فيها النزعة الهجومية من حيث أنه من حقها أن يشاركها زوجها في كل أمور حياتها، فيحل الخلاف والنزاع محل المودة والرحمة بين الزوجين. والصورة الأخرى للأب الحاضر الغائب، قد تتمثل بالأب الذي ينشغل عن أسرته بأصدقائه وجلساته معهم، فما إن يعود من عمله حتى يتناول الغذاء ليرتاح قليلاً، ثم يمضي المساء كاملاً مع الأصدقاء، ويحرم زوجته وأطفاله من الجلوس معه أو الخروج معه. • الأم الحاضرة الغائبة: فالمرأة المنشغلة بعملها عن أسرتها، قد لا تمنح الزوج العناية بشؤونه الخاصة واحتياجاته. كذلك المرأة المنشغلة بكثرة لقاءات صديقاتها، متناسية دورها كزوجة وأم، وما يحتاجه زوجها وأطفالها منها من العناية والحب. • صراع الأدوار: وهو من أهم مسببات التفكك الأسري، حيث يتمثل بتنافس الزوج والزوجة ليحل أحدهما مكان الآخر، ويظهر هذا السلوك بشكل أكبرعند النساء، خاصة اللواتي يلتحقن بأعمال خارج المنزل، حيث تسعى المرأة في هذه الحالة إلى أن تكون قبطان سفينة الأسرة، وهو خلاف الفطرة التي فطرت عليها المجتمعات. • ثورة الاتصالات الحديثة: على الرغم من الفوائد الإيجابية العديدة التي حصدناها من وراء الاتصالات الحديثة، إلا أنها تعد من أسباب التفكك الأسري، حيث أن إفراط الفرد في التعامل معها ليقضي الجزء الأكبر من وقت الفراغ في متابعة وسائل التواصل الحديثة، أدى إلى نسيان مسؤولياته وواجباته تجاه أسرته. يضاف إلى ذلك المحتوى الهزيل، الذي يقدم من قبل بعض المواقع، والذي لا يهدف إلا للإثارة وجلب أكبر عدد من المشاهدين، والضحية هنا الأسرة، التي تنشب فيها المشاكل نتيجة للتعلق بمشاهدة هذه المواقع، ونسيان الفرد مسؤولياته الاجتماعية تجاه الأسرة، بالإضافة إلى الجفاء الذي يقع جراء هذه الملهاة. • الخدم: أصبحت الخادمة تحل محل الزوجة في كافة أمور المنزل، كالتنظيف والغسيل، وحتى الطبخ ورعاية الأطفال أحياناً، لنجد أن الزوج يرجع من عمله، فتستقبله الخادمة وتقدم له الطعام، وتحل الخادمة محل الأم في رعاية الأطفال، وتقديم الحنان والحب لهم، مما يتسبب في ظاهرة التفكك الأسري. وكذلك أصبح السائق يحل محل الزوج أحياناً، فيقوم بخدمة توصيل الأم والأطفال إلى أي مكان، وهو المرافق لهم عوضاً عن الأب. • الوضع الاقتصادي للأسرة: يتسبب الوضع الاقتصادي للعائلة سواء بحالة الثراء أو الفقر في نشوب حالة من التفكك الأسري، فنجد الأغنياء ينشغلون بالمال عن أسرهم، وفي حالة الفقر نجد الأب غير قادر على توفير احتياجات أسرته، وقد يلجأ إلى طرق غير شرعية لتأمين حاجياتهم، مما يسبب التفكك الأسري. ما هي أنواع التفكك الأسري؟ يمكن تقسيم التفكك الأسري إلى نوعين، وهما: • التفكك الأُسري المباشر: وهو الذي يتعلق بالأُسر التي تعرضت إلى تفكك محسوس، إما بالطلاق أو وفاة أحد الوالدين. • التفكك الأسري غير المباشر: ويطلق على الأسر التي تعيش تحت سقف واحد، ويعانون من غياب جسور التواصل بينهم، ويسمى ذلك النوع أيضاً بالتفكك المعنوي. ما هي آثار التفكك الأسري على المجتمع؟ يؤثر التفكك الأسري في العديد من القيم الحسنة الموجودة في المجتمع، كما يؤثر على مفاهيم المودة والرحمة والتعاون والمسامحة ومساعدة الآخرين. كذلك فإنه يولد إحباطاً شديداً في نفس الفرد، مما يجعله يوجه اللوم للمجتمع؛ لعدم مساعدته على وقف الظروف التي أدت لتفكك أسرته، فنجد الفرد يتمرد على القيم الموجودة في المجتمع من حب ومودة واحترام وتعاون ومساعدة للآخرين. ما هي آثار التفكك الأسري على الأبناء؟ غالباً ما يقع الأبناء ضحية التفكك الأسري وسوء العلاقات بين الزوج والزوجة، وهنا سنعرض الآثار السلبية للتفكك الأسري على الأبناء: • يتسبب التفكك الأسري بضعف شعور الأبناء بالأمان والاستقرار داخل الأسرة. • قد يلجأ أحد الأبناء إلى تحقيق الأهداف المرجوة بطرق غير مشروعة بسبب التفكك الأسري، حيث تتغير المبادىء والمفاهيم لديه، ليصبح المحرم مشروعاً. • يتسبب التفكك الأسري في عيش الأبناء في حالة مستمرة من الاضطراب والقلق، حيث أن غياب الأب أو الأم بشكل مستمر يفقد الأبناء الأمان، ويسبب انعدام الأمان. • هناك علاقة وثيقة بين تشرد الأطفال والتفكك الأسري، حيث أشارت إحدى الدراسات إلى أن أغلب الأطفال الذين كان مصيرهم الشارع، كانوا في الأساس يعانون من التفكك الأُسري. • قد يتسبب التفكك الأسري في حالة من العدائية عند الأبناء. التفكك الأسري مرض من أمراض المجتمع، ولا بد من دواء شافٍ، وهنا نعرض لكم بعض الأساليب التي قد تكون مجدية في سبيل حل مشكلة التفكك الأسري: • على الأم والأب السعي الدائم لتقوية العلاقة بينهما، وحل مشكلاتهما بأسلوب راقٍ، بعيداً عن العنف والصراخ. • وجود الوالدين العاطفي والنفسي والروحي والجسدي بين الأبناء، وتخصيص وقت خاص؛ لمعرفة مشاكل الأبناء واهتماماتهم وحاجاتهم. • على الأهل أن يكونوا القدوة الحسنة لأبنائهم في كافة المجالات. • مراقبة الأبناء ومحاسبتهم عند الخطأ، وتقديم النصح اللازم لهم. • تقوية الوازع الديني والأخلاقي في نفوس الأبناء، وتربيتهم تربية صحيحة صالحة. • الاهتمام بالجانب العاطفي والنفسي للأبناء. • يقع على عاتق الدولة دور كبير في التوعية لأهمية الترابط الأسري والتربية الصحيحة من خلال الدورات المجانية والإعلانات والبرامج التلفزيونية. • كما يقع على الإعلام دور مهم أيضاً في تثقيف الأسرة والمجتمع من خلال البرامج التربوية