نَصِيحَةُ مُرَبّ

التربية : تكريس شعور أو قيمة . [ حامد عبد الحميد ]

الحمد لله وحده ،والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد صلى الله عليه وسلم أما بعد :


إن تعظيم بيت الله (الكعبة) في القلوب حاصل بأكثر من وجه ،ومن أقربها للأذهان أنها كعبة واحدة لا كعب او كعبات  وهذا من أسباب تعظيم القلوب لها !
فإن الشيء إذا تكررت صوره فلا يحصل له ن الهيبة والعظمة ما يحصل للشيء المفرد الذي لا ثاني له (!!)
ومع ذلك التحول في التعليم النظامي الحديث بوسائلة ، يحاول المفسدون سلخ طلاب المدارس من كل قديم وخاصة ما كان له علاقة بالشرع و الدين ..

◾(صور مستحضرة للتقريب !) :

ومن سنوات قريبة شنّ بعض الطاعنين في الإسلام حملة لتحريف القرءان واختراع كتاب سموه الفرقان !
ولاشك أنهم على يقين !! من أن الكتاب لن يحل محل القرءان ، وأن المسلمين سيهاجمون حملتهم هذه أشد حرب .. لكن يريدون الحصاد من الجيل الثالث أو الرابع لا الجيل الذي طرحت عليه الشبهة !! ؛ المهم أن يسمع الأطفال أن هناك كتاب كالقرءان أو أن القرءان حُرّف (!!)
هذا خبث يهود ، يحاربون بخطة خمسينية و سبعينية ...

◾تعدد الكعبات ليس من التعظيم لشعائر الله -جل وعلى -:

قريب من هذا - نُسخ الفرقان - الفساد - الذي له نفس النتيجة !- ما يحصل منذ سنوات في بعض المدارس والحضانات في كثير من البلاد المسلمة القائمة على تعليم ( الصغار خاصة !) من تجسيم (الكعبة) في موسم الحج ، ليطوف الأولاد الصغارحولها - يدّعون ويقولون! - بغرض التعليم !!، وهي في أغلب الأحيان - إن لم يكن هذا هو الغرض الأول للجميع - حملات دعائية للمؤسسات .

ولله الحمد تصدى لهذه الهجمة -الخفيّة - علماؤنا الأفذاذ .
ومفاسد هذه المناسك - البدعية الوهمية - كثيرة ؛ منها :
تقليل هيبة وشرف وعظمة هذه الشعيرة وهذا البيت من طرف خفي ! في قلوب الشبيبة .
قال الله تعالى : ( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) الحج/ 32 .
وإدخال ما ليس من دين الله فيه ، على أيدي معلمين ومعلمات بعضهم لا يحسن أن يتطهر ! ، ولا يخفاك أخي القارئ أن " التعليم في الصغر كالنقش على الحجر " 
وينشأ ناشئ الفتيان منّا ... على ما كان عوده أبوه .
وهذه بعض النقول الموضحة لحكم صنع مجسم للكعبة في المدارس أو الحضانات للصغار أو في المساجد و القاعات للكبار (لتعليم!) مناسك الحج ..
[ فالذي صرح به غير واحد من علمائنا المعاصرين ، وصدرت به فتاوى المجامع الفقهية والمؤسسات الإفتائية ، هو منع هذا الباب وسده ، ورفض ممارسته للصغار والكبار ، وذلك لسببين مهمين :
السبب الأول : قاعدة سد الذريعة التي قامت عليها عشرات الأدلة من نصوص الكتاب والسنة ، والذريعة هنا هي " تصنيع المجسم والطواف حوله "، خشية أن ينسب الناس إلى هذا العمل شيئا من القداسة أو التعظيم ، فتختلط العبادة بالتعليم ، ويشتبه على عامة الناس علاقة مناسك الحج الحقيقية ، وحرمةُ بيت الله الحرام ، بمثل هذه المجسمات التي تُبنى أحيانا بمثل حجم الكعبة الحقيقية ، وتقلد حولها جميع المظاهر المشابهة .
السبب الثاني : ملحظ قد تؤدي إليه كثرة تلك المجسمات ، وهو إنزال هيبة الكعبة المشرفة من قلوب الناس عن مقامها السامي ، وذلك حين تنتشر بين أيديهم تلك المجسمات ، فتصنع على شكل تعليقات " ميداليات "، تربط بالمفاتيح ، أو تعلق في السيارات ، أو يلعب بها الأطفال الصغار ، والواجب أن نسعى دائما إلى زيادة تعظيم المشاعر المقدسة في قلوب الناس بكل صور الاحترام والتبجيل ، فالله عز وجل يقول : ( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ . ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ) الحج/29-30. 
ويقول سبحانه : ( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) الحج/ 32 .
وننقل هنا الفتاوى والقرارات التي صدرت في المسألة :
" قرار رقم : 74 (3/ 13) بشأن موضوع تصنيع وتسويق مجسم للكعبة المشرفة .
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد : فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي ، برابطة العالم الإسلامي، في دورته الثالثة عشرة ، المنعقدة بمكة المكرمة ، والتي بدأت يوم السبت 5 شعبان 1412هـ الموافق 8/ 2/1992م : قد نظر في الموضوع وقرر :
أن الواجب سد هذا الباب ومنعه ؛ لأن ذلك يفضي إلى شرور ومحظورات . 
وصلى الله على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا . والحمد لله رب العالمين .
رئيس مجلس المجمع الفقهي : عبد العزيز بن عبد الله بن باز . 
نائب الرئيس : د. عبد الله عمر نصيف .
مدير عام المجمع الفقهي الإسلامي : د. طلال عمر بافقيه " .
انتهى من " قرارات المجمع الفقهي " (ص/285) .
وجاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " (11/14) في المجموعة الثانية ، جوابا على سؤال نصه : 
" رجل يعلم الناس مناسك الحج بطريقة عملية ، وذلك أنه صنع لهم إطارا خشبيا ملونا بالأسود يشبه الكعبة ، وكذلك مقام إبراهيم ، والصفا والمروة ، وزمزم والجمرات .. وغير ذلك مما يتعلق بمناسك الحج ، وعملية التدريب تتم بأن يأتي الناس بإحرامهم ويلبسونه ، ويقومون بالمناسك ، ابتداء من العمرة إلى نهاية الحج ، ويرفعون أصواتهم بالتلبية داخل المسجد بأصوات جماعية ، وإن هذه الظاهرة بدأت تنتشر في كل مناطق المغرب ، بحيث إذا دخلت بعض المساجد ، تجد إطارا خشبيا يشبه الكعبة ، وكل ما له علاقة بالمناسك على طول السنة " 
فأجابت اللجنة الدائمة بقولها :
" صناعة المجسمات من الخشب وغيره لبعض الشعائر الإسلامية كالكعبة ومقام إبراهيم والجمرات وغيرها لغرض استعمالها في التعليم لأداء مناسك الحج والعمرة على الوجه المذكور في السؤال لا يجوز ، بل هو بدعة منكرة ؛ لما يفضي إليه من المحاذير الشرعية ، كتعلق القلوب بهذه المجسمات ولو بعد حين ، وتعريضها للامتهان وغير ذلك ، مع عدم الحاجة إلى هذه الطريقة ، إذ الشرح والبيان باللسان والاستعانة على ذلك بالكتابة التوضيحية كاف شاف في إيصال المعاني الشرعية إلى عموم الناس ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) أخرجه مسلم في صحيحه " انتهى .
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز – نائب الرئيس عبد العزيز آل الشيخ – عضو عبد الله بن غديان – عضو صالح الفوزان – عضو بكر أبو زيد . 
وجاء أيضا في المجموعة الثانية (1/ 323) في جواب سؤال مجسمات للكعبة والقبة الخضراء على شكل " مداليات ".
فجاء في الفتوى :
" لا يجوز تصنيع مجسم للكعبة المشرفة وللقبة التي على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا التجارة فيهما ؛ وذلك لأن صناعتهما والتجارة بهما وتداولهما يفضي إلى محظورات يجب الحذر منها ، وسد كل باب يوصل إليها " انتهى .
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز – نائب الرئيس عبد العزيز آل الشيخ – عضو عبد الله بن غديان – عضو صالح الفوزان – عضو بكر أبو زيد . 
والذي نراه أن التعليم بالشرح ، والاستعانة بالوسائل التوضيحية ، والعروض الإلكترونية على أجهزة الحاسوب ، وشاشات العرض ، أو عرض أفلام حقيقية ملتقطة للمناسك : كل هذا يغني عن هذه الوسائل التي تكلم فيها أهل العلم بالمنع ، وسواء كان ذلك التعليم في البيت ، أو في المدرسة ؛ فلو عوضت أولادك بشيء من ذلك : فهو أحسن . 
والله أعلم .] منقول من موقع الإسلام سؤال وجواب بتصرف
فتوى فضيلة الشيخ العثيمين - رحمه الله -: 
السؤال: فضيلة الشيخ هناك بعض المدرسين يشرح للطلاب صفة الحج والعمرة ، ولكن يقول لا يستوعبون استيعابا جيدا، هل يجوز أن نجعل مجسم للكعبة والمشاعر حتى يطبقونها تطبيقا عمليا ؟ 
الجواب :
لا بأس! بشرط أن يحرم هو أيضا ويلبس ملابس الإحرام ( المدرس )! وإذا طاف بهذا المجسم يطبع بالطواف ويرمل بالثلاثة الأشواط الأولى ويجعل حوله مقام يقول هذا مقام إبراهيم ، أيش الكلام هذا !!! هذا لا ينبغي إطلاقا ، يستطيع أنه يرسم في السبورة مربع صورة الكعبة ويقول تطوف عليها .. أما أن يجعل مجسم ، في ظني أنه سيجعل العبادات مجرد طقوس وحركات فقط ، ما لها تأثير بالقلب . أفهمت ، فهمت من كلامي الساخر به ، فهمت أنه يجوز وإلا ما يجوز ، ما يجوز الحمد لله. انتهى . 
المصدر:من شريط اللقاء الأسبوعي رقم 176 .


فتوى فضيلة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله -:
لسؤال : شخص يدرس الصغار ويعلمهم صفة الحج ، فقام بتطبيق عملي وأحرم وجاء بصندوق وهو كرتون ثلاجة ، وصبغه باللون الأسود وأخذ يطوف وفعل صفة الحج فما حكم هذا الفعل ؟ 
الجواب
هذا صدر فيه قرارات من هيئة كبار العلماء ، ومن المجامع الفقهية بتحريم عمل مجسم للكعبة لأن هذا يفضي إلى محظور وأن يعتقد الناس في هذا المجسم أنه هو الكعبة ، والجهال يتعلقون به ، فلا يجوز هذا العمل ، ولكن كونه يعلمهم ويدرسهم بدون هذا فلا بأس هذا طيب . انتهى
المصدر:
أسئلة شرح قرة عيون الموحدين ، للشيخ صالح الفوزان 
بواسطة كتاب الإجابات المهمة في المشاكل الملمة (2/107)

 

 

فالنصيحة هي : رفض هذا الأسلوب في تعليم أولادنا ،وعدم المشاركة في مثل هذا العبث بشعائر ديننا الحنيف، والنصح للقائمين على هذه المؤسسات لإيقاف هذا الهدم لدين الله في قلوب أولادنا .

 

وكتبه /أبو صفيّ أحمد محمد راغب ابن الأزهر

 

 

ahmedalazhry

أبو صفيّ أحمد راغب البرمشتي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 202 مشاهدة
نشرت فى 8 سبتمبر 2016 بواسطة ahmedalazhry

ساحة النقاش

دار حراء

ahmedalazhry
رسالتنا : أن نكون مرجعية استشارية وبيئة تعليمية تربوية في الوطن العربي والإسلامي ، ومساهمين في تحسين ورفع كفاءة المؤسسات التعليمية الأخرى ... »

عدد زيارات الموقع

24,844

تسجيل الدخول

ابحث

احذر الجاهل كما تحذر العاقل ..

نَصح أحدُ السلَف ولدَه-قائلاً-:(اِحذر الجاهلَ-وإن كان لك ناصحاً-كما تحذرُ العاقلَ إذا كان لك عدوّاً-؛فيوشك الجاهلُ أن يورِّطك بمشورته-في بعض اغترارك-؛فيسبق إليك مكرُ العاقل...)..