افتحوا الباب للشباب!
مرارا وتكرارا رددت عبارة: «إن عاطلا متعلما خير من عاطل غير متعلم»، لأن العاطل المتعلم لديه سعة الأفق لتدبير بأموره بأي عمل خاص، وحماية نفسه من المخاطر، هذا الكلام أعيده لأننا أحيانا نغلق أبواب التعليم بوجه الطلاب باشتراطات، فينصرفون عاجزين أمام حواجز البيروقراطية المتراكمة من نظم الجامعات في السبعينيات، والثمانينيات التي تعلم الطلاب من أجل الوظائف الحكومية، اليوم لم تعد الوظيفة بيد الحكومة على كل حال، ولم يعد هدف التعليم النافع للعمل مشروطا بوجود وظيفة، ولكن الغرض منه نقل العقول من مراحل التربية، والتعليم العام، ومحو الأمية، إلى مراحل إعداد الإنسان للحياة في مجتمع متجانس، يستطيع تحديد علاقاته، وتتاح له الفرصة لاكتشاف إمكانياته في البيئة الاجتماعية المفتوحة، مثل التعليم العالي، وقطاعات التدريب الواسعة، لكي يكتشف الإنسان الجديد (الشاب، والشابة) نفسه، ويضع صورة بناء الذات فيعقله من خلال مرآة الحياة الواسعة، التي تسلكه في هذه البيئة الجامعية، وإغلاق الفرص سيؤدي إلى خيارات أخرى فينصرف بعضهم إلى طرق قد لاتكون في أحلامهم حين صبروا في التعليم العام، وقد يعبرون، وقد يفشلون.

في حال الفشل فإن الطلاب المحبطين أمام مستحيل القبول التعليمي في المستويات العليا، هم أيضا أمام صورة مجتمعية لاتضعهم في مكانهم الصحيح، وقد تصمهم بالفشل، والبلادة، وقد تقارنهم بغيرهم من الذين تيسرت أمورهم، فالموضوع في عقلية الجماعة ليس فرصا، بل هو قدر أن يكون هذا ذكيا، وهذا غبيا، وبليدا، وعقلية الجماعة لاتحسب تفاوت الفرص.

الكثير من الشباب، والشابات يريدون فرصة، ولو مشروطة، وبعضهم يتمنى هذه الفرصة لإثبات قدرات خاصة لديه، لم تتح لها الفرصة للظهور في التعليم النمطي قبل الجامعة.

قال الأمير المثقف خالد الفيصل قبل أيام: «وليس مستحيلا أن نرى أنفسنا في مصاف العالم الأول إذا توفرت الإرادة والإدارة»، وهذه الإرادة تتوفر كل دعاماتها اليوم بخطط تنمية غير مسبوقة، عمادها العنصر البشري الشاب الذي هو ركيزة عناصر التطور الأولى، فإذا ما خلقنا العراقيل لهذا الشباب فإننا بالضرورة سنلجأ لشباب العالم الثاني ليسدوا العجز المعرفي كما نفعل منذ سنوات في خطط تقشف مالي بدأت خطأ بالتقتير على استثمارات المملكة في الإنسان، وبقيت في عقول إدارية قديمة تعشش في المؤسسات التعليمية العليا، ولاتريد التغيير، مع أن إرادة التغيير تخلق كل شيء، فهل تتجاوز إدارات التعليم العليا مشكلتها البيروقراطية الصعبة، وتفتح الأبواب لفئات الشباب بحيويته لينعش حياة العمل، والأمل من جديد.

الآمال معقودة على الخطط الكبرى لتنمية الإنسان، وتفهم واع لأهمية الإنسان الجديد، وقصر فرص التعليم عليه.

<!-- google_ad_section_end -->
  • Currently 103/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
33 تصويتات / 238 مشاهدة
نشرت فى 27 يناير 2010 بواسطة ahmedelbebani

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

285,232